هددوه باغتصاب زوجته أمامه..خشية من تنفيذ الإعدام برجل الأعمال سعود الفرج
رجل الأعمال سعود الفرج الذي كان نشطا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011 في القطيف
وطن– حذّرت جماعة حقوقية، رجل الأعمال السعودي سعود الفرج الذي كان نشطاً في الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2011 في القطيف، من خطر الإعدام الوشيك بحقه.
وأدين سعود الفرج (42 عاماً) في يونيو 2021، بالمشاركة في احتجاجات وإدارة خلية إرهابية وقتل ضباط شرطة من بين تهم أخرى، وقد حُكم عليه بالإعدام في أكتوبر.
وفي دفاع مكتوب بخط اليد من 19 صفحة شاهدَه موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، يصف فرج كيف احتُجز في الحبس الانفرادي لمدة 630 يومًا، وتعرّض للتعذيب بشكل متكرر لرفضه الاعتراف.
وكتب “فرج” في رسالة غير مؤرّخة، كُتبت بعد توجيه الاتهام إليه: “لن أتمكن من سرد جميع الانتهاكات التي واجهتها من قبل المسؤولين. لم أؤذي أحداً قط ، وسجلاتي الجنائية والأخلاقية النظيفة يمكن أن تشهد على ذلك”.
وبحسب الموقع البريطاني، فقد تم تأكيد الكثير من التفاصيل في رسالة فرج من قبل نزيل سابق شاركه في زنزانة في سجن الدمام لمدة سبعة أشهر، ولكن تمّ إطلاق سراحه أخيرًا.
خشية من إعدام مفاجئ:
من جانبها، تخشى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان (ESOHR)، التي تمثّل فرج، من إمكانية إعدامه في أي وقت، وتعتقد أن هناك العشرات من المحكوم عليهم بالإعدام معه.
لكنّها تخشى أيضًا أن يتمّ إعدامه في عملية إعدام جماعي، وهو سيناريو يُشعِر المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان وجماعات أخرى تراقب السجناء السعوديين المحكوم عليهم بالإعدام، بقلق متزايد.
أحد أسباب الخشية من قبل المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، هو أنّ قضايا السجناء السياسيين التي تأخرت منذ سنوات، تتحرك فجأة بسرعة كبيرة عبر نظام المحاكم. وتقول إنها وثّقت أكثر من 60 حالة من هذا القبيل في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك ما لا يقل عن 48 شخصاً آخرين مرتبطين باحتجاجات القطيف 2011.
وفي مارس/آذار، أعدمت المملكة 81 شخصًا في يوم واحد، أي أكثر مما قُتل في عام 2021 بأكمله، قبل أيام فقط من لقاء رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حين تمّ إعدام ثلاثة رجال آخرين خلال زيارة جونسون.
وفي الشهر الماضي، بعد توقّفٍ دام 21 شهرًا عن هذه الممارسة، بدأت السلطات السعودية في إعدام سجناء مدانين بجرائم مخدرات، حيث أعدمت عشرين رجلاً، معظمهم من الرعايا الأجانب خلال أسبوعين.
وقال طه الحاجي، محامٍ سعودي ومستشار قانوني في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان: “كل المؤشرات تدل على أن هذه الإعدامات ستستمر. نشك في أن السلطات السعودية تريد تجميعهم معًا وانتظار اللحظة المناسبة سياسيًا لتنفيذها”.
الاحتجاجات والسجن:
كانت هناك احتجاجات متفرقة في القطيف، المحافظة ذات الأغلبية الشيعية في شرق المملكة العربية السعودية لسنوات، بسبب اتهامات بالتمييز على نطاق واسع.
لكن في أوائل عام 2011، مع اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم العربي، عادت المظاهرات مرة أخرى في المحافظة مع متظاهرين يطالبون بالإفراج عن مجموعة من الرجال المحتجزين منذ سنوات دون محاكمة.
توسّعت مطالب المحتجين لتشمل مجموعة واسعة من المظالم، كثير منها حول التفاوت الاقتصادي.
وقال الحاجي، إن سعود الفرج، الذي كان يدير شركة إنشاءات، كان ميسور الحال من الناحية المالية، لكنه شارك في الاحتجاجات رغم ذلك.
وأضاف الحاجي: “لقد شعر بعمق بالظلم والتمييز والقمع”. “كان دافعه إنهاء الظلم”.
وشتّت حركة الاحتجاج من قبل قوات الأمن السعودية التي استخدمت الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، مما أدى إلى اشتباكات مسلحة وسقوط عدد من القتلى.
وبحلول أواخر عام 2012، بعد اعتقال الزعيم الروحي للحركة نمر النمر، تلاشت الاحتجاجات وعاد فرج إلى إدارة عمله.
وقال الحاجي، إن نحو 1500 شخص اعتُقلوا في القطيف منذ 2011 على خلفية الاحتجاجات، وإن 80 منهم أُعدموا منذ 2016، بمن فيهم النمر.
عرض لتحويل سعود الفرج لجاسوس:
وفي أواخر عام 2019، قال سعود الفرج في رسالته، إنّه تلقّى مكالمة من رجل عرّف عن نفسه بأنه ضابط من المديرية العامة للتحقيقات (GDI)، إدارة الشرطة السرية في المملكة.
وخلال اجتماع في فندق بالدمام، طلب الضابط من فرج أن يتولى وظيفة لدى الشرطة السرية، متظاهرًا بتجنيد أشخاص للتدريب العسكري في إيران والعراق ولبنان، حتى يتم القبض عليهم بعد ذلك.
وعندما رفض فرج، حذّره الضابط من عواقب ذلك.
وبعد أسابيع، داهمت إدارة المباحث العامة مكتب فرج في القطيف، وأخذت فرج معصوب العينين والأصفاد.
وفي مركز الشرطة، كان يسمع زوجته وابنته البالغة من العمر عامين -اللتين كانتا في المكتب في أثناء المداهمة- تصرخان لساعات، كما كتب في رسالته.
وكتب فرج: “كنت أسمع زوجتي تطلب منهم عدم فصلها عن ابنتها”. “لم تستطع ابنتي إلا أن تنطق كلمة” ماما “وهي تبكي”.
تعذيب مستمر واعتداء جنسي:
على مدار العام والتسعة أشهر التالية، احتُجز فرج في الحبس الانفرادي، دون أي اتصال بالعالم الخارجي، وغير مدرك لما حدث لزوجته وابنته.
وقال إنه تعرّض بانتظام للتعذيب، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية والاعتداء الجنسي، حيث حاول المحقّقون إجباره على الاعتراف بالجرائم التي أملاها عليه.
وبحسب الرسالة، فإنه في وقت من الأوقات، هدّدت السلطات باحتجازهم كرهائن، وبعد أسبوعين من اعتقاله، أخذوه إلى نافذة زجاجية تطلّ على غرفة كانت فيها زوجته وهددوا باغتصابها إذا رفض فرج الامتثال.
ومع استمرار فرج في الرفض، تم نقله من وإلى المستشفى، وتعافى لمدة يومين بعد جلسة استجواب فقط ليعاد لمزيد من التعذيب.
في النهاية، بعد 21 شهرًا في الحبس الانفرادي، تم وضع فرج في زنزانة مع نزلاء آخرين، وجميعهم من الأجانب، وهناك التقى بظفر (اسم وهمي).
الضرب والإضراب عن الطعام:
قال ظفر إنّ الرجال احتُجزوا في غرفة صغيرة بلا نوافذ تحتوي على مرحاض ومغسلة. كان الكتاب الوحيد الذي حصلوا عليه على مدار سبعة أشهر هو القرآن، وكان يُعرض عليهم الخروج لمدة 10 دقائق مرة واحدة في الأسبوع.
وروى “ظفر” أنّ سعود الفرج افتقد زوجته وابنته، إلا أنه سُمح له أخيرًا بالاتصال بهم في مايو 2021. عندها فقط علموا أنه لا يزال على قيد الحياة، واكتشف أن زوجته قد تم الإفراج عنها من السجن بعد 19 يومًا.
سعود الفرج يراسل محمد بن سلمان:
وكتب فرج رسالة إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يشرح فيها بالتفصيل جميع الانتهاكات التي تعرّض لها في السجن. بعد تقديم الشكوى، انتقم الحراس منه، وأخذوا أقلامه وأوراقه لمنعه من كتابة المزيد من الشكاوى.
وقال ظفر للموقع البريطاني إنه ذات يوم -بعد مرور عامين تقريبًا على اعتقاله- عُرض عليه الاتصال بالمنزل. لكنه سأل، هل يمكنه أن يرن في الظهيرة بدلاً من التاسعة صباحًا؟ ستكون ابنته في المدرسة، وأراد اللحاق بها لاحقًا عندما تكون في المنزل.
وشاهد زملاؤه في الزنزانة العديد من حراس السجن وهم يجرون فرج بعيدًا. بعد ساعة عاد وهو ينزف وهو غير قادر على الوقوف. قال ظفر: “ألقوا به في غرفتنا مثل كرة القدم”. لم يتمّ تحويله إلى طبيب.
ارسال التعليق