هل انتهى العصر الذهبي بين ابن سلمان وابن زايد
التغيير
رأت المحللة الأردنية البارزة في الشأن السياسي فرح مرقة أن العلاقات الحميمة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد تتراجع تدريجيًا بسبب الحرب الضروس في اليمن وأن الحقبة الذهبية لوحدتهم وعلاقاتهم الدبلوماسية التي اتصفت بأوجها وحميميتها قد انتهت.وقالت المحللة السياسية مرقة لصحيفة راي اليوم: "إن التقارير عن انسحاب الآلاف من العسكريين السودانيين من اليمن وانسحاب القوات الإماراتية من عدن يشير إلى انهيار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في عدوانه على اليمن".وأضافت: "الأحداث الجديدة في اليمن تظهر نهاية الوحدة بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، خاصةً بالنظر إلى أن الإمارات قد غيرت مواقفها تجاه إيران وأرسلت وفوداً إلى طهران لتحسين العلاقات مع الإيرانيين في الفترة الأخيرة".وبحسب صحيفة رأي اليوم، يعتقد الكثير من المحللين أن الأزمة اليوم أعمق بكثير من انهيار الوحدة بين الأمراء العرب، مشيرين إلى أن الأحداث تشير إلى انهيار تحالفات أقوى في العالم العربي، بما في ذلك التحالف الخليجي السعودي ضد دولة قطر وفي تصريحاتٍ مماثلة يوم الأحد، قال محلل بارز "إن انسحاب 10000 من القوات السودانية من اليمن يشير إلى انهيار التحالف السعودي الأمريكي".حيث صرح عمر عياصرة لموقع الجزيرة الإخباري باللغة العربية بأن التحالف الذي تقوده السعودية تم تشكيله بحجة إعادة الشرعية إلى الرئيس اليمني الهارب منصور هادي، لكن الحقائق تغيرت على أرض الواقع، والآن يحاول التحالف استبدال حكومة هادي بحكومة انقلاب أخرى تتساير مع مصالح التحالف في اليمن.كما وأشار إلى فشل المملكة العربية السعودية في حماية حدودها الجنوبية من هجمات اليمنيين، وقال إن الجيش وقوات أنصار الله اليمنية نجحت في إرسال طائرات بلا طيار إلى قلب المملكة العربية السعودية، وإهانة البلاد وإجبار الرياض على قبول مبدأ المحادثات مع اليمنيين وإيجاد حلول سياسية منصفة لهم.وقد صرح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية يوم السبت بأن أكثر من 4000 من رجال الميليشيات السودانية الذين يقاتلون إلى جانب القوات العسكرية بقيادة السعودية ضد مقاتلي أنصار الله قد قتلوا وأصيب الكثيرون منذ أن شن نظام الرياض وحلفاؤه حملتهم العسكرية على اليمن.وقال العميد يحيى ساري في مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء "إن 4253 متشدداً سودانياً قد فقدوا أرواحهم في اشتباكاتٍ مع القوات اليمنية، مشيراً إلى أن إجمالي عدد المرتزقة السودانيين الذين دفعتهم السعودية قتلوا في اليمن منذ بداية العام الحالي يبلغ 459 مقاتلاً.وأضاف: "إن 5000 مقاتل سوداني موجودين الآن في منطقة الخب في منطقة جيزان الحدودية بالمملكة العربية السعودية، جنوب غرب العاصمة الرياض، باسم اللواء الخامس كما سلط ساري الضوء على وجود 2000 مقاتل سوداني في منطقة المجازة بمنطقة عسير، بينما يتم نشر 600 آخرين في منطقة سقم في منطقة نجران.وتابع قوله: "سيتم نشر 1000 من القوات السودانية في محافظات عدن ولحج الجنوبية في اليمن، وأنهم موجودون في منطقة رأس العباس ومطار عدن الدولي وقاعدة العناد الجوية السعودية.كما صرح ساري بأن المرتزقة السودانيين ارتكبوا العديد من الجرائم والانتهاكات بحق اليمنيين الأبرياء العزل، وأبرزها حالات الاغتصاب خلال العامين الماضيين، وأن تورط الجنود الأطفال السودانيين في المعارك ضد القوات اليمنية هو من بين الجرائم والانتهاكات الصارخة التي ارتكبها التحالف الذي تقوده السعودية في العدوان على اليمن وأشار المتحدث باسم الجيش اليمني إلى أن جميع أفراد الميليشيات السودانية المحتجزين قد عوملوا معاملةً إنسانية وفقاً للمبادئ الإسلامية والأخلاق الإنسانية.وقد أكد ساري أن استمرار مشاركة القوات السودانية في العدوان العسكري المستمر على اليمن يخدم فقط أجندات التحالف الذي تقوده السعودية، وأن القوات اليمنية تحتفظ بحقها في اتخاذ التدابير المناسبة وإجبارها على مغادرة البلاد.حيث قال : "المقاتلون السودانيون في اليمن أو أي قوة أجنبية أخرى تدعم تحالف العدوان هم أهداف مشروعة لنا، بغض النظر عن جنسيتهم فالقوات المسلحة اليمنية لديها القدرة الكاملة على استهداف أي إرسال عسكري جديد للمرتزقة قبل وصولهم إلى اليمن".وأطلقت المملكة العربية السعودية وعدد من حلفائها الإقليميين حملةً مدمرة ضد اليمن في مارس 2015 ، بهدف إعادة حكومة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى السلطة وسحق حركة أنصار الله المدعومة من عدو السعودية التاريخي، الجمهورية الاسلامية الإيرانية.حيث يقدر موقع بيانات الأحداث ووقائع النزاعات المسلحة (ACLED) والذي يقع مقره في الولايات المتحدة، وهو منظمة غير ربحية لأبحاث الصراع، أن الحرب على اليمن قد أودت بحياة أكثر من 100000 شخص على مدى السنوات الأربع والنصف الماضية.وقد تسببت الحرب أيضاً في خسائر فادحة في البنية التحتية للبلاد، حيث دُمرت المستشفيات والمدارس والمصانع وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 24 مليون يمني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 10 ملايين يعانون من مستويات شديدة من الجوع.
ارسال التعليق