هل تتدخل أمريكا لحماية الجبري؟.. مسؤول استخباري سابق يجيب
علق مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، الاثنين، على طلب المستشار الأمني السعودي السابق، سعد الجبري، من الولايات المتحدة مساعدته في إطلاق سراح ابنيه من السجون السعودية.
وقال مايكل موريل، النائب الأسبق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، إن المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري أنقذ أرواح الكثير من الأمريكيين خلال عمله مع الاستخبارات السعودية.
وقال موريل، في جزء من مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS الإخبارية الأمريكية: "أنا معجب كبير به، لقد وجدت أن الدكتور سعد لامع للغاية، لقد وجدته مخلصًا بشكل لا يصدق لبلده".
وردا على سؤال ما إذا كانت الولايات المتحدة مدينة للجبري، قال موريل إن "الدكتور سعد أنقذ بالتأكيد أرواح الأمريكيين، لقد أنقذ أرواح العديد من السعوديين، وأنقذ حياة الأمريكيين"، بحسب سي أن أن.
وأضاف موريل: "هل أشعر ببعض الالتزام تجاه الدكتور سعد؟ نعم فعلا. هل الولايات المتحدة الأمريكية كذلك؟ الناس في وكالة الاستخبارية المركزية نعم. ولكن سواء كانت الدولة نعم أم لا، لا أعرف. إنه سؤال صعب إلى حد ما".
والأحد، قال الجبري، خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" لقناة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أرسل فريقا من المرتزقة لاغتياله أثناء وجوده في المنفى في كندا، مؤكدا أنه استُهدف بعد فراره من البلاد في أعقاب استيلاء ولي العهد على السلطة عام 2017.
وأوضح أن أحد أصدقائه حذره من أنه قد يواجه مصيرا مشابها لمصير الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، الذي قالت التحقيقات إنه قُتل على يد فريق اغتيالات على صلة بالرياض، بعد زيارته لقنصلية المملكة في مدينة إسطنبول التركية في عام 2018.
وردا على سؤال يستوضح منه إن كان محمد بن سلمان يخشاه، قال الجبري: "يخشى معلوماتي"، وبحسب المقابلة التي نشرتها قناة "سي بي إس نيوز" على موقعها الإلكتروني، أخبرهم الجبري أن معلوماته تتضمن لقاء جرى عام 2014 بين محمد بن سلمان ورئيس المخابرات آنذاك، محمد بن نايف، وكان ذلك قبل ثلاث سنوات من تولي ابن سلمان السلطة.
وقال الجبري: "أتوقع أن أُقتل يوما ما؛ لأن هذا الرجل لن يرتاح حتى يراني ميتا".
وأضاف الجبري للبرنامج: "التحذير الذي تلقيته هو عدم الاقتراب من أي بعثة سعودية في كندا، وعدم الذهاب إلى القنصلية، وعدم الذهاب إلى السفارة... أنت على رأس القائمة".
وأضاف أن أعضاء الفريق وصلوا إلى كندا في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2018، ورفضت السلطات الكندية دخولهم البلاد عندما كذبوا على مسؤولي الجمارك، وعُثر معهم على أشياء مريبة.
وقال مسؤولون كنديون لبرنامج "60 دقيقة" إنهم "على علم بالحوادث التي حاولت فيها جهات أجنبية... تهديد... أولئك الذين يعيشون في كندا"، ووصفوا التهديدات بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وقال الجبري إن المجموعة كانت مؤلفة من أعضاء فريق سمّي في التحقيقات باسم "فريق النمور"، وهو فريق ظل من القتلة المأجورين شكله محمد بن سلمان، وهم متخصصون في "القتل خارج نطاق القضاء والاغتصاب والتعذيب"، وفقا لدعوى قضائية رفعها مسؤول الاستخبارات السابق في عام 2019.
وقال إن الفريق يمثل جزءا من نمط السلوك الاستبدادي لولي العهد، الذي أُشيد به في السابق على أنه إصلاحي، لكنه "قضى على المعارضين بلا رحمة منذ أن أصبح وليا للعهد".
وقال الجبري أيضا إن السلطات السعودية احتجزت اثنين من أبنائه الثمانية؛ انتقاما منه، بعد أن فرّ من المملكة.
وأضاف: "أنا هنا أدق ناقوس الخطر بشأن مختل عقليا، قاتل، في الشرق الأوسط بموارد لا حصر لها، يشكل خطرا على شعبه والأمريكيين والكوكب".
المعروف ان الجبري يعد الرجل الثاني في فريق ولي العهد السابق محمد بن نايف، وعزز الاثنان علاقات وثيقة مع مسؤولي المخابرات الأمريكية على مدى سنوات، وقد فر بعد تنحي محمد بن نايف، إلى تركيا في 2017 ومنها إلى كندا، تاركا وراءه اثنين من أبنائه هما سارة وعمر.
وقال الجبري في الدعوى القضائية التي اتهم ابن سلمان بمحاولة قتله، إنه تم منع سارة وعمر من مغادرة السعودية، وإنه توسل لإبن سلمان من أجل السماح لهم بمغادرة المملكة، لكن بن سلمان رد برسائل نصية عبر تطبيق "واتسآب"، قائلا: “عندما أراك سأشرح لك كل شيء"، و"أريدك أن تعود خلال 24 ساعة"، بحسب أوراق الدعوى.
السلطات السعودية استبقت المقابلة ووجهت تحذيرا إلى قناة "سي بي إس" الأمريكية ادعت فيه أن، الذي تعتزم القناة استضافته، "مسؤول سابق فاقد للمصداقية، وله تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء جرائمه المالية التي ارتكبها".
دعاوى الجبري ضد ابن سلمان واتهامه بارسال فريق لاغتياله على طريقة خاشقجي، والدعاوى المضادة للسلطات السعودية ضد الجبري في امريكا وكندا، واتهامه باختلاس مليارات الدولارات، عندما كان يشرف على عمليات سرية خلال تولي محمد بن نايف المحتجز حاليا من قبل السلطة، قد تضع امريكا في مأزق كبير وصعب، لانها ستدفع الجبري الى الكشف عن معلومات سرية حكومية أمريكية حساسة، ومن هذه المعلومات السرية التي يمكن الكشف عنها تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر والأساليب السرية، التي ستكون محرجة لا سيما للمسؤولين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بالنظر إلى الطبيعة "غير اللائقة" في كثير من الأحيان لعالم الاستخبارات، وفقا لمصادر تحدثت الى شبكة "س ان ان " الامريكية.
ارسال التعليق