هل تسير السعودية نحو العلمنة بعد هبوب رياح التغيير وفصل آلاف الأئمة
التغيير المفاجئ في أيّة سياسة، يدعونا لإثارة التساؤلات حول الأسباب المخفيّة المؤدية لذلك، إن كانت فعلا نابعة من نيّة التغيير الحقيقي أم هي نابعة من تدخلات خارجية، وهذا الحال ينطبق على التغيير المفاجئ الذي تبنّته المملكة العربية السعودية في هبوب رياح التغيير بين ليلة وضحاها، حتّى لو هلل الكثير لقدوم هذه الرياح الإيجابيّة. فبعد السماح للنساء بقيادة المركبات، وبثّ أغاني “أم كلثوم”، على الفضائية السعودية. يخرج وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير، مختارا وسيلة إعلام روسية ليقول إنّ المملكة ستقوم بفصل الآلاف من أئمة المساجد من دعاة التطرف والتشدد.
التغيير الإيجابي مطلوب، والفكر الوسطي المعتدل والسمح مطلوب أيضا، لكن ما سر هذا التغيير؟ وما هي ثمار هذا التغيير الذي ستجنيه المملكة؟ وما هي الطريقة الناجعة لتغيير فكرر تجذّر من عقود؟
برنامج “ما وراء الخبر” على قناة “الجزيرة” تطرق بتوسّع إلى تصريحات الوزير السعودي، فتنوّعت آراء ضيوف الحلقة ما بين مشيد بهذا التغيير كما الحال مع الكاتب “أنور مالك” الذي أكّد أنّ هذا التغيير يجب أن يكون من ضمن إجراءات أخرى يجب أن تتخذها الدولة لمنع التطرف، من بينها المدارس. فيما تساءل نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين “أحمد الريسوني” إذا كان هؤلاء الأئمة ينشرون التطرف ويدعمون الإرهاب طوال هذه السنوات، فهذا اعتراف بأنّ المملكة كانت متساهلة مع كل ما يجري.
أمّا المعارض السعودي ورئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان، “يحيى عسيري”، فيرى أنّ الشعب السعودي هو ضحية مثل هذه الإجراءات، في حين أن التطرف والإرهاب جاءا من السلطة ومن أفكارها ونشأتها على القمع والقتل، الذي لا تزال تمارسه إلى الآن، وفق رأيه.
ويرى عسيري أنّ تصحيح الفكر والتوجهات يكون من أعلى قمة الهرم أولا، فالسلطة هي المسؤولة عن هذه القضايا والملفات، ويجب أن يسمع العالم ما الذي يريده هذا الشعب، ويجب أن يُسمح بحرية التعبير عن الرأّي.
لا نستبعد أنّ هذا الانفتاح المفاجئ في المملكة يسير نحو علمنة المجتمع السعودي تدريجيا، بخاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للمملكة وحلول “بركته”ولا نستبعد ما قاله “أحمد الريسوني” وهو وجود قرارات سريّة خاصة لم تتضح أو تُشرح بعد.
********
تعدد الزوجات
غالبًا ما يتخلل النقاش حول موضوع تعدد الزوجات، الضجيج والصراخ لاحتدام وجهات النظر في هذه المسألة، كما حصل في برنامج “آخر النهار” المذاع على قناة “النهار” الذي تقدمه الإعلامية “دعاء فاروق”، والإعلامي “محمد الدسوقي”، الذي لم ينجح في إكمال جملة واحدة، في الحلقة التي شاركت بها الصحفية “سونيا الحبال”، والصحفية “عبير سليمان” وصاحبة دعوى تعدد الزوجات الإعلاميّة، “منى أبو شنب”، لكنّه نجح أخيرا في القول مازحا على الهواء إنّه لن يقوم بالتعدد، بعد اتصال زوجته التي تحدثت شروط التعدد وضوابطه، ورفضها للموضوع.
فكرة الحلقة جاءت بعد قيام “اليوم السابع″ بنشر صورة لعريس تجلس لجانبه عروسه في حفل زفاف، وبجانب الصورة تم نشر صورة أخرى للعريس يقوم بتقبل رأس امرأة أخرى والتي تبيّن أنّها زوجته الأولى، ممّا جعل المذيعة تستغرب وجود نساء يوافقن أن يقوم زوجهن بالزواج من أخرى، فهي رسخت في ذهنها معاناة المرأة الأولى التي يقوم زوجها بالتعدد، وكيف تقضي ليلتها البائسة تربط رأسها بالعصبة وتندب حظها ما يكفيها عُمرًا.
“عبير سليمان” أبدت رفضها الشديد لفكرة التعدد، واعتبرت أنّ الزوجة الثانية صدمة وتعاسة للزوجة الأولى، وناهبة للأموال، ومُشرّدة للأطفال، وأنّ أغلب من يقومون بالزواج ثانية هو رغبة بالتعدد.
“سونيا الحبال” قالت إنّ الرجل الذي يقوم بالتعدد، ليس شرطًا أن تعاني زوجته الأولى من نقص، وأنّ مصطلح “عينه فارغة” هو مصطلح ابتكرته النساء.
“منى أبو شنب” وهي من أشد المدافعات والمطالبات بالتعدد بكل ما أوتيت من قوّة، أشارت أنّ التعدد هي رخصة منحها الله الرجل، وأنّ 95% من الرجال يرغبون بالتعدد لكنّهم يخافون من زوجاتهم. معتبرة أنّ التعدد حل لأزمة العوانس التي ازدادت بشكل كبير في مصر، إضافة لوجود ملايين المطلقات والأرامل.
للتعدد شروطه، والزواج مرّة أخرى له أسباب، وكل قصة زواج لها ظروفها وأسبابها لذلك من الصعب تعميم موقف واحد للجميع، عدا وجود قضية العدل في الزواج. وأحيانا نستغرب هذه النقاشات لأنّ سبب العنوسة سببه البطالة وانعدام فرض العمل، فهل من لا يستطيع إعالة زوجة يمكنه إعالة العديد من الأبناء؟ ودائما نقول، من يملك الأموال الكثيرة ويرغب بالتعدد لماذا لا يقوم بمنحها لأعزب ليتزوج؟
وبالنسبة للبرنامج لم أستطع إكمال مشاهدته بسبب الصراخ والضجيج، ومقاطعة المتحدثات لبعضهن البعض، ونشوب معركة من جمهور المتصلات ضد “منى أبو شنب”، فإذا كان هذا الحال مع ثلاث ضيفات، فكيف يمكن لرجل مُعدّد أن يتحمّل هذا الوضع طيلة عمره؟!
******
سورية وعودة اللاجئين
كم تثلج صدورنا عندما نسمع قصة عودة لاجئ إلى وطنه، بخاصّة بعد حرب ضروس، وزادت سعادتنا عندما شاهدنا تقرير “فرنسا 24″ عن عودة أكثر من 600 ألف نازح سوري إلى ديارهم، والكثير منهم آثروا العيش في منازلهم المهدّمة، تاركين الدول الأوربية التي قد تكون حلمًا لدى الآخرين للاستقرار بها.
مدينة جميلة شهباء وعريقة وهي حلب، بدأ الكثير من أهلها بالعودة لها وتعميرها رغم ما آلت إليه من دمار، وكنّا نشعر بالألم والحزن عندما كان يطلق الإعلام عليها مدينة الأشباح.
“محمود” شاب عاد إلى منزله في حلب، ورغم قساوة الوضع ومنزله الذي تم تدميره في إحدى العمارات، وانعدام المياه والكهرباء إلا أنّه قام بإعادة ترميم الغرف الأقل خطورة على حياتهم.
الشاب “عمر مراوي” وهو لاجئ سوري أقام في ألمانيا لمدّة سنة، ولم ينجح في لم شمل عائلته، فقرر العودة إلى بلدته حلب. واصفا صعوبة حياة اللاجئين في سوريا ” ما حدا مرتاح هونيك”.
نتفاءل في إعادة ما دُمّر في هذه الحرب، وعودة الجميع إلى ديارهم، وهذا ليس مستحيلا، لأنّ الوطن عزيز على قلوب الشرفاء، ورغم ما يصيبه من محن فإنّه يبقى العشق الحقيقي والأصيل.
ألم ترفض الكثير من الدول العربية استضافة اللاجئين؟ الم يتم طرد الكثير من العائلات السورية من الدول العربية بحجج مختلفة، لكن الوطن يبقى يناديك رغم نزيفه.
بقلم : لطيفة اغبارية
ارسال التعليق