هل سيُوَارِي المال سَوْءَةَ سلمان ونجله وينقذ حكمهما؟!
* جمال حسن
الصاروخ اليمني بركان "تو أتش" أرعب كثيراً هذه المرة باستهدافه الدقيق لقصر اليمامة في الضواحي الغربية للعاصمة الرياض، والذي تزامن مع جلسة عسكرية سياسية أمنية كانت تضم كبار القادة في المملكة ما يدلل على قوة الخرق الاستخباراتي لدى اليمنيين هذه المرة ليبلغ قعر فرعون العصر ويجبره للأعتراف بذلك مدعياً أنه قد تم إسقاط الصاروخ فيما الحقائق على الأرض تكشف خلاف ذلك، حيث أصاب هدفه بدقة بعد تأكيد اكثر من مصدر سماع دوي انفجار ضخم في الرياض كما اعلنت وكالة رويترز وأكدت ذلك مراسلة شبكة “بلومبرغ” الأميركية فيفيان نيريم .
الرعب والفزع الكبيرين اللذين انتابا سلمان ونجله لدقة الإستهداف والزمان والمكان، ما دفع بالعجوز الأسراع للاتصال بولي أمره الراعي الأمريكي دونالد ترامب، معاتباً إياه فشل أنظمة المضادات الجوية الأمريكية باتريوت التي كلفت المملكة مليارات الدولارات من إعتراضها الصاروخ اليمني، ثم لماذا لاتحرك القوات الأمريكية الجاثمة في بلاد الحرمين ساكناً للدفاع عن البقرة الحلوب بعد أن إستحلبوها حتى ضرعها بأكثر من ترليون دولار منها 465 مليار للتجهيزات العسكرية الخردة كالمعتاد .
استهداف الحوثيين لقصر اليمامة مقر القيادة السعودية والذي يضم ايضاً عدة مرافق كبرى أهمها: الديوان الملكي - ورئاسة مجلس الوزراء - مجلس الشورى - رئاسة الحرس الملكي - قصر الملك - قصر الضيافة وقصور صغيرة لسكن أبناء وأقارب وحاشية الملك وعدة مرافق أخرى خدمية وأمنية وإدارية؛ في ختام ألف يوم من الصمود الاسطوري للشعب اليمني مقابل ألف يوم من جرائم الحرب والإبادة المستمرة في توحشها وتعطشها للقتل، يؤكد إستمرارية إرادة القتال والصمود وإفشال النتائج النفسية لهذه الجرائم والمجازر.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل سارع سلمان للاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملتمساً إياه التدخل لدى طهران وحزب الله للضغط على أنصار الله لإيقاف إستهداف القصور الملكية في الرياض وجدة، والبحث عن مخرج للحرب على اليمن يحفظ ما تبقى من ماء الوجه على أقل تقدير، متعهداً المساعدة على إنهاء الأزمة السورية حسب طلب الدب الروسي - حسب المكتب الإعلامي للرئيس الروسي كاشفاً أنه تم النظر في المسائل المتعلقة بالتسوية الطويلة الأمد للصراع في ظل الإنجازات المحققة في مجال محاربة التنظيمات الإرهابية في سوريا!!.
ثم افتعلت قناة العربية التابعة للسلطة خبر اتصال ماكرون بسلمان في وقت لم يؤيد قصر الإليزيه الخبر المذكور، حيث تدلل كل هذه الاتصالات على عمق الخوف والفزع الشديدين في القصور الملكية عما سيؤول اليه الوضع القادم بعد التهديد الذي أطلقته القوة الصاروخية اليمنية وكذلك قائد ثورة الحفاة عبد الملك الحوثي بأن جميع مراكز القدرة والطاقة في المملكة ستكون الهدف القادم لأبناء مملكة سبأ.
أنباء موثقة تؤكد أن سلمان ونجله يسعيان جاهدين من أجل شراء ذمم الكثير من الدول وفي مقدمتها أصحاب الفيتو في مجلس الأمن الدولي بعد أن طلبت العديد من منظمات حقوق الانسان وحتى التقرير السري للمنظم الدولية من إدراج أسم المملكة وتحالفها خاصة ولي العهد الأرعن على قائمة مجرمي الحرب وفرض عقوبات دولية صارمة عليه لما يرتكبه من جرائم بشعة بحق الشعب اليمني والمسؤول الأول عن استمرار الكارثة الإنسانية في اليمن - حسب منظمة هيومن ووتش رايتس على لسان نائبة مدير شؤون الأمم المتحدة أكشاي كومار ونشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قبل أيام .
ثم أن "أهم حلفاء" آل سعود وداعميهم يلوحون لهم بإجراءات عقابية، منهم التحذير الشديد اللهجة الذي أطلقه مسؤول أمريكي كبير، إن الولايات المتحدة حذرت السعودية من أن القلق في الكونغرس بسبب الوضع الإنساني في اليمن قد يحد من المساعدات الأمريكية لها، ووزيرة التنمية البريطانية بيني موردونت، مع وزراء سعوديين بمن فيهم وزير الخارجية عادل الجبير، وأخبرتهم بأن "السعودية ليست لديها أعذار لوقف شحنات المواد الغذائية والوقود إلى اليمن".
فهل يا ترى سيواري المال المنهوب من لقمة عيش المواطن سوءة محمد بن سلمان مهما أستحلب الكابوي الأمريكي بقرته الحلوب حيث لم يعد لديها حتى ضرعها لتقدمه على طبق الاخلاص ما دفع بالطائش الى إبتزاز الأمراء لتأمين ما سيطلبه الحلفاء لأنقاذ ما تبقى من ماء الوجه بعد الفشل المتوالي الذي اصاب دب آل سعود الداشر في ملفات الشرق الأوسط وهو لايزال يرسم في مخيلته المعطلة سبل إعتلاء العرش، فيما نعتته صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية بأنه الشخص الابرز في الشرق الاوسط من ناحية الفشل، وذلك في مقال بعنوان "قرارات محمد بن سلمان المرتكزة على نصائح غير حكيمة تقوض مكانة السعودية في العالم" لباتريك كوبيران المقرب من القصور الملكية.. مضيفاً "أن الأمير المتهور والمتقلب تورط في مشروعات خارج المملكة تقود الى عواقب تناقض ما أراده وخطط له وبشكل يفتقر للحكمة بالكامل".
صحيفة “الغارديان” البريطانية الشهيرة هي الاخرى هاجمت السياسة السعودية على خلفية استمرار عدوانها على اليمن منذ أكثر من 1000 يوم، مشيرة إلى أن "حرب اليمن تعتبر واحدة من أكبر الجرائم على وجه الأرض.. وأن السعودية تقصف اليمن بقنابل محرمة دولياً حصلت على الكثير منها من بريطانيا" - حسب مقال للكاتب أوين جونز شن فيه هجوما شديدا على محمد بن سلمان ونعته بصفات السفاح الأشر.
التماس سلمان ونجله الدب الروسي لاستغلال علاقته الحميمة مع الخصم ايران للضغط على الحوثيين واجهت برفض شديد من قبل طهران ما دفع بواشنطن والرياض الى التصعيد في اطلاق الاتهامات ضد الأولى بانها وراء الصواريخ التي تستهدف القصور الملكية التي أدخلت الرعب بكل أوصافه الى أعلى الأسرة الحاكمة لتقلق على مستقبل بلوغ المدلل الأرعن الى العرش.
الأمر الذي دفع بولي العهد الى الوصول الى تسويات مالية من دون محاكمة واجراءات قضائية مع عدد آخر من الأمراء والوزراء السعوديين المحتجزين في فندق "الريتز- كارلتون" بالرياض ضمن اكثر من 200 شخصية سياسية واقتصادية رفيعة المستوى اعتقلت في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر- وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يوم أمس والتي قالت في تقرير لها: «لقد أبرموا صفقة للخروج. وقد تم إطلاق سراح 20 شخصا على الأقل مقابل كميات كبيرة من المال»، كما تم من قبل مع ألامير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني السابق و رئيس المراسم الملكية السابق المعتقل محمد الطبيشي حسب مصدر مقرب من الحكومة لفرانس برس و"رويترز" مسبقاً.
ارسال التعليق