هل يكتب “ذراع ابن نايف الأيمن” نهاية ابن سلمان
سلط الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال رأي له بموقع “ميدل إيست آي” الذي يرأ س تحريره، الضوء على الدعوى القضائية التي أقامها، سعد الجبري مستشار محمد بن نايف السابق، ضد محمد بن سلمان أمام القضاء الأمريكي.
وتحت عنوان “سعد الجبري: السعودي الذي ربما يستطيع الإطاحة بمحمد بن سلمان”، يرى الكاتب بمقاله أن “الجبري” الذي يعد حليفا لولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف أصبح أكثر خطرا على محمد بن سلمان من الصحفي الراحل جمال خاشقجي، ولهذا السبب بات المطلوب رقم واحد بالنسبة له.
فبعد اختفاء الصحفي السعودي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول في 2 أكتوبر 2018، كان الغرب مترددًا في البداية في تصديق التسريبات الصادرة عن الرئاسة التركية عن مقتل جمال خاشقجي وتقطيع جسده.
ومر أسبوعان كاملان قبل أن تتهم مراسلة صحيفة نيويورك تايمز كارلوتا غال الرئيس التركي باستخدام تسريبات انتقائية للضغط على السعوديين.
وقبل أربعة أيام من إلقاء صحيفة التايمز بظلال الشك على تفاصيل اختفاء خاشقجي، نعلم الآن أن طاقم القتل الثاني من فرقة النمر، والمؤلف من 50 شخصا، كان قد هبط في مدينة تورنتو بكندا، بمن فيهم خبير الطب الشرعي لمسح الآثار (وفق مزاعم قضية منظورة حاليا أمام القضاء الأمريكي). ويرى الكاتب أن مطلوبهم أكثر خطورة بكثير على ولي العهد السعودي من خاشقجي، فسعد الجبري كان الذراع اليمنى للأمير محمد بن نايف في وزارة الداخلية، ويحمل رتبة وزير، ويعرف كل الأسرار “المحرجة” بوزارته، بما في ذلك أن الملك سلمان وابنه غمسوا أيديهم في صندوق مكافحة الإرهاب التابع للوزارة، وحصلوا على ما يصل إلى عشرات الملايين من الريالات السعودية شهريًا.
ويقول الكاتب إن هذا بالطبع ليس سوى جزء بسيط من أرباح الملك سلمان الشهرية، واضاف أن جمال خاشقجي أخبره ـ بناءً على مصدر جيد ـ أن الراتب الشهري للملك يبلغ 3 مليارات ريال أو 800 مليون دولار، فلا عجب إذن، برأي الكاتب، في أن ميزان المدفوعات السعودي يتأرجح على حافة الهاوية.
والجبري، كان ولا يزال بالفعل، رجلا من داخل النظام السعودي، وسقط المطلعون الآخرون على النظام، لكن الجبري على استعداد لمواجهة النظام بشكل كامل حسبما يرى الكاتب.
يقول كاتب المقال إن الجبري ليس لديه ما يخسره. وبحسب دعواه القضائية، فإن السعوديين حاولوا استدراجه لكنه رفض، وكان لديهم عملاء يبحثون عنه في الولايات المتحدة، وأرسلوا له فرقة قتل لكن فشل ذلك أيضا.
ثم توجهوا إلى أسرته، ورفضوا السماح لابنه وابنته بالسفر ثم قبضوا عليهما. ولم يتراجع وما زال . ثم قاموا بزرع قصة في صحيفة وول ستريت جورنال تفيد بأن مليارات الدولارات من أموال مكافحة الإرهاب قد اختفت في عهد الجبري وأنه مطلوب إعادته للمملكة.
وعندما خرجت وكالة المخابرات المركزية لتقول بشكل لا لبس فيه إنها تعتقد أن محمد بن سلمان هو من وجه بجريمة قتل خاشقجي، كبحت واشنطن الجماح. ويتضح الآن أن أحد عناصر تصميم وكالة المخابرات المركزية كان الجبري نفسه.
يقول الكاتب إنه على علم بأن محمد بن سلمان شجع سراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل في سوريا، على الرغم من دعم السعودية العلني لقوى المعارضة السورية. وهذا يفسر أيضًا سبب دفع معلم محمد بن سلمان، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، لاحقًا للرئيس السوري بشار الأسد لخرق وقف إطلاق النار في إدلب لإثارة المتاعب للأتراك.
ووفقًا للدعوى القضائية، وقبل أن يتخذ محمد بن سلمان خطوته تجاه بن نايف، استشار مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر.
وتم عزل الجبري نفسه من منصب وزير بعد أن علم محمد بن سلمان بحقيقة أن الجابري التقى بمدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان مرتين وأخبره عن مكالمة محمد بن سلمان مع بوتين بشأن سوريا.
غادر الجبري البلاد عندما بدأ رئيسه حملة ضغط في واشنطن، وأخبرت وكالة المخابرات المركزية الجبري بأنه أصبح هدفًا.
هاسبل ووكالة المخابرات المركزية لن يبقيا على هامش الحرب المفتوحة بين الجبري وولي العهد. فالجبري يبذل قصارى جهده ليقول في دعواه القضائية إنه ووكالة المخابرات المركزية قريبان من بعضهما البعض. قريبان جدا.
حيث جاء في الدعوى: “قلة من الأحياء لديهم شراكة أوثق مع أجهزة المخابرات والأمن الأمريكية … من الدكتور سعد.
فمن خلال عقود من التعاون الوثيق مع مسؤولين أمريكيين كبار في مشاريع مكافحة الإرهاب أثناء خدمته للحكومة السعودية، أصبح الدكتور سعد شريكًا موثوقًا يتم التماس معلوماته واستشاراته قبل اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الأمن القومي للولايات المتحدة”.
وزعم أيضا أن قلة من الأحياء لديهم أسرارا أكثر عن محمد بن سلمان. والواقع أن الجبري ترك تعليمات بأن الأشرطة التي سجلها ستُنشر في حال موته. إنها بوليصة التأمين على حياته.
وعلى غير العادة، يتم دعم الجبري علنًا بالولايات المتحدة، حيث متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع ميدل إيست آي الجمعة “سعد الجبري كان شريكًا مهمًا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وساعد تعاونه مع الولايات المتحدة في إنقاذ حياة الأمريكيين والسعوديين. العديد من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، الحاليين والسابقين، يعرفون سعد ويحترمونه”.
هذه التصريحات الرسمية لدعم الولايات المتحدة لقضية منشقة سعودية. بل إن المرشح الرئاسي جو بايدن قال إنه سيعاقب القادة السعوديين على مقتل خاشقجي، وسعمل على إنهاء مبيعات الأسلحة، وسيجعلهم “منبوذين”.
وهذا يعني أنه في حالة رحيل ترمب، ستستعيد وكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية دفة قرارات السياسة الخارجية للبيت الأبيض. ثم تهب رياح باردة عبر قصر محمد بن سلمان في الرياض، حتى لو كان قد نصب نفسه ملكًا بحلول ذلك الوقت.
ارسال التعليق