وكالة أمريكية: بن سلمان يدشن التطبيع العلني مع إسرائيل
التغيير
قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية إن سماح محمد بن سلمان بعبور الطائرة الإسرائيلية في أجواء المملكة إلى دولة الإمارات يعد مباركة رسمية على بدء التطبيع العلني.
وأشارت الوكالة إلى أن طائرة تابعة لشركة العال تقل مسؤولين إسرائيليين إلى جانب جاريد كوشنر وفريقه المفاوض، طاروا من تل أبيب إلى أبو ظبي في غضون ثلاث ساعات وأربعين دقيقة قبل يومين.
وذكرت أن السبب في عدم مرور الطائرة الإسرائيلية بسبع ساعات هو أن المملكة سمحت للطائرة الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك على الإطلاق.
في السياق ذاته أبرزت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية أنه “في خطوة أخرى من اجل التقارب الاسرائيلي مع الخليج ونعمة كبيرة للسفر الجوي الإسرائيلي، أعلنت أنها ستسمح للرحلات من جميع الدول بالعبور فوق مجالها الجوي على متن رحلات من أو إلى الإمارات”.
وبحسب الصحيفة فإن القادة الإسرائيليون فهموا أن هذا يعني أن الرحلات الجوية الإسرائيلية يمكن أن تتجه من وإلى الشرق الأوسط عبر أجواء المملكة والإمارات مما يقلل بشكل كبير من وقت السفر ما يكرس التطبيع العلني.
وكان أعلن نظام آل سعود الموافقة رسميا على عبور رحلات التطبيع العلني بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل أجواء المملكة.
وأوردت وسائل إعلام رسمية أن نظام آل سعود “وافق على الطلب الإماراتي بالسماح بعبور أجواء المملكة رحلات جوية القادمة إليها والمغادرة منها إلى كافة الدول”.
يأتي ذلك بعد يومين من سماح نظام آل سعود بعبور أول طائرة رحلة مباشرة بين إسرائيل والإمارات أجواء المملكة وعلى متنها وفدان إسرائيلي وأمريكي.
وكان كشف مصدر عسكري في المملكة النقاب عن قرار أصدره محمد بن سلمان، للقوات المسلحة، أثناء مرور طائرة التطبيع الإسرائيلية أجواء المملكة في طريقها نحو الإمارات .
وذكر المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – أن بن سلمان أصدر قراراه للقوات المسلحة بحماية وتأمين طائرة “شركة العال الإسرائيلية”.
وقال العسكري لـ”التغيير” إن القوات المسلحة رفعت حالة الطوارئ في جميع قواتها وكثفت مراقبتها لمنظومة الدفاع الأرضية والجوية وأرسلت طائرات حربية لحماية الطائرة التي تقل مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وأشار إلى أن الطائرات الحربية رافقت الطائرة المذكورة حتى خروجها من الأجواء في المملكة.
وقال إن تلك الإجراءات العسكرية تمت بالتنسيق مع المسؤولين الإماراتيين السياسيين والعسكريين والجيش الإسرائلي.
وفي السياق، أثار المسار الذي سلكته الطائرة التي حملت رقم “971”، تساؤلات بشأن دلالة هذا المسار، رغم إمكانية سلوك الطائرة اتجاها آخر، بعيدا عن العاصمة السعودية.
ووفقا للمسار الافتراضي لهكذا رحلات عبر موقع “فلايت رادار24″، فإن رحلة التطبيع الأولى بين تل أبيب وأبو ظبي، كان يجب أن تدخل الأجواء الشمالية للمملكة، وتحلق فوق البحرين، قبل أن تدخل إلى أجواء الإمارات وتهبط في أبو ظبي.
لكن المسار الذي سلكته الطائرة، كان دخول من الأجواء الشمالية، والانعطاف جنوبا باتجاه الرياض والتحليق فوقها تمام، قبل الانعطاف شرقا نحو الإمارات للوصول إلى مطار أبو ظبي.
وقال الخبير العسكري مأمون أبو نوار، إن المسارات الجوية، يتم رسمها في العادة، قبل عملية الإقلاع، ويحدد فيها مسار الإقلاع، حتى لحظة الوصول.
وأوضح اللواء أبو نوار أن الطائرة فور دخولها الأجواء في المملكة، يتم السيطرة عليها بالكامل من قبل الرادار، ويحدد لها المسار الذي ينبغي لها سلوكه، حتى نقطة المخرج من أجوائها، باتجاه الإمارات.
وأضاف: “قبل الإقلاع تمنح دول المسار الطائرة الموجة الخاصة بالرادار، وهو ما فعلته المملكة بالتأكيد، لتقوم بفتح قناة الاتصال، فور دخول الأجواء، والحديث مع موظف الرادار، الذي يعطي التعليمات لقائد الطائرة بالتوجه وفق المسار الذي تحدده الدولة صاحبة الأجواء”.
ولفت أبو نوار إلى أنه لا يمكن لأي طائرة مدنية، دخول أجواء الدول، دون أن تستقبل عبر الرادار، والتنسيق معها في مسارها، وحتى أن التنسيق يبدأ قبل وصولها إلى الأجواء.
وتابع: “هي كانت تحت حماية ومتابعة الرادارات العسكرية والمدنية، وربما كانت هناك متابعة جوية بمقاتلات لرحلتها حتى خرجت من المملكة”.
وبشأن عدم سلوكها المسار الافتراضي الآخر للرحلة، فوق البحرين وقطر، قال الخبير الجوي: “هذا يعود للمملكة، وهم ربما لم يريدوا للطائرة سلوك ذلك المسار، وفي حال أرادوا المرور فوق الدوحة والمنامة فعليهم الحصول على إذن جوي بالمرور”.
ورأى أن سلوك الطائرة لهذا المسار والتحليق فوق الرياض، “رسالة سياسية، لأنها العاصمة، وكأنها إشارة تحية من طائرة إسرائيلية، وإلا فما شأن طائرة متجهة إلى الامارات لتمر فوق العاصمة المملكة، أهم مدينة في المملكة لو لم يكن للأمر بعد سياسي؟”.
وأضاف أبو نوار: “يبدو أن المرور فوق الرياض، كان رسالة تخفيف للأجواء وتليينا للمواقف”.
وأشار إلى أن المنطقة المحيطة بمطار أبو ظبي شهدت إجراءات أمنية وتمشيطا ربما شارك بها الجانب الأمريكي، للتأكد “من أمن المنطقة وخلوها حتى من الطائرات المسيرة بدون طيار الصغيرة، التي تشكل أيضا خطرا على الطائرات المدنية، ويمكن أن تلحق بها أضرارا أثناء التحليق”.
وكان كبير مستشاري البيت الأبيض، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، وجه الشكر للملك، بسبب ما قال إنه “الإذن الذي منحه لتحليق الطائرة في أجواء المملكة”.
ارسال التعليق