الرياض استعطفت واشنطن لنقل قاعدتها من قطر
كشف كتاب "نار وغضب" للكاتب مايكل وولف أن الأزمة الخليجية مفتعلة بامتياز، وليس لها علاقة بما ساقته دول الحصار من ادعاءات ضد قطر. وأكد مؤلف الكتاب أنه كانت هناك خطة مسبقة وضعتها المملكة العربية السعودية لممارسة البلطجة على قطر، موضحا أن فريق السياسة الخارجية الأميركية لم يكن مرتاحا لهذا المخطط.
وقال إن الرياض استعطفت واشنطن لنقل قاعدتها من قطر، كما عرضت تمويل هذه القاعدة الجديدة في السعودية لتحل محل القيادة الأميركية الموجودة في قطر، مشيرا إلى أن السلطات الجديدة في الرياض تقاربت مع كوشنير، وطالبت واشنطن بالاعتماد عليهم في المنطقة، واختصار المسافة على الولايات المتحدة في ملفات عدة بالمنطقة متعهدين بتقديم أخبار سارة للأميركيين فجاء حصار قطر ثم الحديث عن صفقة القرن التي كان أول بنودها تقديم واشنطن القدس هدية لإسرائيل بإعلانها عاصمة لها. وجاء في الكتاب أن كلا من مصر والسعودية ستمارسان ضغوطا على الفلسطينيين كي يقبلوا باتفاق السلام.
مرحلة ترامب
من جانبه، قال جورجيو كافيرو، المدير التنفيذي لمركز تحليلات دول الخليج العربي، إن وصول ترامب إلى الحكم وعقد صفقة بمئات المليارات مع السعودية قد أعطى السلطات الجديدة في الرياض قوة لكي تقوم بفرض الحصار على قطر قبل أكثر من 7 أشهر، وهو ما كشف عنه كتاب نار وغضب، حيث أشار إلى أن سلطات الرياض قد أطلعت بعض أركان الإدارة الجديدة على نواياها تجاه قطر. وأشار إلى أن رباعي الحصار ظن بعد خطاب ترامب في الرياض أن الفرصنة أصبحت سانحة لفرض الحصار على قطر، معتقدين أن ذلك الوقت فرصة ذهبية لتنفيذ مخططاتهم.
ويرى مراقبون أن السعودية تقف اليوم أمام مفترق طرق خطير بسبب نهجها السياسي الجديد في إدارة الشأن السعودي الداخلي والخارجي وقضايا الأمة بشكل عام، والذي يتماهى مع المخططات الأميركية والإسرائيلية، مما ينذر بمخاطر كبرى تهدد المملكة في المرحلة القادمة. وفي غضون فترة زمنية قصيرة حطّمت السعودية الموروث السياسي المألوف، الذي حكم موازين العلاقات العربية الداخلية من جهة، والعلاقات العربية الإسرائيلية من جهة أخرى. فمنذ الحكم الجديد في السعودية؛ انتقلت سياستها نقلة خطيرة من الألف إلى الياء، وبدا في الأفق ما يشير إلى تبلور وقائع سياسية ذات طبيعة مغامرة لا تمس الواقع السعودي الداخلي فحسب، بقدر ما تمس المشهد العام في المنطقة العربية برمتها.
أجندة خاصة
وتعتقد السلطات السعودية وفق المحللين أنها قادرة على إعادة صياغة ملامح وتفاصيل المشهد العام بالمنطقة العربية عبر السير في ركاب الإدارة الأميركية وإنفاذ أجندتها الخاصة، لتحويل مجرى الواقع العربي الراهن إلى اتجاه جديد ومشهد مغاير تماما للقائم. وتلك الرؤية التي تحملها الرياض ليست وليدة اللحظة السياسية الراهنة، بل هي رؤية قديمة، وترتكز على تأمين الواقع السعودي من الأخطار الخارجية، ونفض اليد من القضية الفلسطينية التي يرون فيها عبئا على الوضع العربي برمته، والدفع باتجاه تسوية هزيلة تفتح باب التطبيع الشامل مع إسرائيل لتكرس دولة الاحتلال جزءا أساسيا في نسيج المنطقة. وهذه الرؤية استعادت زخمها من جديد بعد تولي السلطات الجديدة في السعودية واستحواذها الكامل على صناعة القرار السياسي بالمملكة، في ظل دعم أميركي وإسرائيلي غير مسبوق.
ارسال التعليق