محمد بنس سلمان يبعثر قيادات الحرس الوطني خوفا من الامير متعب
كشف حساب "العهد الجديد" بأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتزم إعادة هيكلة الحرس الوطني الذي كان يترأسه ابن عمه الأمير متعب بن عبد الله بهدف إضعافه ونقل الكفاءات الموالية فيه للحرس الملكي وذلك لعدم ثقته به وخوفاً من أن يكون فيه من لا يقر له بالولاء. وقال "العهد الجديد" في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر": قريباً، إعادة هيكلة الحرس الوطني (إضعافه)، ونقل خيرة الكفاءات العسكرية منه إلى الحرس الملكي".
وكان الأمير متعب بن عبد الله قد تربع على رأس الجهاز، ويدين له الكثير من قياداته بالولاء نظراً لقربهم الشديد منه وتحكمه لفترة تزيد على العقدين في مفاصل الحرس الوطني بالإضافة إلى علاقته القوية بأغلب القبائل التي تشكل العمود الفقري للوزارة. ومن هذا المنطلق حذر مسؤول كبير سابق بالمخابرات الأمريكية في تصريحات لوكالة "رويترز" من أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ربما يواجه رد فعل قوياً من الحرس الوطني نظراً لولائه للأمير متعب. وقال إنه يصعب تصديق إذعان الحرس الوطني بسهولة لقرارات ولي العهد وأن يقبل بقيادة جديدة بهذا الشكل التعسفي.
ورأى موقع "ناشيونال إنترست أن التغييرات الجارية في المملكة تشير إلى أن ولي العهد السعودي اتخذ خطوته الأخيرة بإقالة "متعب" بدعم من والده لتوطيد سلطته والظهور كحاكم بلا منازع في المملكة. واعتبر الموقع أن الهدف الرئيسي من تلك التغييرات كان تنحية الأمير متعب من منصبه كوزير للحرس الوطني كونه كان منافساً قوياً لوالده على عرش المملكة، مشيراً إلى أن الحرس الوطني يمثل القوة القبلية لآل سعود وأنه كان مسؤولاً بشكل كبير عن غزو شبه الجزيرة العربية وتوطيد سلطة السعودية فيها.
وبتنحية الأمير متعب واعتقاله يبدو أن ولي العهد السعودي استطاع تحييد الحرس الوطني الذي يعد المعقل الأخير لأي منافس محتمل لمحمد بن سلمان في طريق العرش بحسب "ناشيونال إنترسبت"، خاصة وأن إبعاد الأمير متعب جاء بعد شهور قليلة على تنحية الأمير محمد بن نايف الذي كان ولياً للعهد ووزيراً للداخلية. كما تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" عن الحرس الوطني في المملكة قائلة إنه يتمتع ببنية قبلية دقيقة وأنه كان القوة الوحيدة المستقلة التي تقف بين بن سلمان والعرش، خاصة وأن من يقف على رأس هذا الجهاز هو ابن عمه الأمير متعب الذي ينظر إليه على أنه منافس محتمل ووحيد على العرش. وبحسب الصحيفة فإنه كان لزاما على بن سلمان تحييد الحرس الوطني الذي قاده عمه الراحل الملك عبدالله عقوداً، للوصول إلى الخطوة الأخيرة بتنحي الملك سلمان لصالح ابنه عن العرش. ولفهم خطورة دور متعب يقول موقع "دويتشه فيله" الألماني إنه يجب معرفة أن الحرس الوطني الذي كان تحت يده يمثل جيشاً موازياً للقوات المسلحة السعودية ويتمتع بتسليح حديث ويملك هيكلاً قيادياً منفصلاً، كما يضم حوالي 200 ألف فرد يتم اختيارهم حسب ولائهم القبلي للعائلة المالكة ويكنون للوزير ولاءً شخصياً. وأضاف الموقع في تقريره إن "حجم هذه السلطة يفسر تجرؤ متعب في يوليو الماضي على رفض إقالته من قبل محمد بن سلمان كما أفادت آنذاك تسريبات على تويتر لمصادر مقربة من العائلة المالكة".
وأوضح الموقع أن عملية التخلص من متعب كانت من أجل تكملة خطة القضاء على أي خطر مباشر يهدد ولي العهد من داخل الأجهزة الأمنية ليصبح ولي العهد مسيطراً على جميع الأجهزة الأمنية.
ارسال التعليق