تجويع السعودية لليمن أسوأ من قتل خاشقجي
أكد الكاتب البريطاني باتريك كوكبورن المتخصص بالشؤون العربية في مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان الاستهداف السعودي لإمدادات الغذاء في اليمن وتجويع الشعب اليمني أسوأ من قتل الصحفي جمال خاشقجي وأن القصف والعمليات العسكرية الأخرى بقيادة السعودية في اليمن استهدف بشكل متعمد إمدادات الغذاء وعملية توزيعه وذلك في محاولة لكسب الحرب عبر تجويع ملايين المدنيين في الجانب الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وقال الكاتب إن مؤامرة اغتيال خاشقجي كما أثبتها الدليل الصوتي والفيديو الذي قدمه الأتراك وأطلعوا عليه مسؤولين أمريكيين تعد مزيجاً من الوحشية والغباء معتبراً أن كلا الأمرين الوحشية والغباء ليسا مستغربين لأن المبالغة في رد الفعل إلى حد العنف على التهديدات الضئيلة هو سمة من سمات حكم الأنظمة الدكتاتورية.
وشبه الكاتب ما قامت به السعودية بقضية اغتيال خاشقجي بما كان يقوم به العراق في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي بذل جهداً كبيراً لتصفية معارضيه في المنفى والذين لم يشكلوا أي خطورة على نظامه. واعتبر الكاتب أن الهدف من تلك الاغتيالات وعمليات الاختطاف ليس إسكات أصوات المنشقين فحسب وإنما أيضاً ترهيب كافة المعارضين سواء في الداخل أو في الخارج وتوضيح أنه حتى مجرد التلميح بالانتقاد سيتم قمعه بمنتهى القوة وأقصاها، وأشار الكاتب إلى طبيعة الدكتاتور وحكمه غير المتوازن على الأمور والقضايا لكونه لا يسمع ولا يحتمل أي رأي غير رأيه.
وذكر أن التقرير الذي كتبته البروفيسور مارثي موندي لمؤسسة السلام العالمي التابع لكلية fletcher school بجامعة tufts في ولاية ماساشوسيتس الأمريكية خلص إلى أن الهجمات التي تنفذها السعودية في اليمن ليس بها أي حوادث أو أخطاء عارضة وإنما جاءت متعمدة حيث استهدفت مواقع إمدادات الغذاء للمدنيين بشكل متعمد وأدت لنتائج مروعة ذكرتها الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر بأن 22.2 مليون يمني أو نحو ثلاثة أرباع سكان اليمن في حاجة إلى مساعدات غذائية بينهم 8.4 مليون يمني يعانون من نقص الغذاء.
وختم الكاتب بتفسير السلوك السعودي في تصفية خاشقجي قائلاً إن ضعف الاحتجاج الدولي والاعتراض على السعودية في حرب اليمن وتورط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كحلفاء للسعودية والإمارات ساعد في تفسير أحد ألغاز اختفاء خاشقجي. وتساءل الكاتب إذا كان السعوديون قد اغتالوا خاشقجي فلماذا توقعوا أن تتم جريمة الاغتيال دون غضب دولي كبير؟ وان تفسير ذلك كما يقول الكاتب هو على الأرجح أن القادة السعوديين تصوروا أنهم مع الصمت على ارتكاب الانتهاكات والفظائع الأفدح في اليمن أنه يمكنهم التعامل مع أي غضب أو استياء قد ينجم مع قتل رجل بمفرده في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ارسال التعليق