القومية بدل الدين… قناع ابن سلمان الجديد
القومية بدل الدين… في الثامن عشر من شهر أغسطس الجاري، نشر موقع National Interest الأمريكي مقالاً تحدَّث عن تحول لافت في المملكة العربية السعودية في زمن الامير الصغير محمد بن سلمان. يقوم هذا التحول على نقل العلاقة بين الحاكم والمحكوم في المملكة من نموذج متطرف إلى نموذج آخر أكثر تطرفاً.
القومية بدل الدين… وأضاف المقال أنه وفي معرض قيام سعودية ابن سلمان بتعديل عقدها لاجتماعي، وذلك بالابتعاد عن الدين -كمحدد للعلاقة بين الحاكم والمحكوم- باتجاه الوطنية، فقد استبدلت الطبقة الحاكمة في المملكة بطانتها المتطرفة دينياً، ببطانة اخرى وطنية، إلا أنها أشد تطرفاً من سابقتها.
ويرى الموقع أن ابن سلمان ومساعديه المقربين أمثال سعود القحطاني قاموا بحملة شعواء ضد الناشطين والأكاديميين والمثقفين في المملكة، كان الهدف منها هو تحويل العقد الاجتماعي في المملكة من ديني قبلي إلى قومية حديثة.
وحسب الموقع، فإن هذه التحولات التي قام بها ابن سلمان وزبانيته من القوميين جرَّت العديد من الكوارث على المملكة والتي كان من بينها اغتيال جمال خاشقجي في اسطنبول بإشراف مباشر من سعود القحطاني.
يشير المقال المذكور بشكل مباشر إلى أن قيام ابن سلمان بتخفيف القيود الدينية في المملكة لم يكن الهدف منه التطوير والتحديث الذي طالما صدع به رؤوس العباد حول العالم.
فهذا الرجل استبدل الدين كأداة لاستعباد الشعب السعودي ولإبقائه تحت حكمه وسيطرته المطلقة بأداة أخرى استمدها من ديكتاتوريات من نوع آخر سيطرت على الشعب بدعوى القومية والوطنية بعيداً عن الدين.
ولذلك فإن ابن سلمان اليوم يعد أحد المجرمين الذين سيخلدهم التاريخ بالوحشية والدموية إلى جوار هتلر وموسوليني وستالين والذين ارتكبوا المجازر وقتلوا شعوبهم بدعوى القومية والوطنية.
إن السجون السعودية التي تغص اليوم بالعديد من الدعاة والناشطين والمفكرين والشخصيات العامة بتهمة العمالة الخارجية وقلة الوطنية وضعف الانتماء هي نفسها السجون التي كانت تغص بشخصيات مشابهة بتهم تتمحور حول ارتكاب المحرمات ومخالفة منهيات الشرع من منظار آل سعود.
فهل يفهم ابن سلمان أنه بات مكشوفاً لدى العالم بمحاولاته لتغطية وجهه القبيح بزعم تخفيف القيود الدينية؟
ارسال التعليق