تفوق سرعة الصوت مرتين.. كيف أسقط أنصار الله مقاتلة آل سعود؟
التغيير
منذ دخول تحالف آل سعود والإمارات في حربهم ضد أنصار الله، أواخر مارس 2015، كانت السمة الأبرز للمعارك هي استخدام سلاح الجو بمختلف الطائرات التي تمتلكها الرياض وأبو ظبي؛ لما تحمله من مميزات وقدرات عالية على المناورة في أجواء القتال والتصدّي لمحاولات إسقاطها.
واعتمد آل سعود والإمارات على سلاح الطيران المتطوّر الذي تمتلكانه للوصول إلى الأهداف العسكرية الأرضية في بداية المعركة، لكنهما سرعان ما خسرتا العديد من الطائرات بشكل لافت؛ بعدما تمكن أنصار الله من إسقاط العديد من المقاتلات وقتل الطيارين، رغم ضعف الإمكانيات الدفاعية الأرضية التي يمتلكونها.
وشاركت حكومة آل سعود بـ100 طائرة بحربها في اليمن؛ تتضمّن "F15"، و"F16"، و"تورنيدو"، و"تايفون" مجهّزة بحواضن "داموكلس"، وأرسلت أيضاً طوّافات "كوغار"، وطائرة إنذار "أو إكس إي-3"، في حين شاركت الإمارات بسرب مكوّن من 30 طائرة تضمن مقاتلات "F16" و"ميراج-2000".
وكانت آخر تلك الطائرات التي أسقطت من نوع "تورنيدو"، تابعة للقوات الجوية لآل سعود، أثناء قيامها بمهمة إسناد جوي قريب للوحدات التابعة للجيش الوطني اليمني، وفق إفادة التحالف، ولكن لا يزال مصير طاقم الطائرة مجهولاً.
مميزات التورنيدو
الخبير العسكري والاستراتيجي ناظم توفيق، مؤلف كتاب الطائرات الحربية، يؤكد أن الطائرة "تورنيدو" مقاتلة متعددة المهام، وحصل عليها سلاح الجو السعودي عام 1987 من خلال صفقة مع الدول المصنعة لها؛ وهي القوات الجوية البريطانية، والإيطالية، والألمانية، امتلك بموجبها آل سعود 72 طائرة منها.
وتتكون الطائرة من محركين نفاثين، وفق حديث توفيق، قوة دفع كل منهما 7257 كيلوغراماً، باستخدام الحارق الخلفي، وعرضها 13.90 متراً عند الجناحين، و8.60 أمتار عند غلقهما.
وكشف "توفيق" أن الطول الكلي للطائرة المقاتلة يبلغ 16.70 متراً، كما أن السرعة القصوى لها 2337 كم/ساعة.
وتستطيع الطائرة التي أسقطها أنصار الله، كما يؤكد توفيق، حمل القنابل المتنوعة أو المقذوفات المسيرة جواً وأوعية الصواريخ، ومعدات للتشويش الإلكتروني، كما أن لديها القدرة على القيام بواجبات الإسناد الجوي القريب، والضربات الأرضية، وتأمين التفوق الجوي، والاعتراض، والضربات البحرية، والاستطلاع.
ويمكن لطائرة "تورنيدو" العمل ليلاً على ارتفاعات مختلفة وفي جميع الظروف الجوية، وبسرعة تفوق سرعة الصوت مرتين، حيث يوجد بها مقعدان؛ أحدهما لقيادة الطائرة، والآخر لاستخدام الأسلحة الموجودة عليها.
وشاركت "التورنيدو" في حرب الخليج الثانية عام 1991 كأول مشاركة لها في الحروب العالمية من قبل القوات الجوية لآل سعود ونظيرتيها البريطانية والإيطالية، وقد صنع منها ما يقارب 992 طائرة حتى الآن، ولا تزال في الخدمة في جميع الدول التي تمتلكها.
وحول كيفية إسقاط أنصار الله للمقاتلة غالية الثمن يضع الخبير العسكري والاستراتيجي عدداً من الخيارات؛ أولها أن الطيار قاد طائرته على ارتفاع منخفض جداً وهو ما سمح للحوثيين باستهدافها بعدد من أنواع المضادات الجوية.
ويتوقع الخبير العسكري، أن أنصار الله أسقطوا الطائرة المقاتلة من خلال إما صاروخ "سام 7" أو صاروخ "سام 9" المحمولة على الكتف، والتي ربما أصبحت تلك المليشيات تمتلكها.
ومن ضمن السيناريوهات التي يضعها ناظم حول إسقاط أنصار الله لطائرة "التوريندو" هي أن صاروخ سام المحمول على الكتف قد أصاب المقصورة الخاصة بالطيارين، أو جناحها، أو الذيل، وهو ما تسبب بإسقاطها واحتراقها.
خسائر آل سعود الجوية
ومنذ بدء حرب التحالف الذي تقوده حكومة آل سعود والإمارات على اليمن، في أواخر مارس 2015، خسر سلاح الجوّ التابع لهما 12 طائرة.
ففي 12 مايو 2015، أعلن التحالف سقوط مقاتلة "16 F" تابعة لسلاح الجو المغربي بسبب "خلل فني"، ومقتل قائدها.
وفي 30 ديسمبر 2015، أعلنت قيادة التحالف سقوط طائرة من نوع "16 F" في منطقة جازان، على أثر "خلل فني"، ونجاة طيار من القوة البحرينية المشاركة في التحالف.
وفي 24 فبراير 2017، أعلنت قيادة التحالف سقوط طائرة أردنية من طراز "إف 16" في نجران، جنوبي الجزيرة العربية، ونجاة قائدها.
وكشفت قيادة التحالف، في 22 أغسطس 2015، مقتل طيارَين سعوديَّين عندما تحطَّمت مروحيّة كانا يستقلانها بالقرب من الحدود مع اليمن.
وشهد 14 مارس عام 2016 تحطّم مقاتلة حربية تتبع لسلاح الجو الإماراتي؛ من نوع" ميراج"، في الأراضي اليمنية، ومصرع طيّارَين اثنين من قواتها الجوية، دون لإشارة لموقع الحادث، لكن مصادر محلية أكّدت أنه في مدينة "البريقة" بمدينة عدن جنوبي اليمن.
وفي 12 يونيو لعام 2016، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلّحة الإماراتية سقوط مروحيّة ضمن قوّاتها المشاركة في قوات التحالف، في المياه الدولية، لكن وسائل إعلام يمنيّة قالت حينها إن الحادث وقع قبالة سواحل مدينة المخا، جنوب غربي اليمن.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلّحة الإماراتية، في 13 يونيو 2016، سقوط مروحية عسكرية ضمن قواتها المشاركة في حرب اليمن. وذكرت أن الحادث أسفر عن مقتل طاقم المروحيّة المكوّن من الطيّار ومساعده، في عدن جنوبي اليمن.
وفي 18 أبريل 2017، أعلنت قيادة التحالف مقتل 12 عسكرياً سعودياً في تحطّم طائرة عمودية بمأرب، شرقي اليمن.
وكشفت قيادة التحالف، في 25 يوليو 2016، عن مقتل طيارَين سعوديَّين إثر سقوط مروحيّتهما "الأباتشي" في مأرب اليمنية؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب المتحدث العسكري السعودي.
وفي 12 يوليو 2018، أعلن التحالف العسكري سقوط طائرة تابعة للقوات الجوية لآل سعود، مضيفاً أن طياريها نجوا من الحادث.
وكانت آخر الخسائر طائرة "تورنيدو" التي أسقطت، الجمعة (14 فبراير)، ولم يعرف بعد مصير طاقمها وفق تأكيدات التحالف السعودي الإماراتي.
ارسال التعليق