السلطات لم تلتزم بقرار إلغاء الحج.. وسمحت لرجال أعمال بالحج بشكل سري
كشفت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين اليوم أن السلطات السعودية سمحت للآلاف من الأشخاص بـ الحج بشكل سري هذا العام رغم القيود المعلنة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وقالت الهيئة في بيان صحفي إنه على عكس ما هو معلن سمحت السلطات السعودية للآلاف من الأشخاص بالحج بشكل سري بينهم أمراء ورجال أعمال كبار في المملكة وشخصيات متنفذة في دوائر صنع القرار.
وذكرت الهيئة أن ذلك يتناقض مع إعلان سلطات ال سعود السماح فقط بنحو 10 آلاف شخص في المملكة بأداء المناسك -التي تتواصل على مدى 5 أيام- مقارنة بنحو 2.5 مليون مسلم حضروا العام الماضي.
وأكدت أن التحايل الجديد من سلطات ال سعود بشأن أعداد الحجاج يبرز مجددا فساد إدارة السعودية للحرمين وعدم التزامها الشفافية مع الدول الإسلامية وإصرارها على الإدارة المنفردة للحرمين دون اعتبار لباقي المسلمين في العالم.
وقد بدأت مناسك حج هذا العام أمس الأربعاء، حيث توجه حجاج بيت الله من مكة إلى منى بعد صلاة الفجر في ما يعرف بـ”يوم التروية” وباتوا ليلتهم هناك، في ظل إجراءات وقائية غير مسبوقة يخيم عليها شبح فيروس كورونا المستجد.
وكان قوبل القرار المنفرد من السعودية بإلغاء موسم الحج لهذا العام بانتقادات واسعة من أوسط الدول الإسلامية الإفريقية بحسب ما تبلغت الهيئة الدولية للرقابة على إدارة السعودية للحرمين.
وقال الشيخ إسماعيل دوا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في زيمبابوي ومستشار هيئة الحرمين (فرع زيمبابوي)، إن الحج كواحد من الركائز الخمس الرئيسية في الإسلام، يعتبر مطلبًا لجميع المسلمين القادرين لكن حكومة ال سعود تتدخل في هذا التقليد الإسلامي من خلال حظر الحج.
بدوره انتقد الشيخ أبو بكر سيدي مبارك المستشار الموريتاني لهيئة الحرمين، قرار السعودية بشأن حد الحج. وقال إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ المملكة منذ 90 عامًا التي يمُنع فيها الزوار الأجانب من أداء فريضة الحج، وهذا أمر مؤسف ومُدان.
فيما أكد الشيخ الموريتاني محمد بن فال أن قرار السعودية يؤكد ضرورة إنهاء احتكارها لإدارة الحرمين وإيجاد إدارة للحج على نحو أفضل وأكثر سلاسة عبر تشكيل لجنة دولية وإعطاء جميع السلطات لتلك اللجنة بدلاً من الأسرة السعودية.
أما يحيى بشير الناشط السياسي في تونس فقال إن قرار السعودية السماح بألف حاج فقط لأداء فريضة الحج لهذا العام أمر مفاجئ ومؤسف، مضيفا أنه كان ينبغي السماح لما لا يقل عن ألف حاج من كل بلد يتمتعون بصحة أفضل.
وأعلنت السعودية إلغاء الحج هذا العام بسبب مخاوف من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، على أن يتم السماح فقط لحوالي 1000 حاج مقيم في المملكة بأداء فريضة الحج هذا العام.
ويزور مكة حوالي مليوني شخص لأداء فريضة الحج التي كان من المقرر أن تبدأ هذا العام في نهاية يوليو/تموز لكنها ألغيت حيث سجلت المملكة آلاف الإصابات بالفيروس.
وسبق أكدت شخصيات إسلامية على معارضتها لاستفراد السعودية في قرار إلغاء موسم الحج لهذا العام من دون التشاور مع الدول والمنظمات الإسلامية.
وعقدت الندوة عبر الانترنت وترأسها الشيخ إسماعيل الدوا من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في زيمبابوي، وأدارها الناطق باسم الهيئة الدولية شجاعت جمال الدين.
وكان صرح رئيس مجلس علماء هيئة مراقبة الحرمين في ماليزيا الشيخ عزمي عبدالحامد، بأنه من المؤسف إصرار النظام السعودي الاستفراد باتخاذ قرار غير مسبوق وعلى هذه الدرجة من الخطورة بشأن إلغاء موسم الحج دون استشارة أي دولة إسلامية.
وأكد عبدالحامد أن السلوك السعودي ينم عن إصرار مستنكر لاستمرار التفرد السعودي وتهميش الدول الإسلامية والمسلمين بشكل عام حول العالم رغم أنهم طرفا رئيسيا في كل ما يتعلق بالحج والعمرة.
كما اعتبر أن التصرف السعودي باللجوء إلى الحل الأسهل وهو إلغاء موسم الحج بكامله يؤكد على الفشل السعودي الحاصل منذ سنوات طويلة في إدارة الحرمين وعدم القدرة على توفير آليات حماية للحجاج.
وشدد عبدالحامد على أن الدول الإسلامية أصبحت ضحية سلوك أرعن من النظام السعودي يرى نفسه صاحب الحق الوحيد في اتخاذ كل القرارات ذات الصلة بإدارة الحرمين رغم المطالب الإسلامية الواسعة بإدارة مشتركة وقرار تشاوري.
وجددت الهيئة الدولية معارضتها لانفراد السلطات السعودية في إلغاء موسم الحج من دون أي تواصل مع الدول الإسلامية وبتجاهل آلاف الحجاج الذين يتحملون قوائم انتظار طويلة ويستثمرون مدخراتهم للقيام بالرحلة الدينية والكثير منهم في دول تعافت أو سجلت انخفاضا كبيرا بإصابات جائحة كورونا.
من جهته قال الناطق باسمها شجاعت جمال الدين إنه كان من الممكن وعبر مشاورات إسلامية واسعة بلورة عددا من الحلول الخلاقة بشأن المضي قدما في تنظيم موسم الحج مثل تقليل أعداد المسموح لهم بأداء المناسك وفرض قواعد احترازية واسعة لا سيما في ظل التراجع الذي تسجله مستويات تفشي جائحة كورونا حول العالم مؤخرا.
وأضاف جمال الدين أنه كان من الممكن الاكتفاء بمنع كبار السن والمرضى من المشاركة في موسم الحج واقتصاره على تحديد العمر من ٢٠ إلى ٤٠ وتقليص العدد وتشديد الإجراءات الأمنية الصحية والتدابير الاحترازية.
وشدد على أن قرار إلغاء موسم الحج من عدمه أمر يتعلق بالمسلمين جميعا حتى لو كان ضروريا بالنسبة لتدابير الوقاية، مشيرا إلى وجود اختلافات في الآراء تطرح بعضها أن الدين مقدماً على الاعتبارات الصحية وأن الحج شعيرة لا يمكن إلغاؤها وبالتالي يجب أن يكون القرار بشأن ذلك جماعيا دون سيطرة منفردة من السلطات السعودية.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
والهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين هي مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية في المملكة. وتستند الهيئة في عملها إلى مرجعية إسلامية والحرص على مصالح المسلمين من المحيط حتى الخليج وكافة مناطق التواجد الإسلامي.
ارسال التعليق