أوّل لقاء بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد بعد خلافات البلدين الأخيرة
التغيير
نقلت وكالة أنباء الإمارات عن ولي عهد أبوظبي وحاكم الدولة الفعلي الشيخ محمد بن زايد، تصريحه بشأن لقائه اليوم، الاثنين، محمد بن سلمان في الرياض، بأول لقاء بينهما عقب الخلاف الذي خرج للعلن مؤخرا بشأن حجم إنتاج النفط داخل “أوبك بلس”.
وقال ابن زايد وفق ما ذكرته (وام) في بيان رسمي:”سعدت اليوم بلقاء أخي محمد بن سلمان في الرياض.”
وتابع محمد بن زايد كاشفا تفاصيل الاجتماع مع محمد بن سلمان:”بحثنا تعزيز علاقاتنا الأخوية الراسخة وتعاوننا الاستراتيجي.”
وأضاف أن “الشراكة بين الإمارات و المملكة “قوية ومستمرة لما فيه خير البلدين والمنطقة.”
من جانبها قالت وكالة الأنباء الرسمية “واس”، إن بن زايد وصل إلى الرياض اليوم الاثنين، وكان في استقباله لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
كما كان في استقباله الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع.
وكذلك وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان.
ولفت أنظار النشطاء أثناء استقبال محمد بن سلمان، لولي عهد أبوظي الشيخ محمد بن زايد، تطبيق الأول للإجراءات الاحترازية بحذافيرها في استقبال ابن زايد وهو عكس ما فعله تماما أثناء استقبال السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، قبل أيام.
وتداول النشطاء صورا تظهر ابن سلمان وقد ارتدى الكمامة وأخذ إجراءاته الاحترازية بشكل كامل، لحظة استقباله محمد بن زايد في مطار الملك خالد.
وقارن النشطاء هذه الصور بصور استقبال بن سلمان، للسلطان هيثم بن طارق قبل أيام، دون ارتدائه الكمامة أو التزامه بالإجراءات الاحترازية على غرار ما فعله اليوم مع ولي عهد أبوظبي.
وقال الكاتب تركي الشلهوب في تغريدة له معلقا على هذا الأمر:”من المُلاحظ أن ابن سلمان استقبل السلطان هيثم ولم يأخذ بالإجراءات الاحترازية كارتداء “الكمامة” والتباعد وعدم المصافحة؟”.
وتابع:”وعلى العكس من ذلك، عند استقباله ابن زايد أخذ كافة الاجراءات الاحترازية كارتداء الكمامة والتباعد وعدم المصافحة.الخلاف واضح”
وكتب أحد النشطاء تعليقا على هذه المقارنة:”الفرق بين الصورتين أيام بل ساعات، ولكنها خير دليل على جميع التكهنات”.
ودون مغرد:”استقبال السلاطين غير اخي تركي عن مشايخ ساحل عمان فرق بين السلطان الشيخ”.
بينما لفت آخرون إلى أن محمد بن سلمان ارتدى الكمامة عند استقبال السلطان هيثم، ولم يصافحه وأن هذه الصور أثناء مغادرته وأن ابن سلمان خلع الكمامةتقديراً للسلطان وهم في طريقهم لمقر اقامته وأن الصورة المرفقة هي اثناء وداع السلطان.
ويشار إلى أن هذا اللقاء بين محمد بن سلمان وبن زايد، يعد الأول من نوعه منذ نشوب الخلاف النفطي بين الإمارات و المملكة ضمن مجموعة “أوبك+”.
وكانت دول تحالف “أوبك+” توصلت أمس الأحد إلى اتفاق جديد بشأن زيادة تقليص تخفيضات إنتاج النفط، بعد تسوية الخلاف الذي تصاعد بين المملكة والإمارات.
ويقضي الاتفاق الذي أبرم خلال الاجتماع الذي عقده “أوبك+” بتمديد القرارات الخاصة بشأن الحد من إنتاج النفط حتى أواخر 2022.
وينص الاتفاق المبرم، حسب بيان صدر عن “أوبك”، على زيادة مستوى الإنتاج المشترك بـ400 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أغسطس القادم، حتى انقضاء تخفيضات الإنتاج البالغة 5.8 مليون برميل يوميا.
وهناك صراع خفي بين المملكة والإمارات على الزعامة في الخليج، وعلى مصالح اقتصادية واستثمارية كبرى، وفق محللين.
وقررت المملكة في فبراير الماضي، إيقاف منح العقود الحكومية لأي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط في أي دولة أخرى غير المملكة، بدءا من مطلع 2024.
وتسعى الإمارات إلى أن تكون منافسا إقليميا للدول الأخرى، مثل المملكة وإيران وغيرهما، بدلا من دور الشريك مع المملكة سياسيا أو اقتصاديا.
وقالت وكالة “رويترز” نقلا عن مصدرين في منظمة أوبك وحلفائها “أوبك بلس” إنه تم الاتفاق أمس، الأحد، على زيادة إنتاج البترول اعتباراً من أغسطس 2021.
وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق أيضا على تمديد اتفاق إدارة خط الأساس حتى نهاية 2022، في اجتماع وزراء الدولة المشتركة في المنظمة الأحد.
ووفق الاتفاق فقد زادت حصة الإمارات إلى 3.5 مليون برميل يومياً، فضلا عن الاتفاق على زيادة خط الأساس لكل من العراق والكويت بمقدار 150 ألف برميل يومياً لكل منهما.
هذا وجرى أيضا جرى تعديل خط الإنتاج للمملكة والروسي برفعه إلى 11.5 مليون برميل في اليوم ابتداء من مايو 2022 بدلاً من 11 مليون برميل.
ويشار إلى أنه في الآونة الأخيرة ظهرت ملامح خلافات حادة بين المملكة والإمارات، ما استرعى اهتمام وسائل الإعلام العربية والغربية. لا سيما بعد خروج التوتر إلى السطح بتصريحات من المملكة تنتقد موقف أبو ظبي بشأن مستوى إنتاج النفط في إطار “أوبك+”.
وردت الرياض وقتها باستبعاد أي بضاعة إسرائيلية أو غيرها تصنع في المناطق الحرة بدول الخليج، ما يشكل استهدافا خاصا لميناء جبل علي الإماراتي.
ونصت المادة 31 من القانون الجديد بشكل صريح على أن “السلعة لا تكتسب صفة المنشأ الوطني إذا كانت إحدى مكوناتها منتجة أو مصنعة في الكيان الصهيوني، أو كانت أي من العناصر المحايدة الواردة في المادة (9) من رأس المال المنتج لها مملوك كليا أو جزئيا لشركات إسرائيلية أو شركات موضوعة في قوائم المقاطعة العربية لإسرائيل”.
وتخلت “أوبك بلس” عن خططها بزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً كل شهر اعتباراً من أغسطس وحتى ديسمبر، بسبب رفض الإمارات لهذه الخطة معتبرة أنها “غير عادلة”.
في السياق ذاته، وفي الوقت الذي تؤيد فيه المملكة وروسيا تمديد الاتفاق كما هو حتى ديسمبر 2022، طالبت الإمارات مناقشة زيادة في مستويات الإنتاج قبل الموافقة على التمديد إلى ما بعد أبريل.
ووفقا لوسائل إعلام عالمية، أزاح خلاف البلدين حول زيادة إنتاج النفط الستار عن ملفات صدام قديمة بينهما.
ونقلت وكالة “رويترز”، في تقرير لها، نقلا عن محللين، أن الخلاف يشير إلى تنافس اقتصادي آخذ في التزايد بين أكبر اقتصادين عربيين، والذي لا يبدو عليه إلا أنه سيشتد.
ويدفع للتساؤل عن الحد الذي قد تصل إليه هذه الخلافات، فهل تتعمق أكثر لتشمل ملفات سياسية، أم تبقى كما هي مجرد خلاف محدود في ملفات اقتصادية؟
ويرى المحلل السياسي جو معكرون أن “هناك تراكمات في العلاقات الإماراتية مع المملكة منذ حوالي عامين، وبدأت تظهر علنا في المرحلة الأخيرة، في ظل احتدام التنافس الاقتصادي والتناقض بين البلدين في الخيارات الاستراتيجية”.
إلا أنه رجح بأن “هذا الخلاف سيظل مضبوط الإيقاع، ولكن التنافس سيستمر في المدى المنظور، والتحدي الذي تواجهه الدولتين هو في إدارة الخلاف بينهما بسلاسة أكبر، وفي إعادة بناء الثقة بين قيادة البلدين”.
وحول تأثير هذا الخلاف على صلابة تحالف المملكة والإمارات، أوضح معكرون في تصريحات لوسائل إعلام، أن “التحالف بين البلدين دخلت عليه تصدعات؛ نتيجة ما جرى في اليمن والمصالحة القطرية مع المملكة والتطبيع الإماراتي-الإسرائيلي، وبالتالي مصالحهما الاستراتيجية لم تعد مشتركة، بل أحيانا متناقضة.
وبالتالي الاتجاه في المرحلة المقبلة أن يكون لكل منهما سياسة منفصلة في القضايا الرئيسية، لكن هذا لا يعني انتهاء التواصل أو التحالف بشكل مطلق بين الطرفين”.
ورجح بأن الخلافات بينهما “لن تتجاوز الخطوط الحمراء، وستبقى مضبوطة الإيقاع، إلا أن صلابة هذا التحالف اهتزت، ولن تعود إلى ما كانت عليه”، بحسب قوله.
ارسال التعليق