هل سوف تكرر السعودية تجربة قطر المريرة مع لبنان؟
تتواصل ردود الأفعال الإيجابية والسلبية على تصريحات جورج قرداحي وزير الإعلام في حكومة رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
- فيما جاءت تصريحات قرداحي قبل تسنمه منصب الوزارة، لكنها أثيرت على الملأ خلال وزارته واستغلت إعلاميا ودعائيا ضد اللبنانيين.. فلا ينبغي تفسير ذلك بمعزل عن الرؤية السعودية للبنان وسياسات الرياض المتغطرسة تجاه بيروت. ففيما تكونت الحكومة اللبنانية ومن بعد تسعة أشهر واصلها لبنان من دون حكومة، ما قد أوقد شعلة الأمل بأن يرى لبنان مستقلبا مستقرا أمامه.. لكن هذه الأعذار السعودية المساقة عقب إخفاقها في مصادرة لبنان، جاءت خير دليل على تكميل الرياض لزعزعة الأمن والاستقرار في لبنان، وبالأحرى جاءت في سياق السيناريو الذي انتهجته السعودية للبنان منذ عامين، والذي قد أخفقت به بالطبع.
- موقف قرداحي الجدير بالإشادة والثناء والذي كان رداً على المواقف السعودية وبضع دول مطلة على الخليج من جانب، وتأييد الشعب اللبناني لهذه المواقف المبدئية من جانب آخر، أظهر أن الشعب اللبناني لا يستبدل استقلاله وسيادته بأي شيء.. فالأجواء الافتراضية تزخر بالهاشتاغات الداعمة لهذا الموقف.. هاشتاغات مثل: #الكرامه_ما_بتستقيل.. و #درب_يسد_ما_يرد.. و #جورج_قرداحي.
- في حين يرى بعض السياسيين اللبنانيين السابقين وبعض المسؤولين اللبنانيين استقالة قرداحي كوسيلة للخروج من الأزمة مع السعودية ودول عربية أخرى، ففي المقابل تنوي العديد من الفصائل اللبنانية ودعما للسيادة اللبنانية سحب نوابها من البرلمان إن أدت الضغوط إلى استقالة قرداحي.
- واقع الجدل الأخير في لبنان يتركز فقط على الرؤية السعودية السلطوية تجاه لبنان، وهي رؤية ظهرت بشكل خاص في قضية تحفظ السعودية على رئيس الوزراء اللبناني الشرعي سعد الحريري في الرياض. وظهرت مرة أخرى في قضية تصريحات وزير الخارجية اللبناني الأسبق "شربل وهبة" حول دعم بعض دول الخليج الفارسي العربية لزمرة داعش.. وهذه المرة تجلت مرة أخرى في قضية قرداحي. فالسعودية وفضلا عن استدعاء سفيرها في بيروت عمدت وفي إجراء غير إنساني إلى تمديد حظرها للواردات من لبنان، وبالضبط في هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون.
- يبقى أن ننتظر لكي نرى أي طرفي القضية سيتراجع أو سوف يضطر إلى التراجع.. لكن الحقيقة أن تجربة ثلاث سنوات ونصف من الضغوط والعقوبات من قبل الإمارات والبحرين ومصر تحت قيادة وتنفيذ السعودية على قطر لم تجد أي نفع، واضطرت هذه الدول الأربع إلى التخلي عن شروطها المزعومة الـ13، وتدخل في منافسات لكسب ود دولة قطر الصغيرة، لكي تحسن علاقاتها معهم.
يذكر أنه في يوم 5 يونيو 2017 فرض ال سعود، وبعض الدولة والجزر التي تسبح في فلكهم، حصارا خانقا، ومقاطعة ظالمة على دولة قطر وشعبها، وجاء ذلك عقب فشل عملية غزو واحتلال لدولة قطر، وتطيح بنظامها السياسي والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها. ولكن تلك القطيعة التي استمرت الى اليوم بدأت تشهد تغيرات إيجابية لصالح دولة قطر وبعدها اضطرت السعودية وقطيعها الانصياع الى دولة قطر واعلنت المصالحة والتنازل على كافة الشروط (13) التي اشترطها على قطر.
ارسال التعليق