مجزرة السبت الأسود ترسيخ للمجازر الرسمية وبعض المطبلين لها
بقلم: علي آل غراش ..
مرّ أكثر من اسبوع على ارتكاب المجزرة الوحشية الدموية والجريمة الرسمية بإعدام عشرات الشهداء من أهالي القطيف والأحساء بدم بارد ظلمًا وجورًا وانتقامًا منهم بسبب التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق والإصلاح والعدالة والكرامة والتعددية والمشاركة في المظاهرات السلمية التي شهدتها المنطقة في الأحساء والقطيف.
نتيجة لهذه المجزرة الوحشية الدموية الجماعية الصادمة بقتل أبرياء؛ تخيم أجواء الحزن على المنطقة وبالخصوص في القطيف والأحساء والبحرين ومنطقة الخليج وفي قلب كل حر وشريف…؛ فالمصاب والعزاء للجميع.
لقد شكلت المجزرة الجماعية الدموية صدمة للمراقبين والمتابعين فكيف لأهالي المعتقلين والشهداء الذين كانوا يترقبون إطلاق سراح أحبتهم خلال هذا الشهر شعبان قبل حلول شهر رمضان المبارك، ليعم الفرح والسرور في كل بيت وقلب، ولكن ما حدث هو العكس اذ تم قتل وفصل رقاب أكثر من 40 شهيدا بسيف الظلم والجور والقهر والانتقام من أبناء الأحساء والقطيف الذين تم اعتقالهم بسبب المشاركة في الحراك الشعبي والمظاهرات المطلبية السلمية.
تم تنفيذ الإعدام بناء على أحكام سياسية أمنية انتقامية جاهزة من محاكم تفتقد أدنى معايير الشفافية والعدالة والنزاهة والاستقلالية، والزج بأسماء الشهداء الأبرياء مع مجموعة من الذين قتلوا بمبررات وادعاءات واتهامات انهم من داعش وإرهابيين دون تقديم أدلة.. انها مجرد روايات أمنية رسمية لا يمكن تصديقها فالحقيقة غائبة والسلطة المستبدة والمفسدة والقاتلة لا يمكن الوثوق بروايتها الأمنية المزيفة، والحقيقة ان من تم اعدامهم ظلما من أهل الأحساء والقطيف قد تم اعتقالهم تعسفيا بسبب مشاركتهم في المظاهرات السلمية للمطالبة بالإصلاح والحقوق وتطبيق العدالة والحرية والكرامة والتعددية ليعيش كافة المواطنين في وطن يمثل الجميع.
عدم الثقة بالحكومة انها سلطة اعتقلت أبرياء وقتلتهم ولم تسمح لهم بكتابة الوصية أو توديع أحبتهم ولو بالاتصال التلفوني، ولم يتم تبلغ الأهالي ولا المحامين حول موعد الإعدام الجائر الظالم، وبعد الإعدام لم تسلم الجثامين للأهالي لدفنها، بل تم خطف الجثامين الطاهرة وتصرفت الحكومة كما هي تريد لإخفاء جريمة القتل الظالم ومنعت الاهالي من إقامة مجالس العزاء واستقبال التعازي والمواساة بحق الشهداء .
اي ظلم لأهالي المعتقلين والمعتقلات والشهداء ان تقوم السلطة الحاكمة في الرياض بالاعتقالات التعسفية والتعذيب لسنوات طويلة ثم تقوم بقطع رؤوسهم عن اجسادهم ظلما وجورا .. وتخفي الجثامين الزكية، وتمنع أهالي الشهداء المفجوعين من التعبير عن الحزن واقامة مجالس العزاء والمواساة لأحبتهم!! مجزرة السبت الأسود مجزرة يوم السبت الاسود 12/3/2022 التي تأتي ضمن مجازر وحشية للنظام في العهد الجديد: المجزرة الأولى كانت باعدام الشهيد الشيخ نمر باقر النمر مع بعض الشباب الشهداء بشكل جماعي، والمجزرة الثانية باعدام عدد من الشهداء العلماء والكفاءات الوطنية، والمجزرة الثالثة في يوم السبت الأسود لتؤكد مدى وحشية النظام الذي يتعامل بنفس انتقامي من أهل المنطقة الأصليين.
الحذر من السلطة القاتلة من المؤلم في ظل هذه الظروف الحزينة والمؤثرة ان يتم التواصل من قبل بعض أهل المنطقة في الأحساء والقطيف مع إعلام السلطة المسؤولة عن إعدام عشرات الشباب من أهالي المنطقة.. لتبرر للحكومة القاتلة الجريمة حسب روايتها المزيفة، كان ينبغي الابتعاد عن ذلك من منطلق أخلاقي واحترام مشاعر أهالي الشهداء ومحبيهم؛ فالكل في حالة مصيبة وألم فالمصاب والمصيبة مصيبة الجميع والكل في عزاء وحداد على قتل وقطع رؤوس الشهداء الأبرياء.
والاكثر الما ممن يخرج على وسائل الإعلام الرسمي ويمدح ويمجد القتلة الظالمين المستبدين.. الذين يحرمون أهل المنطقة من حقوقهم.
لقد كتبت مقالا منذ سنوات عن خطورة التعاطي مع إعلام السلطة فهو اداة وسلاح خطير جدا، قد جاء فيه: على من يريد التعامل مع وسائل الإعلام أن يكون على دراية بخطورة هذا السلاح “الاعلام”، وأن يتحلى بالوعي الكافي وبفنون التعامل مع وسائل الإعلام، وتزداد الخطورة أكثر مع الإعلام الرسمي في مثل هذه الفترة والظروف الراهنة وصعوبة الأوضاع في الوطن، وحاجة السلطة إلى من يدعم ويقوي سلطتها، حيث تعمل على استغلال كل من يظهر على وسائل إعلامها، وبالتالي من يظهر على وسائل الاعلام الرسمية ويتعرض للاستغلال وتشويه كلامه وحديثه… فلا يلومن إلا نفسه، ولا يلوم الآخرين!!.
الإعلام سلاح خطير ولخطورة وحساسية التعامل مع الوسائل الاعلامية وبالخصوص التابعة للسلطة في الوقت الراهن وبالخصوص من قبل الشخصيات، وما ينتج عنها من تداعيات كبيرة وخطيرة..
نود الإشارة إلى التالي بعيدا عن الشخصنة:
أولا: الإساءة والتجريح للأشخاص بسبب اختلاف الرأي مرفوض، وإنما المطلوب هو النقد ورفض ما جاء على لسانه إذا كان غير حقيقي وبعد التأكد من ذلك بدون الاساءة الشخصية.
ثانيا: على من يريد التعامل مع وسائل الاعلام أن يكون على دراية بخطورة هذا السلاح “الاعلام”، وأن يتحلى بالوعي الكافي وبفنون التعامل مع وسائل الإعلام والحنكة السياسية، ويحذر من الغرور.
ثالثا: السلطة في هذه الفترة بحاجة إلى من يدعم سلطتها وهي بالتالي ستوظف اي شخص لصالحها فقط.
وأعلام السلطة سيستغل كل شخص بما يخدمها ويقوي سلطتها، وتسويق رواياتها.
الحذر من مدح وتمجيد حاكم أو مسؤول عن سياسة الفساد والاستبداد والقتل الجائر والاعتقالات التعسفية.
الإعلام في زمن صعب اننا نعيش في زمن صعب وظروف صعبة، فينبغي الحذر ثم الحذر من التعامل مع اعلام الحكومة بل حتى مع السلطة، ونحن نتفهم الظروف الصعبة الراهنة، وإذا كان الشخص غير قادر على قول كلمة حق ودعم العدالة – رغم كسر حاجز الخوف من قبل شريحة من الشعب وارتفاع صوت المطالبة بالحقوق وتغيير النظام – فليصمت كي لا يستغل ويتحول إلى لعبة للإثارة واشغال المجتمع بقضايا جانبية عن الهدف الرئيس وهو المطالبة بالاصلاح والحقوق والحرية وتطبيق العدالة والمساواة.
وعلى الشخصيات الحذر من التصريح للإعلام بل التواجد عند أبواب السلطة في هذه الفترة الزمنية.. انها الفتنة.
ولهذا على اي شخص يُستغل من قبل السلطة بسبب كلام او صورة يتطوع بتقديمها فلا يلومن إلا نفسه. ولا يلوم الناس بالغضب منه وربما بالإساءة إليه نتيجة ما ينقل عنه في وسائل الاعلام، ولا يبرر ويفند ويقول قد تم تغيير الكلام او حذف وبتر الحديث، فالشخص الواعي الفطن لا يسقط في هذا المستنقع بل ينبغي ان يكون على حذر شديد!! كما ينبغي على الشخص الذي يتعرض للخداع والاستغلال من قبل السلطة والإعلام أن يتحمل نتيجة موقفه، وأن يملك الشجاعة – كما ذهب وصرح لإعلام السلطة – أن يصرح ويوضح بما حدث ويبين الحقيقة ويعترف بأنه استغل، فالاعلام البديل مفتوح ويقدم اعتذاره للمجتمع، ويوضح اذا كان مجبرًا وتعرض للترهيب بالذهاب والتصريح.
الحذر ثم الحذر من الاندفاع وراء الاعلام الحكومي الذي يبحث عن أي شخص يُصرح له وبالخصوص من قبل الشخصيات،.. انه زمن الفتنة… فالحذر والحذر من ابواب وابواق السلاطين!! وليتذكر المرء الحكمة التي تؤكد على الموقف السليم في الفتنة كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: “كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب”.
وللأهمية نود التنبيه بأنه ليس من حق أي شخصية وبالخصوص الدينية الزج بالطائفة والتصريح باسمها في خدمة السلطة والقضايا الوطنية بنفس طائفي وبكلام غير صحيح ومخالف للحقائق، بل فيه تجاوز للمحذور الديني والاخلاقي، واستهزاء بمشاعر اهل الشهداء والمعتقلين والمعتقلات.
الكرة في ملعب من نشر أو تحدث وصرح.. للإعلام وتم تشويه وتبديل وتقطيع كلامه أو نشره في وقت حساس يفيد سياسية السلطة.. مما أدى إلى سخط وغضب المواطنين وتعريض نفسه للنقد الشديد واللوم وربما الإساءة من قبل الشارع.
هل يملك هؤلاء – مَنْ ظهروا على وسائل الاعلام – الشجاعة والمبادرة بنفي ما نشر في وسائل الاعلام عنهم، والتوضيح وقول الحقيقة، والعمل لتحقيق مطالب وحقوق المواطنين والدفاع عن المظلومين، ورفع المظلومية عن كافة المواطنين؟ فينبغي الحذر من السلطة التي قتلت واعتقلت وعذبّت أبرياء (بسبب التعبير عن الرأي والاحتجاج السلمي) مهما كانت المبررات، فلامجاملة ولا مصالح على الأرواح والدماء، فدماء الشهداء المخطوفة جثثهم في المجزرة الثالثة والمجزرة الثانية والمجزرة الاولى باعدام (#الشهيدالشيخ النمر وبقية الشهداء) من قبل السلطة القاتلة لغاية اليوم لم تبرد.
واذا لم يستطع المرء نصرة المظلوم والبريء وحماية الأرواح رغم انها أفضل الأعمال، فينبغي عليه الأبتعاد عن المجرمين القتلة والمفسدين، كي لا تصيبه نار التسقيط واللعنة والإنتقام من الظالم والقاتل ومن يعينه. نعم ليعمل الجميع لحماية الوطن عبر حماية الارواح فالأرواح هي الأغلى ومنع الإعتداء عليها.
وليتحرك الجميع بروح ايمانية وانسانية ووطنية خالصة لحل الأزمات والملفات منها ملف المعتقلين والمطلوبين بسبب التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، والمبادرة بتحقيق مطالب الشعب ليكون الوطن للجميع لا لعائلة أو فئة حاكمة، وذلك عبر الحوار والطرق السلمية بعيدا عن التخوين وآلات القتل لقطع الطريق على الإرهابيين والتكفيريين والمجرمين أعداء البشرية والوطن. لا نريد رؤية سفك المزيد من دماء الأبرياء لمجرد التعبير عن الرأي، ولا للحروب، نتمنى الأمن والسلام والخير لكل الشعوب.
خالص التعازي والمواساة إلى اهالي الشهداء الابرار ومحبيهم ولكل الشرفاء والاحرار في العالم. تحية لكل من طالب بالافراج عن المعتقلين والمعتقلات بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في المظاهرات المطلبية السلمية ولكل من تضامن مع اهالي الشهداء بالكلمة الطيبة والعزاء والمواساة ورفض القتلة. تغمد الله ارواح الشهداء الابرار بواسع رحمته ورضوانه واسكنهم فسيح جنانه وجعلهم مع النبي واله فالشهداء هم سادة في الدنيا والآخرة، والله هو المنتقم من القتلة الظالمين. حسبنا الله ونعم الوكيل
ارسال التعليق