السياحة ومجاملة التشدد
في حين تتسابق دبي والدوحة والمنامة لاستقبال السياح -خاصة السعوديين منهم- في هذا الوقت، نحن نكتفي بتصدير المواطنين فقط.
كم عائلة سعودية قضت الإجازة في دبي أو الدوحة أو المنامة خلال أسبوع واحد فقط؟ وكم صرفت كل عائلة هناك؟
حسبما ذكرته صحيفة الرياض أمس، فإن 160 ألف سائح سعودي توجهوا إلى دبي بالطيران في إجازة منتصف السنة، هذا عدا المسافرين عن طريق الحدود البرية.
وذكرت الصحيفة أن السعوديين الذين زاروا دبي في 2016 بلغ أكثر من مليون ونصف المليون! نحن نتحدث عن مليارات نذهب لنصرفها هناك ثم نعود. أكثر السياح يذهبون إلى مجمعات تجارية بها دور سينما، وواجهات بحرية، وأماكن ترفيهية، وحفلات غنائية.
والسؤال الذي دائما نردده بيننا وبين أنفسنا: ماذا ينقصنا؟
لماذا نستمتع في مولات دبي والدوحة والمنامة ولا نستمتع في مولاتنا الكبيرة والفخمة؟ المول هناك يجذب العائلة كلها، الأب والأم والأبناء، أما هنا فإن المول للتبضع فقط وغالبا هو للنساء.
أضف إلى ذلك أن لدينا العشرات من الأماكن الأثرية المنسية، والتي لو وجدت في أفقر دولة في العالم لحولتها إلى دولة سياحية من الطراز الأول.
مدائن صالح وحدها كفيلة باستقطاب آلاف المسافرين من الخارج والداخل. لدينا أجمل الشواطئ ولكنها مهملة وكئيبة. لدينا جبال شاهقة وصحار جميلة وجزر خلابة لم نستثمرها.
لدينا ثلوج تتساقط في الشتاء بالمناطق الشمالية والجنوبية، ولم نجد مهرجانات لاستقطاب الناس هناك. أين هيئة السياحة؟ أين هيئة الترفية؟ لماذا لا تتعاونان مع القطاع الخاص لاستثمار هذه الثروات؟
ما زلنا في المؤخرة، وسنبقى كذلك إذا لم نجد حراكا جادا للاستفادة من ثروات البلد الطبيعية والتاريخية.
مع الأسف، ما زلنا نجامل التيار المتشدد في قضايا مثل السينما وزيارة الأماكن الأثرية والحفلات الغنائية، على الرغم من أننا نشاهدهم ويزاحموننا في كل هذه الأماكن خارج الوطن.
بقلم : عبدالله العقيل
ارسال التعليق