زيارة السيسي للسعودية.. مخاوف حول «تيران وصنافير»
بعد توتر في العلاقات دام لما يقرب من عام بين مصر والسعودية، استجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة المملكة، إذ توجه، صباح اليوم الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، في زيارة تتضمن عقد قمة مصرية سعودية، تتناول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي بات يمثل تهديدا لأمن واستقرار الأمة العربية، والمجتمع الدولي بأكمله.
وفيما تتم الزيارة في إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك بما يسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، فإن مخاوف كثيرة تنتاب قطاعات كبيرة من الشعب المصري مما قد تسفر عنه هذه الزيارة، خاصة بعد عودة قضية تيران وصنافير إلى الساحة مجددا، بحكم محكمة الأمور المستعجلة التي ألغت حكم الإدارية العليا القاضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية،
الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قال لـ”البديل” إن زيارة الرئيس السيسي إلى المملكة تأتي في أعقاب مرحلة توتر بين البلدين، وعلى المستوى العام هي زيارة لتعزيز العلاقات بين البلدين، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية ومن ضمنها الإرهاب، لكن على المستوى الخاص، أكد أنه يخشي أن تكون الزيارة من أجل الاتفاق على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، بحيث تكون الزيارة مكافأة للمملكة، وهذا سيؤدي، حسب رؤيته، إلى مشكلة كبيرة يعتقد أنها ستزيد التعقيد بين البلدين وليس وضع العلاقات على الطريق الصحيح.
وقال عادل مليجي، أمين تنظيم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، إن لقاء السيسي وسلمان يأتي بعد أسابيع من زيارة السيسي، ومحمد بن سلمان، ولي ولي عهد السعودية، والملك عبد الله، ملك الأردن، لواشنطن، ثم الجولة المكوكية لوزير الدفاع الأمريكي للسعودية ومصر والأردن وإسرائيل، بما يشير لترتيبات تنفيذية لمخططات تخدم المصالح الاستعمارية الأمريكية في المنطقة تم الاتفاق عليها.
وأوضج مليجي لـ«البديل» أنه بتلخيص هذا اللقاء يمكننا وضعه تحت عنوان قمة التفريط في الثوابت الوطنية العربية، لأن اللقاءات التي حدثت في واشنطن تؤكد على أنه تم الاتفاق على القضاء نهائيا على قضية الشعب الفلسطيني، وحسم المعركة الدائرة باليمن لقمع الثورة الشعبية هناك، والحلف السني بقيادة الصهاينة في مواجهة إيران، والوضع في سوريا.
وعن المخاوف التي تنتاب الشعب المصري من التنازل عن تيران وصنافير، أكد مليجي، أن الشعب المصري لن يتنازل عن أرضه، رغم أنه في حكم المؤكد أن ترتيب الأوضاع الجديدة في المنطقة ليس مجرد مخاوف ولكنه ضمن أهداف الزيارة، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد تأثيرات كبيرة على العلاقات المصرية السعودية سواء تم التنازل عن تيران وصنافير أم لا، وقال: “لكن مهما حدث فلن يسمح المصريون بالتفريط في أرضهم مهما كانت النتائج، فقد عرفوا عبر التاريخ بدفاعهم عن وطنهم ووحدة أراضيه وقدموا من أجل ذلك تضحيات كبرى.
بقلم : محمد صفاء الدين
ارسال التعليق