![المبعوث الأممي الى اليمن .. الوجه الآخر للعدوان السعودي على هذا البلد](https://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/News/Old/jjj.jpeg)
المبعوث الأممي الى اليمن .. الوجه الآخر للعدوان السعودي على هذا البلد
كشف مصدر سياسي يمني، عن مساع وتحرك يقوم بهما المبعوث الخاص للأمم المتحدة، الى اليمن، ولد الشيخ أحمد، لوقف العدوان على الشعب اليمني، واحياء المفاوضات السياسية بين الأطراف المعينة لحل الأزمة حلاً سياسياً، وسيبحث، كما قال هذا المصدر السياسي، آلية التوصل الى ذلك مع المسؤولين في صنعاء، وكان المبعوث الأممي قد وصل في وقت سابق العاصمة السعودية الرياض في إطار جولة في المنطقة تقوده الى صنعاء والى مسقط العاصمة العمانية، للدفع باتجاه هدنة شاملة تبدأ بنهاية مايو الجاري تهئ لاستئناف محادثات السلام اليمنية.
الشعب اليمني التواق الى وقف العدوان والتخلص من معاناته ومآسيه لم ينظر الى هذا التحرك الجديد الذي يقوم به ولد الشيخ أحمد بأهمية خاصة، نظر لأن التحركات السابقة لهذا الرجل ومنذ تسلمه هذه المهمة بعد ذهاب جمال بن عمر على خلفية ضغط سعودي على الأمم المتحدة، لم تفضِ هذه التحركات ومنذ ذلك الوقت الى نتيجة مهمة، ولم تخفف من ويلات العدوان على الشعب اليمني، هذا أولاً، وثانياً ان الرجل منحاز إنحيازاً واضحاً وسافراً الى العدوان، وكان محمد عبد السلام المتحدث باسم أنصارالله ورئيس وفدهم في مفاوضات السلام التي كان يرعاها ولد الشيخ أحمد، قد قال أكثر من مرة، وقال مسؤولون آخرون في أنصارالله وفي المؤتمر الشعبي، ان الرجل ينفذ ما تمليه عليه السلطات السعودية، لأنه يمثل الأجندات السعودية في العدوان ، ويحاول تسويق هذه الأجندات في الأوساط الأممية وفي أوساط المنطقة وفي اليمن أيضاً، فهو بحسب المصادر اليمنية يتقاضى راتباً شهرياً كبيراً من السلطات السعودية، كما انه يشترك مع أحد الأمراء السعوديين في شركات وتجارة فهو يعتبر شريكاً للأسرة الحاكمة، ولذلك فأن تحركاته ومعالجاته السياسية والفكرية لحل الأزمة تجري بعيون سعودية لا بعيون محايدة تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة جميع الأطراف، مصلحة الشعب اليمني ومعاناته والكارثة الإنسانية، التي يمر بها ويعانيها بسبب العدوان وتواصله على بلده، بشكل خاص، أي يقف هذا المندوب على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
هذه الرؤية عن المبعوث الأممي ولد الشيخ، التي انطبعت في أذهان ابناء الشعب اليمني وقياداته في صنعاء، تبلورت على خلفية أدلة دامغة ومعطيات ميدانية، تأكدت على أرض الواقع، من خلال الجولات السابقة، لإقامة هدن مؤقتة للحرب على اليمن، ولأجراء مفاوضات بين الأطراف اليمنية، سواء في جنيف أومسقط أو الكويت...ولذلك يرى اليمنيون وقياداتهم، ان هذا التحرك الجديد لا يخرج عن اطار المحاولات والتحركات السابقة، والتي يقولون أنها تأتي في إطار الأهداف التالية :
1- ان تحركات ولد الشيخ تهدف الى محاولة خداع الرأي العام في المنطقة وفي الغرب والعالم أجمع ان النظام السعودي " يريد ايقاف الحرب " وانه " مجبور على مواصلتها " بسبب تعنت الطرف الأخر، أنصار الله وحلفائهم في المؤتمر الشعبي، مثلما بدأت الآن بعض الأوساط الإعلامية السعودية، والتي تدور في فلك النظام السعودي تروج ان أنصارالله وجماعة على عبدالله صالح يرفضون وقف الحرب، وحتى قبل لقاء ولد الشيخ بالمسؤولين في أنصارالله والمؤتمر الشعبي في صنعاء، ذلك ان النظام السعودي يقوم من خلال تحركات ولد الشيخ بتسويق هذا الانطباع من أجل تخفيف الضغوط الاعلامية والدولية التي يتعرض لها بسبب المجازر التي يرتكبها عدوانه بحق الشعب اليمني، وبسبب أصداء الكوارث الانسانية التي يتعرض لها ، بسبب القصف اليومي لسلاح الجو السعودي، وبسبب الحصار البحري والبري والجوي الذي يفرضه النظام على هذا الشعب المحروم والذي أدى به الى مجاعة حقيقية والى شيوع ألأوبئة ومنها وباء الكوليرا الذي بات يهدد سلامة أبناء الشعب في ظل نقص الأدوية بسبب الحصار وفي ظل تدمير المستشفيات والمشافي وباقي المراكز الصحية في اليمن، فهذه الكوارث باتت تهز ضمائر المنظمات الانسانية رغم تواطئها مع العدوان السعودي، وباتت تصدر تقارير متواترة عن تلك الكوارث وما يقوم به النظام السعودي من جرائم هناك ترقى الى جرائم حرب، فتخلصاً من الاحراج ومن ضغوط هذه المنظمات يحاول النظام السعودي تسويق مقولات ان النظام يريد ايقاف الحرب، وبالتالي امتصاص وتسويف وتمييع هذه الضغوط، وفي الواقع ان النظام السعودي لا يمتلك إرادة وقف الحرب، انما الولايات المتحدة هي التي تقرر متى تقف هذه الحرب، ومادامت الأخيرة تحقق لها أهدافها في استنزاف كل من الشعبين في اليمن وفي المملكة السعودية، ومادام استمرار هذه الحرب يشغل المصانع العسكرية في امريكا وبريطانيا ويحل جزء من مشكلة البطالة، ومادام استمرار هذه الحرب يحقق المصالح الصهيونية الأمنية وغير الأمنية، فأمريكا لا ترى الآن ضرورة بإيقافها حتى ولو أدت الى احتراق اليمن والسعودية !!
2- أيضاً تدفع السلطات السعودية ولد الشيخ أحمد للتحرك من أجل امتصاص واحتواء غضب وتبرم الرأي العام في المملكة السعودية، فالتقارير تتحدث عن تصاعد موجه الرفض الشديد لاستمرار هذه الحرب بين أوساط الشعب في الجزيرة العريبة، نتيجة الخسائر الفادحة بين أوساط القوات السعودية لدرجة ان وكالات الأبناء تتحدث عن ان النظام السعودي، لجأ في الآونة الأخيرة الى تشييع الجنود السعوديين في المناطق اليمنية الجنوبية التي تقع تحت سيطرة ما يسمى بالتحالف السعودي، ودفنهم هناك، حتى لاتتسع دائرة الغضب والضجيج في المحافظات السعودية بسبب ارتفاع الخسائر البشرية، ذلك إضافة الى تزايد الضغوط الاقتصادية على المواطن في مملكة آل سعود بسبب نفقات الحرب الباهضة والتي اضطر النظام السعودي على أثرها الى اتخاذ اجراءات تقشفية برفع الدعم عن أسعار المواد الأساسية مثل المواد الغذائية الأساسية، ورفع أسعار المحروقات، وايقاف العشرات عن المشاريع الانمائية الضخمة في البلاد، الأمر الذي دفع بالشركات المسؤولة عن انجاز هذه المشاريع الى تسريح المئات من العمال والمهندسين ما رفع نسبة البطالة في البلاد، التي تعاني أصلاً من هذه المشكلة بسبب سوء التخطيط وبسبب البذخ الذي يمارسه أمراء العائلة السعودية، وهو ما زاد الطين بله، فخوفاً من تفجّر الشارع في المملكة السعودية بسبب كل هذه المصائب التي جلبها سلمان وابنه للشعب، يحاول النظام امتصاص واحتواء هذا الغضب من خلال خداعه بأن الحرب يمكن أن تتوقف ويضع ذلك حداً، لمعاناة الشعب في المملكة ولمآسيه وكوارثه التي جلبها هذا العدوان على هذا البلد الجار والفقير.
3- محاولة النظام السعودي ومن يقف معه في هذا العدوان، تفكيك الجبهة الداخلية لأنصارالله وحلفائهم في المؤتمر الشعبي العام، باعتبار ان هذه الجبهة تشكل العمق الاستراتيجي لأنصارالله وللجيش اليمني، وتشكل السند الأساسي لأستمرار صمود وثبات أنصارالله والجيش في تلك الحرب ومقدرتهم على الصمود وكيل الضربات للعدوان السعودي ومرتزقته في كل الجبهات بما فيها جبهات نجران وجيزان وعسير داخل الأراضي السعودية. وذلك عن طريق خداع البعض من رموز سياسية ورؤساء قبائل وما اليهم، والذين يشكلون وجوداً مهماً في النسيج الاجتماعي للجبهة الداخلية لانصارالله وللمؤتمر الشعبي، فالبعض من هؤلاء بحسب الرؤية السعودية أو اعتقاد البعض ممن يشرفون على العدوان ان بهذه الخدعة يمكنهم دفع هؤلاء الرموز الى الضغط على أنصارالله والجيش، أو حتى الانفضاض عنهم وصولاً الى تفكيك الجبهة الداخلية للشعب،لكن مع كل هذه المحاولات أثبت ابناء الشعب اليمني الذين يقفون وراء أنصارالله والجيش اليمني، أنهم أوعى من أن تنطلي عليهم مثل هذه الخدع، فهم رغم كل هذه المحاولات، ورغم استخدام النظام السعودي للأموال لاستقطاب بعض رموز المجتمع ومنهم رؤساء القبائل المؤثرين في قواعدهم القبلية، رغم كل هذه المحاولات، وغيرها كثير الّا انها باءت بالفشل بالرغم مما يعانيه الشعب اليمني من الحرمان بسبب الحصار السعودي العدواني على اليمن، ومن المعاناة والكوارث كما أشرنا قبل قليل، فمازالت الجبهة الداخلية اليمنية متماسكة وتلتف حول مقاومة وتصدي أنصارالله والجيش للعدوان، وتمد المقاتلين المرابطين في جبهات القتال مع قوات العدوان الغازية، بالرجال والسلاح وبكل شئ، وهذا ما اعترف به الاميركان والصهاينة عندما وصفوا أنصارالله والجيش اليمني بالمقاتلين والأشداء والمتمرسين في القتال، بينما وصفوا الجيش السعودي بأنه نمر من ورق رغم تفوقه بالأسلحة الأمريكية المتطورة التي يمتلكها.
4- والأهم من ذلك كله، ان تحركات ابن الشيخ ربما جاءت للتغطية على استعدادات يحضرها قوى العدوان من اجل تنفيذ هجوم واسع وقد حصل أن فوجئ أنصارالله بمثل هذه الموجات، حيث لم يكونوا قد اتخذوا الاحتياطات اللازمة على خلفية تصورات ان التحركات الرامية الى ايقاف الحرب لا تستدعي التصعيد في العمليات الحربية، ولنعترف ان النظام السعودي حقق في بعض الجولات السابقة بعضاً من المكاسب الميدانية على خلفية هذه الخدعة، وفي المحاولة الجديدة، تتحدث التقارير بشكل متواتر ان الولايات المتحدة الأمريكية تواصل جلبها المزيد من قوات المارنيز والمزيد من القوات البحرية التي أخذت تستحدث لها قواعد عسكرية في جزيرتي سقطري وميون اضافة الى بعض جزر حنيش في البحر الأحمر، لتكون تلك القواعد نقاط انطلاق لحملة عسكرية ضخمة تشترك فيها قوات بحرية وبرية امريكية وسعودية وسودانية واماراتية وحتى صهيونية حيث أعلن مؤخراً عن انضمام سرب من الطائرات الصهيونية وبشكل علني الى طائرات العدوان على اليمن، تستهدف هذه الحملة ميناء الحديدة، لاحكام الحصار البري والبحري على الشعب اليمني ودفع أنصارالله والجيش اليمني الى الرضوخ الى الشروط الأمريكية الصهيونية السعودية لايقاف الحرب، باعتبار ان هذا الميناء هو المنفذ الوحيد الذي يتلقى منه الشعب اليمني المدد بالمواد الغذائية والوقود، والأدوية وما الى ذلك. وبالتالي فأن تحركات ولد الشيخ تستهدف خلق مناخات سياسية وأمنية مناسبة لانجاز هذه الحملة العسكرية، ولكن أنصارالله والجيش اليمني باتوا يعرفون هذه العقبة، وأعلنوا استعدادهم الكامل لمواجهة هذا التصعيد، أن ارتكب الاميركان وعملاؤهم حماقة وهاجموا ميناء الحديدة.
عبدالعزيز المكي
ارسال التعليق