السعودية تكافئ قائد حملة "الذباب الإلكتروني"
رغم دعوات الوساطة الكويتية بالتخفيف من الحملات الاعلامية وعدم استهداف الرموز والقادة فى مجلس التعاون، وفى تحد سافر لجهود الوساطة تم تعيين سعود القحطانى المستشار بالديوان الملكي السعودى وقائد "الذباب الإلكتروني"، في دول الحصار لتشويه قطر رئيسا لاتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات.
ويجئ هذا بمثابة مكافأة تحريضية للقحطانى.رغم تورطه فى فضيحة مع شركة تجسس ايطالية فضحتها وثائق ويكيليكس.
فقد أعلن المستشار في الديوان الملكي السعودي ورئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ، في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “وطن”:” بعد جهد طويل: وافق معالي أخي الغالي سعود القحطاني على رئاسة اتحاد الأمن الإلكتروني والبرمجيات.. مبروك لنا موافقة ابوخالد”. وأضاف في تغريدة أخرى: أخي وصديقي أبو خالد أشغاله ومسؤولياته لا تعد ولا تحصى ولولا قناعتي بألا أحد يمكن أن يؤسس هذا الاتحاد وينتقل به للعالمية لما أحرجته بالطلب”.
من جانبه رد “القحطاني” على تغريدات “آل الشيخ” قائلا: ” قدرني الله أن أكون على قدر التطلعات. وخالص الشكر لمعالي أخي العزيز أبوناصر على حسن ظنه. والشكر موصول لكل من بارك وهنأ. ولا أستغني عن دعمكم”.
الطريف ان ناشطين ردوا بنشر صورة جديدة تظهر لأول مرة للمستشار سعود القحطاني مختلفة عن الصورة الوحيدة التي يظهرها الإعلام السعودي، مما اثار سخريتهم منه.
وتولى “القحطاني” منذ فترة إدارة الحملات الإعلامية على مواقع التواصل التي تهدف إلى تلميع صورة ولى العهد لكن دوره برز بصورة كبيرة في الهجمة الإعلامية الحالية التي تشنها وسائل إعلام سعودية تابعة لولي العهد السعودي، على قطر، بالتعاون مع وسائل إعلام تابعة لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، وأخرى مصرية.
ويعمل تحت إمرة “القحطاني” جيش ضخم من المغردين (كتائب إلكترونية)، فضلا عن أعداد كبيرة من المخترقين (الهاكرز)، يستخدمهم في توجيه الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
من هو القحطانى؟
وكانت المواقع الاخبارية ومعها مواقع التواصل ومغردون قد فضحت انشطة القحطانى ودوره فى الحملة الشرسة لصالح القيادة السياسية فى المملكة ضد قطر؛ فكتبت انه يعرف الكثير عن عقيدته الفكرية ؛واما الاكاديمية والمهنية فلا يعرف عنه سوى انه كان معيدا في كلية البحرية ثم قفز إلى مستشار في الديوان. والتأمل فى ما نشرعن سيرته الذاتية بعد تعيينه في الديوان لن تجد شيئا، حتى وظيفة معيد في الكلية البحرية مطموسة لأنها لا تليق بمقامه العظيم.
واللافت أن القحطاني يكره أصحاب الشهادات العليا؛ ويغار منهم ولا تكاد تحصل فرصة في العمل أن يتفرعن عليهم إلا ويظهر حسده وغله فيهم!؛ لكن مما ينبغي الاعتراف به أنه قاريء نهم وصاحب تجربة “صحوية” محدودة قبل أن يدخل دياجير الضلال ويعتلي أعلى منصات عداوة الدين.
وبدأ القحطاني الكتابة فى موقع (ايلاف) تحت اسم “سعود عبدالله الجارح” ثم انتقل لصحيفة "الرياض" يكتب بنفس الاسم قبل أن يصبح الجو مهيأ لأن يكتب باسمه الصريح.
لم تكن الكتابة في صحيفة رسمية مشبعة لتوجهه المتصهين حيث تبقى فيها بعض الخطوط الحمراء؛ فقرر أن ينشيء منتدى حواريا “على كيفه” يصب فيه سمومه، وكان منتدى “طوى” المناهض للدين قد أقفل في 2004 لانه أضاف لانتقاد الدين هامشا بسيطا في انتقاد السلطة فكان لا مفر من إغلاقه فسنحت الفرصة له.
وهكذا بحث كتاب منتدى طوى الملاحدة والليبراليين عمن يتبناهم ويوفر لهم حماية حكومية فلم يجدوا أفضل من سعود القحطاني الذي كان أصلا متحمسا للفكرة. فانشأ بالتعاون مع صديقه محمد السيف موقع دار الندوة على نفس توجه طوى لكن بإقفال هامش انتقاد السلطة وفتح باب انتقاد الدين على مصراعيه. وانطلق موقع دار الندوة وكان سعود القحطاني يديره باسم "قصي بن كلاب" وقد استقطب كتاب طوى وكتابا آخرين ممن في نفس التوجه المعادي للدين.
وكان القحطاني يستفيد من علاقاته مع المسؤولين ليحقق سبقا صحفيا لمنتداه حيث يعلن عن القرارات الحكومية قبل إصدارها. ويتذكر متابعو موقع الندوة فى حملته التي شنها على د. الحامد ود. الفالح وعلي الدميني لتبرير اعتقالهم والأحكام الصادرة ضدهم. وفيما بعد تم تعيينه بالديوان الملكى. وبعد وفاة الملك عبدالله ظن الكثير أنه سيتم طرده لكن تبين لولى العهد أن القحطاني هو الشخص الذي يتمناه ويحقق له مراده. ولهذا تم تثبيته كمستشار بالديوان وأعطاه صلاحيات شاملة وشيكا مفتوحا وحصانة كاملة لمحاربة الإسلاميين وخصوم الدولة.
انتقادات المغردين
وتعرض القحطانى لانتقادات واسعة من نشطاء ومغردين بسبب هجماته على قطر؛ وقالوا انهلو لم يعرّف عن نفسه كمستشار بالديوان الملكى لربما مرت آلاف تغريداته دون أن يلتفت إليها أحد، ذلك لأنها تغريدات ضحلة المبنى والمعنى، ولا تنم عن عقلية واعية ومتزنة، شكلا ومضموناً، كما يستحيل تصنيفها إلا في خانة (التغريدات الشوارعية)، فهي تفتقر إلى الحد الأدنى من أخلاقيات المثقف، مهما اختلفنا معه أو عليه. واعتبروا تغريداته تتسم برعونةٍ لغويةٍ فاضحةٍ وسـذاجةٍ بيانيةٍ مفرطةٍ.. وعابوا عليه لغته واسلوبه غير المتزن فى هجومه ومنها مثلا معايرة قطر بصغر مساحتها الجغرافية قياساً إلى مساحة السعودية.
فضائحه على ويكيليكس
كما تداول نشطاء على تويتر جزءا من وثيقة نشرها موقع ويكيليكس للوثائق المسربة قبل عامين تظهر تواصل سعود القحطاني مع شركة تجسس إيطالية وتحتوي على حديث حول مفاتيح التشفير لأحد برامج التجسس المشتراة من الجانب السعودي. وجاء في نص رسالة ويكيليكس عزيزي السيد القحطاني «كان جيدا الحديث معك عبر الهاتف وكما اتفقنا سأرسل خلال 24 ساعة مفتاح التشفير واتفاقية الحفاظ على السرية للبدء في تبادل المعلومات السرية وسندعك تعرف الحل الذي نقدمه كشركة HT (هاكينج تيم) ونفهم ما تحتاج».
ارسال التعليق