"دموع المقابلة" تكشف.. ألحريري في الأسر
عنوان "الغموض تعمّق أكثر حول رئيس الوزراء اللبناني: رهينة أو حرّ؟"، نشرت مجلّة "نيويوركر" الأميركية تقريرًا للصحافية روبن رايت، تناولت فيه استقالة الرئيس سعد الحريري، والمقابلة الخاصّة التي أجرتها الإعلامية بولا يعقوبيان معه مساء الأحد.
وقالت رايت: "لا يزال الشرق الأوسط غارقًا في فيلم واقعي حول مصير الرئيس سعد الحريري الذي استقال فجأة، على قناة سعودية في 4 تشرين الثاني بعدما استدعي الى الرياض". وأضافت: "الحريري أعرب عن خشيته من محاولة الإغتيال وانتقد حزب الله وإيران.
وبعد ذلك، حافظ على صمته في المملكة. خلال 8 أيام تكاثرت نظريات المؤامرة، تعمّقت التوترات الإقليمية وزادت المخاوف من إندلاع حرب جديدة".
وذكّرت رايت بالصفحة الأولى من صحيفة "الأخبار" التي نشرت عليها صورة الحريري وكُتب عليها "الرهينة"، مشدّدة على أنّ "إختفاء الحريري الغامض وحّد قادة لبنان، فالرئيس ميشال عون رفض إستقالة الحريري حتّى يقدّمها بنفسه، و السيد حسن نصرالله قال في خطاب متلفز إنّ الإستقالة غير دستورية، لأنّها حصلت تحت الإكراه.
وتحدث سياسيون عن شكوكهم حول تداعيات الإستقالة. حتّى أنّ الماراثون الذي أقيم في بيروت الأحد تحوّل الى سباق من أجل حريّة الحريري، كما أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدخّلت، وجاء في بيان للبيت الأبيض أنّ الحريري شريك موثوق به ودعا جميع الدول إلى احترام سيادة واستقلال لبنان، وتمّ تفسيره عل أنّه "لوم" للسعودية".
وأتت استقالة الحريري ضمن إجراءات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والهادفة الى تعزيز قيادة المملكة في الشرق الأوسط، بحسب الكاتبة التي تحدثت أيضًا عن الحكومة واستقبال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية.
وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة إن "الواقعية السياسية كلّفت الحريري منصبه. استدعي الى السعودية، ثمّ قدّم الإستقالة كالإملاء، اللغة منصوصة، منع من العودة الى بيروت، واتصالاته كانت محدودة"، ولفتت الكاتبة الى ما نقلته وكالة "رويترز" عن أنّه جرت مصادرة هاتفه، إلا أنّ بيان ترامب الذي صدر السبت حرّك الوضع، موضحةً أنّ "لبنان كان لعقود ساحة معركة بين مصالح المتنافسين في الشرق الأوسط".
وعن المقابلة الخاصّة، تضيف الكاتبة أنّ الحريري اتصل بيعقوبيان من أجل المقابلة، وخلال إجرائها قال إنّه حر بمغادرة السعودية وإنّه سيعود الى بيروت خلال أيّام وأنه يرتب الإجراءات الأمنية أولاً، كما قال إنّ لديه عائلة وأنّ الملك سلمان بن عبدالعزيز يعتبره كابن له، وأنّ الأمير محمد بن سلمان يحترمه وأمن لبنان أساسي لهما، وقال إنّه أراد إحداث صدمة إيجابية عبر الإستقالة.
وتعلّق الصحافية هنا بالقول: "لغة الحريري كانت غامضة، غير واضحة، ويعقوبيان أوردت أدلّة مثيرة للإهتمام كالقول إنّ هزّة أرضية كبيرة وقعت في العراق، وذلك لكي تؤكّد أنّ المقابلة مباشرة. وسألت الحريري عن ساعته "آبل"، فأجاب الحريري أنّها موجودة. ولفتت الكاتبة الى أنّ الحريري حبس دموعه.
وبرأي الكاتبة، فالمقابلة لم تفعل شيئًا يذكر لتوضيح الغموض، كما أنّ بعض القنوات اللبنانية رفضت بثّ المقابلة بسبب الشكوك بأنّ الحريري تحت الضغط.
ارسال التعليق