الى وزير دفاع ال سعود.. عن إي شيء تدافع
سعى "المجلس إلى رفع مستوى قواته المسلحة لتكون سدا منيعا ودرعا واقيا لمواجهة المخاطر والتهديدات، وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة، وحماية المصالح الوطنية والموارد الاقتصادية"، هذا الكلام هو لوزير دفاع ال سعود خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، قاله يوم امس الثلاثاء خلال ترؤسه الاجتماع الاعتيادي لوزراء الدفاع بدول مجلس تعاون في مدينة الرياض.
بالرغم من ان لكل الدول لحق في ان تعزز قواتها المسلحة ورفع مستواها، لدرء الاخطار والدفاع عن أمنها، وحماية مصالحها ومواردها الاقتصادية، ولكن في حالة المجتعين في الرياض يوم أمس الثلاثاء، هناك شيء ما غير طبيعي لا بد من الوقوف امامه قليلا.
اولا، لا ندري ما حاجة هذه الدول، وخاصة السعودية، المثل هذه الاجتماعات، التي تتحدث عن دور قواتها في تعزيز امنها والدفاع عن مصالحها، في الوقت ان هناك "دولا عظمى" تسهر ليل نهار على امنها، من خلال زرع عشرات القوعد العسكرية على ارضيها، والتي تضم عشرات الالاف من الجنود، وتنتشر في مياهها الاساطيل البحرية وحاملات الطائرات، كما تجوب الاقمار الاصطناعية التجسيسية سماءها، والتي تنسق مع انظمة الدفاع الجوي، وهي بالعشرات، على الارض، في مقابل تقاسم هذه "الدول العظمى" مصالح وموارد وثروات شعوب المنطقة!!.
ثانيا، عندما ترتبط الامارات والبحرين بعلاقات استراتيجية عسكرية وامنية مع الكيان الاسرائيلي، الذي يعتبر التهديد الاول والاخير للدول والشعوب العربية والاسلامية في المنطقة، وعندما ترتبط السعودية، بعلاقاات اقوى من تطبيعية، مع هذ الكيان، ترى من هي الجهة التي تهدد هذه الانظمة والتي تستوجب كل هذ الوجود الاجنبي على اراضيها وفي بحار المنطقة؟.
ثالثا، من الوضح ان الحديث عن "عدو" وهمي مختلق، بات ذريعة لاستجلاب القوات الاجنبية، الى المنطقة لا من اجل الدفاع عن امنها وشعوبها ومواردها وثرواتها، بل لحماية هذه الانظمة من شعوبها، التي تعيش في واد وتلك الانظمة في واد اخر، فليس هناك من شعب عربي مسلم، يقبل ان يقيم علاقات مع عدو الامتين العربية والاسلامية، ولا ان يحول ارضه الى قواعد عسكرية تضم عشرت الآلاف من الجنود، ولا ان تتقاسم ثرواتها مع هؤلاء الجشعين الطامعين.
ارسال التعليق