إذ أردت أن تحكم في السعودية.. عليك أن تدفع في أمريكا
كشفت صورة شكوى المسؤول الأمني السعودي سعد الجبري، الذي يقاضي محمد بن سلمان بتهمة محاولة قتله، والتي نشرتها الصحفية الامريكية "فيكي وارد"، عن بعض ما يجري في دهاليز قصور ال سعود، والدور الامريكي الطاغي فيها وفي تفاصيلها.
شكوى الجبري كانت بابا للصحيفة الاستقصائية الامريكية، للوصول الى السبب الحقيقي وراء إعطاء ابن سلمان ملياري دولار لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رغم رأي صندوق الاستثمار السعودي المشكك في جدوى هذا الأمر اقتصاديا، بسبب قلة خبرة كوشنر.
هناك من تحدث عن سببين وراء ما قام به ابن سلمان:
الاول : "امتنان" ابن سلمان لدور كوشنر في التقارب السعودي الأمريكي خلال عهد ترامب.
والثاني: المراهنة على أن ترامب سيعود إلى البيت الأبيض في انتخابات الرئاسة المقبلة. إلا ان صحيفة فيكي وارد أوضحت في تحقيقها، ان هذين السببين ليسا فقط ما يقف خلف حقيقة الأمر، وإنما هناك سبب أكبر وحقيقي دفع ولي العهد السعودي إلى أن لا يتردد في دفع هذا المبلغ لكوشنر، وهو مكافأته على دوره في إزاحة محمد بن نايف من طريقه.
تحقيق فيكي وارد، كشف عن ان كوشنر هو الذي قطع الطريق على دعم حكومي أمريكي من أعلى المستويات لمحمد بن نايف، وذلك عندما حاول الاخير القيام بانقلاب قانوني في السعودية في عام 2017، لانه كان يعتقد حينها أنه يتمتع بما يكفي من المساندة داخل ما يسمى مجلس الوزراء لكي يحصل على دعم في إحداث تغيير في نظام الحكم، إلا ان كوشنر والمقربين منه في البيت الابيض وشوا لمحمد بن سلمان وأطلعوه على خطط ابن نايف، فتم التدخل على عجل لإحباط المخطط.
طبقا لثلاثة مصادر مطلعة، اكدوا لفيكي وارد ، ان تدخل كوشنير في شؤون العائلة الملكية السعودية هو الذي أسخط المسؤولين في المخابرات الأمريكية، وجعلهم يحظرون على كوشنر الحصول على تصريح أمني يتيح له الاطلاع على الأسرار العليا.
اللافت ان الصحفي جوناثان آلتر محلل قناة "أم اس ان بي سي" الامريكية، كشف أن الرقم الأصلي الذي منحه ابن سلمان لكوشنر كان في الواقع 10 مليارات دولار وليس 2 مليار دولار.
ما كشفت عنه فيكي وارد، ليس سوى قمة الجبل الجليدي، للطريقة التي يدار فيها الحكم في السعودية، حيث يتنافس امراء ال سعود على خدمة امريكا، او بالاحرى خدمة من هم في البيت الابيض، من اجل ضمان الوصول الى الحكم او الاحتفاظ بكرسي العرش، ويبدو ان امريكا عادة ما تقف الى جانب من يخدمها اكثر ويدفع لها اكثر، ولكن لو كان هذا حال حكم وحكام أغنى دولة عربية، ترى كيف هو حال الحكم والحكام في دول مثل البحرين والامارات و..؟!.
ارسال التعليق