ابن سلمان خطط لاختطاف واغتيال الكثيرين لخوفه من عدم الحصول على التاج
كشف كاتب وصحفي مختص بالشؤون الأمنية في صحيفة واشنطن بوست أن اغتيال جمال خاشقجي له ارتباطات بخلافات أعضاء العائلة المالكة في السعودية. وأورد الكاتب الأمريكي ديفيد أغناتيوس معلومات مثيرة بعد موت العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز وقال إن العامين الذين أعقبا ذلك شهدا صراعًا بين جناح عبد الله وجناح سلمان للسيطرة على الحكم ووصلت تداعيات ذلك إلى واشنطن وسويسرا والصين. وأضاف الكاتب أن ابن سلمان تحول للعدوانية وبات أكثر قلقًا بدءًا من ربيع 2017 وجند عملاء للاستخبارات السعودية داخل الديوان للتخطيط لعمليات خطف للمنشقين في الخارج والداخل وفق ما أشار خبراء أمريكيون واحتجز البعض في أماكن سرية. وقد وصل الأمر به للطلب من أفراد حوله بالديوان خطف أحد أبناء الملك عبد الله أثناء زيارته لبكين عام 2016. وأشار الكاتب إلى أن السعوديين استخدموا أساليب استجواب قاسية، وهو تعبير مخفف عن التعذيب لجعل الأسرى يتحدثون. وأُجبروا على توقيع إقرار مفاده أنهم في حال كشفوا عن أي مما حدث فإنهم سيدفعون ثمنًا باهظًا.
وأوضح الكاتب: قتل خاشقجي من قبل فريق تم إرساله من البلاط الملكي والذي كان جزءاً من هذه القدرة على العمل السريع والتي تم تنظيمها قبل 18 شهرًا. ويعتقد الكاتب أن صحافة خاشقجي الاستفزازية قد أساءت إلى ولي العهد الذي مال للحكم المطلق بشكل متزايد ليصدر أمراً “بإعادته” في يوليو 2018 وهو أمر لم تفهمه المخابرات الأمريكية إلا بعد ثلاثة أشهر وذلك بعد اختفاء خاشقجي في إسطنبول. وراقبت واشنطن هذه الحرب الوحشية وأصبح جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره، مستشارًا قريباً لـ MBS. ( لقب يطلق على ابن سلمان) وزار كوشنر ابن سلمان في أواخر أكتوبر 2017 في رحلة خاصة ومن الممكن أنهما ناقشا المكائد بين أفراد العائلة المالكة. وبعد أسبوع على زيارة كوشنر في 4 نوفمبر نظم MBS انقلاب داخلي اعتقل خلاله أكثر من 200 من الأمراء السعوديين ورجال الأعمال واحتجزهم في فندق الريتز في الرياض. ووضعت خطط الاعتقالات بعناية من مقربين جدًا من MBS . ولفت الكاتب إلى أن الأمير تركي الابن الطموح للملك الراحل عبد الله تصدر قائمة أعداء MBS في انقلاب الريتز وقد نقل إلى واشنطن وبكين مخاوفه من القرارات الشاذة التي يتخذها MBS. ولا يزال تركي في الأسر وتوفي كبير مساعديه العسكريين اللواء علي القحطاني في الحجز.
وبعد نقل الملك عبد الله من روضة خريم لمستشفى الحرس الوطني كان أبناؤه ومقربون منه يناقشون إمكانية تسمية ابنه متعب ملكًا. وبعد وصول سلمان للمستشفى ومطالبته برؤية أخيه أخبره خالد التويجري بأنه يستريح في حين أن الملك عبد الله كان قد مات. وكشف أنه حينما علم الملك سلمان بالحقيقة كان غاضبًا للغاية وسمعت صفعته للتويجري بردهة المستشفى ونقل فيما بعد للريتز ومازال قيد الإقامة الجبرية بعد استرداد جميع ما حصل عليه من أموال بعهد الملك عبد الله. وقال إنه قبل وفاة الملك عبد الله وحينما لاحت مسألة خلافته في الأفق بدأ عدد من أبنائه بنشر أجهزة تجسس صينية على عدد من القصور الملكية ومنها في منافض السجائر وغيرها للكشف عن المخططات بشأن نقل السلطة. وأردف الكاتب، في هذا التوقيت ظهر اسم سعود القحطاني بقوة في المشهد، حيث ساعد سلمان وابنه بتعزيز السلطة، وقد كان معسكر سلمان يشك بأمر القحطاني في البداية لأنه عمل مساعدًا للتويجري، وتعرض للضرب ولكنه سرعان ما أثبت ولاءه لابن سلمان مع رغبة بالانتقام. ووجه القحطاني، سيده الجديد بن سلمان، إلى قائمة محتملة من المخططين للانقلاب، وفي النهاية خلص المحققون في واشنطن إلى أن القحطاني، بصفته مديرا للعمليات المتعلقة بالمعلومات، ساعد بتنظيم جريمة خاشقجي. وأوضح الكاتب أن فريق الملك سلمان بدأ بلعب السياسة العائلية الصارمة منذ الأسبوع الأول من توليه السلطة حيث أزال مرسوم ملكي اثنين من أبناء عبدالله، تركي ومشعل، من مناصبهما، ليبرز بعد ذلك ابن سلمان، المصاب بداء الارتياب.
ارسال التعليق