
السلطات السعودية على أعتاب تطبيع مخزي
تحت دخان الحرب في غزة، يولد مشروع جديد لا يتحدث عن وقف إطلاق النار فحسب، بل عن إعادة رسم وجه المنطقة.
المبعوث الأمريكي توم باراك خرج برؤيةٍ وُصفت بأنها “خارطة إعادة التشكيل السياسي بعد الحرب”، تتجاوز حدود غزة لتفتح ملفات التطبيع، ونزع سلاح حزب الله، وعودة سوريا إلى الطاولة من بوابة جديدة اسمها “الإعمار”.
في منشور مطوّل على منصة “إكس”، قال باراك إن السعودية باتت أقرب من أي وقت مضى إلى التطبيع مع الاحتلال، وإن “المرحلة التالية” تشمل لبنان وسوريا، واصفًا قمة شرم الشيخ الأخيرة بأنها “اللحظة المفصلية في الدبلوماسية الشرق أوسطية الحديثة”.
ما بدأ كهدنة في غزة، تحوّل وفق رؤيته إلى مشروع شراكة اقتصادية يقودها ترامب، هدفها إعادة إنتاج النظام الإقليمي عبر “السلام الاقتصادي” بدل الحلول السياسية.
لكن خلف الخطاب الناعم تختبئ أجندة أكثر صلابة: نزع سلاح حزب الله في لبنان، وفتح الباب أمام دمشق لتطبيعٍ محتمل مع إسرائيل مقابل رفع كامل للعقوبات الأمريكية. باراك دعا الكونغرس صراحةً إلى إلغاء قانون قيصر، معتبرًا أن “سوريا أنهت مرحلة العقاب وتستحق فرصة الشراكة”، في إشارة واضحة إلى تحوّل في المزاج الأمريكي تجاه النظام السوري.
وفي ختام رؤيته، كتب باراك بوضوح: “إيران أضعف، والسعودية على أعتاب الانضمام الرسمي، ومع تحرك الرياض سيتبعها الآخرون”. بكلمات أخرى، واشنطن تعيد ترتيب أوراق الشرق الأوسط بمزيج من السلام الموعود والصفقات المؤجّلة.
فخطة باراك ليست مبادرة دبلوماسية عابرة، بل خارطة جديدة لمشرق يُعاد تشكيله على وقع التطبيع والإعمار وتفكيك موازين القوة القديمة. والسؤال الذي يبقى: هل هي حقًا “شراكة للسلام”؟ أم صفقة لإعادة إنتاج الهيمنة… بشكل أكثر أناقة؟
ارسال التعليق