
غموض مريب يلف التكاليف مشروع بوابة الملك سلمان
مشروع بوابة الملك سلمان” هكذا يروّج الإعلام السعودي لمشروع بناء 900 ألف مصلّى جديد في مكة ضمن مساحة لا تقل عن 12 مليون متر مربع.
المشروع الذي يأتي في وقت تتعثّر فيه المشاريع السعودية، يثير المخاوف بشأن تحويل بيت الله الحرام إلى استثمار عقاري، تحت شعار زيادة الطاقة الاستيعابيّة، بينما تبقى تفاصيل التكلفة والجدول الزمني طيّ الكتمان. فهل نحن أمام حملة تهجير جديدة لكن هذه المرة باسم الدين؟
الواقع أنه لم يتم الإعلان عن أسماء الشوارع المستهدفة إلا أنها تقع في الناحية الشمالية للمسجد الحرام ثم سيمتد المشروع ليشمل منطقة مكة المكرمة بأكملها، وفي زلّة تكشف نوايا الهدم وتنفيذ المشروع النجدي القائم على إزالة التراث الإسلامي في مكة والمدينة، قُدّم المشروع على أنه تحويل مكة لعاصمة حضارية وعالمية، وهو ما يأتي في إطار مساعي السلطات لإزالة كل التراث غير النجدي كما جرى سابقًا بارتكاب جرائم هدم في الكدوة، وحي النكاسة، وحي حوش بكر، وغيرها العشرات.
وعلى الرغم من الادّعاء بأن المشروع سيُحتفظ بالهوية التاريخية للمكان، إلا أن توسعة شاسعة بهذا الحجم تعني حُكمًا طمس الثقافة العمرانية الأصيلة، وتحويلها إلى واجهة استثمارية. وهنا لا بد من السؤال، ما هو مصير سكان المنازل والأحياء التي سيمر المشروع بها؟
كل ذلك يطرح تساؤلات، هل هذا التوسّع يخدم الحجّاج حقًا وهو نتيجة حاجة فعلية؟ أم صُمّم للربح وتغيير الهوية الثقافية للحرمين الشريفين؟ في جميع الأحوال، يُمثّل المشروع ترسيخاً لسلطة محمد بن سلمان الذي يتحكّم بالاقتصاد، والثروات والعمران دون حسيب ولا رقيب.
ارسال التعليق