الهالووين حلال والمولد النبوي 'بدعة'.. على كتاب سلمان وسُنّة ابنه
نجح النظام السعودي في جعل عيد المولد النبوي الشريف بدعة، يخرج مفتي البلاط ليحذر من إحيائه بوصفه "من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان"، ونجح في تحويل البلاد إلى مرتع لصنوف مناسبات الفسق والمجون!
وحرمت هيئة كبار العلماء السعودية في عهد ولي العهد محمد بن سلمان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وفي المقابل حللت الاحتفال بالهالوين، الذي لا يمت لديننا الحنيف بصلة لاسيما وأن السعودية تعتبر بلد الحرمين الشريفين.
وغير النظام السعودي البلاد كثيراً، هذا صحيح، لقد نجح في تحويل البلاد إلى مرتع لصنوف مناسبات الفسق والمجون، حيث تتراقص الإناث والذكور في الساحات العامة في بلاد الحرمين الشريفين.
يريد نظام آل سعود تحويل فئة الشباب خصوصاً إلى فئة هامشية بعيدة عن القضايا الأساسية المتعلقة بالحريات السياسية والحقوقية، وربط هذه المفاهيم لديها بحرية التعري والرقص. تسطيح العقول وإفراعها هي خطة محكمة ينفذها محمد ابن سلمان باتقان.
وثمة قناعة ثابتة بدأت تتشكل لدى مواطني الجزيرة العربية بأن النظام السعودي يرهن ورقة الدين في مشروعه المستقبلي لحكم البلاد والعباد. صحيح أن المنظومة الدينية لم تكن يوماً من الأيام مستقلة عن المشروع السعودي العام، ولم تكن في يوم من الأيام دينية بالمعنى الحقيقي للكلام، إلا أنه حتى كونها ورقة لعب خدمت مصالحه تاريخياً، لا يتورع النظام السعودي عن التخلي عن هذه الورقة في سبيل تمكين حكمه.
وللمفارقة، فإن ممارسة الهالوين في مفهومة الأميركي الأصلي، هو أن يلبس الأشخاص الأقنعة المخيفة والغربية مصحوبة بموسيقى صاخبة. أما في حالة النظام السعودي، فإنه مع “ويكند الرعب” قد خلع عنه قناعه المخيف ورداءه الأسود وظهر على حقيقته، حيث الدين بالنسبة له مطية حتى لو كان مشوهاً، فظهر وجهه الحقيقي أكثر رعباً، ورداؤه الأصلي أكثر قتاماً، كيف لا وهو الذي يعبد طريقه إلى العرش وإلى رضا واشنطن ماسخاً أفكار ومعتقدات جيل شاب بأكلمه، جعله يتمايل ويتحزم ويرقص في الشوارع، بدل الانكباب على تحصيل حقوقه الأساسية والقتال من أجلها.
وترافق ترويج النظام السعودي للانفتاح وتخفيف بعض القيود الاجتماعية، مع زيادة ملحوظة في القمع السياسي، مع حملة قمع ضد المعارضة المحلية أدت إلى سجن مئات الكتاب والنشطاء والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب المليارديرات ورجال الدين وأفراد العائلة المالكة.
ارسال التعليق