اهدرا مليارات السعودية على التآمر وتصفية وتشويه الخصوم
حيّر صعود نجم أشخاص معدومي الخبرة والكفاءة أمثال سعود القحطاني (40 عاماً)، ورجل الأمن السابق الذي بات يدير دفة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ (37 عاماً) كثير من المحللين الذين لم يجدا فيهما أية مؤهلات تقربهما من قمة السلطة سوى دموية الأول وخفة دم الثاني .. فتم تعيينهما مستشاران في الديوان لرفع الأمير محمد بن سلمان إلى سدة الحكم وتمويل حملات اعلامية والكترونية مسعورة لتشويه خصومه.!.
وعيّن القحطاني، الذي يحمل شهادة ليسانس في الحقوق وله موهبة شعرية، في الديوان الملكي قبل ما يزيد عن 10 سنوات ، قبل ان يصبح بؤرة الأضواء مع صعود نجم بن سلمان .
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية : اكتسب القحطاني إدراكاً عميقاً لأسرار العائلة الملكية، حتى إن بعض أعضائها وبعض من يرتبطون بها يقولون إنه استغل ذلك فيما بعد لمساعدة ولي العهد السعودي في التخطيط لصعوده الشخصي ولتصفية خصومه.
وأصبح القحطاني المروّج الرئيسي للأمير محمد. وقد دعا أتباعه على تويتر، الذين يبلغ عددهم 1.36 مليون مستخدم، إلى المشاركة في إعداد قائمة سوداء بأسماء أعداء المملكة، ثم قاد الهجمات الجماعية ضدهم عبر السوشيال ميديا، مستخدماً أتباعه الذين يُطلق عليهم منتقدوه اسم «الذباب الإلكتروني». وقد اكتسب بسبب عمله ذلك ألقاباً منها «سيد الذباب الإلكتروني »، «السيد هاشتاج» و»ستيف بانون المملكة العربية السعودية».
وتقول صجيفة نيويورك تايمز : إن من أهم المهام التي أوكلت إلى القحطاني وآل الشيخ احتجازهما لمحمد بن نايف في يونيو 2017، والضغط عليه وتهديده طوال الليل حتى وافق على التخلي عن حقه بالعرش، ثم إطلاق القحطاني حملة شائعات ضد محمد بن نايف تزعم أن إدمانه على الكوكايين كان وراء خلعه.
وأكد التقرير أن الرجلين لعبا دوراً جوهرياً في حملة الشتائم ضد قطر منذ إعلان الحصار عليها في الشهر نفسه، كما أرغم القحطاني شبكة «MBC» على وقف بث المسلسلات التركية بسبب دعم تركيا لقطر، مما كلف الشبكة خسائر كبيرة، ثم أقنع ولي العهد بأن ينفق أكثر من 100 ألف دولار على إعلانات تلفزيونية أميركية ضد قطر.
وتقول الصحيفة : عندما احتجز ولي العهد العشرات من رجال الأعمال وعدداً من أقربائه في فندق ريتز كارلتون بذريعة مكافحة الفساد، لعب الرجلان دور المحققين لإجبارهم على التخلي عن جزء من ثرواتهم.
ونقلت الصحيفة عن أصدقاء وأقارب بعض أولئك المعتقلين أنهم تعرفوا على أصوات القحطاني وآل الشيخ أثناء استجوابهم وهم معصوبو الأعين، أو لمحوهما في أروقة الفندق.
قيصر الإعلام الاجتماعي
بعد تصفية الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول ، أعلنت السلطات اعتقالها لكامل أعضاء الفريق الثمانية عشر، لكنها اكتفت بإلقاء بعض اللوم على القحطاني، «قيصر الإعلام الاجتماعي» كما يسميه التقرير، فرغم فقدانه لقبه مستشاراً بالديوان الملكي فإنه لم يفقد نفوذه على ما يسمى بالذباب الإلكتروني الذي يغرد لصالح محمد بن سلمان.
أما آل الشيخ فكان في نيويورك لتلقي العلاج الطبي أثناء اغتيال خاشقجي، وفقاً لبعض المقربين منه. ومنذ ذلك الحين تجنب الأضواء، ما يزيد من التكهنات بشأن تقليص صلاحياته وسط حالة الغموض التي تكتنف مصير محمد بن سلمان نفسه.
وخرجت النيابة العامة السعودية، قبل يومين ،برواية جديدة مهترئة حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، تعترف فيه لأول مرة بتقطيعه وان استخدمت لفظ “ تجزئته” تخفيفاً لوطأة الحقيقة الدموية في أذهان الشعوب ، وتتهم فيه 11 شخصاً بالمشاركة في جريمة القنصلية، 5 منهم متورطون بحسب النيابة بشكل مباشر في الجريمة.
وللمرة الأولى ضيّقت السعودية دائرة الاتهام، فحمّلت «رئيس فريق التفاوض» مع خاشقجي المسؤولية الأولى عن عملية القتل، في إشارة إلى ضابط الاستخبارات السعودي ماهر المطرب.إذ أعلن المتحدث باسم النيابة العامة في الرياض، شلعان الشلعان، أن مَن أمر بقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول هو «رئيس فريق التفاوض معه».
تبرئه القحطاني
وبدا واضحاً من بيان النيابة العامة السعودية، التأكيد على براءة سعود القحطاني، المستشار الشخصي لولي العهد السعودي من جريمة القتل نهائياً.. حيث قالت النيابة إن دور القحطاني كان الاجتماع بالفريق المكلف بإعادة خاشقجي، في إشارة إلى أنه لم يأمر بالقتل.
وتتناقض هذه المعلومات مع ما نُشر من تسريبات التسجيلات، ففي تقرير لها أفادت وكالة رويترز أن سعود القحطاني أدار عملية قتل خاشقجي الوحشية، في القنصلية السعودية في إسطنبول، من خلال إعطاء أوامر مباشرة عبر سكايب.
ونقلت الوكالة عن مصدر استخباراتي تركي، أن القحطاني قال نصاً للفريق السعودي : “أعطني رأس هذا الكلب”.
ويبدو من الرواية السعودية الجديدة محاولة إبعاد تهمة القتل التي شغلت العالم وأغضبت حلفاء السعودية، ليس فقط عن ولي العهد السعودي، بل عن الدائرة المقرَّبة منه، في محاولة لغلق الباب تماماً أمام أي محاولة لاستدعاء اسم ولي العهد مرة أخرى.
طال عمره
أما تركي آل الشيخ، 37 عاما، فقد عيّن رئيساً للهيئة العامة للرياضة في السعودية في سبتمبر 2017، كما يشغل منصب مستشار بالديوان الملكي، ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي والاتحاد العربي لكرة القدم..
وكانت لآل الشيخ له طريقة أخرى في شق طريقه نحو ولي العهد السعودي ، فقد عبر من خلال روح الدعابة حيث وصفته النيويورك تايمز بـ” المهرج “ و” الونيس “ وصاحب الولاء الشديد لولي العهد ، ولذلك كافأه محمد بن سلمان بميزانية لا حدود لها لجعل المملكة منافساً دولياً في التنس والملاكمة وكرة القدم وغيرها من الرياضات، كما بلغ طموح آل الشيخ استقدام أبطال المصارعة الحرة الأميركيين للعب على حلبات الرياض.
وقد حاول آل الشيخ بأمواله اختراق بلداً بحجم مصر عبر تمويل النادي الأهلي العريق، وعندما فشل في ابتلاع النادي وصف نفسه بـ “ شوال الرز” قبل ان ينشيء نادياً منافساً سماه «بيراميدز»، وأطلق قناة رياضية خاصة، لكن الجماهير تصدت لأحلامه وهتفت بشتائم لاذعة لـ “ طال عمره” دفعته للانسحاب بملياراته من مصر .
ارسال التعليق