مقدمه المواطن
...................
بسم الله الرحمن الرحيم
4- إفادة المواطن /ف.ق.ق (منسوخة حرفياً كما وردت في خط يده )
المقدمة:
حضرة صاحب السمو الملكي سيدي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتقدم لسموكم الكريم أنا المواطن /..........
سعودي الجنسية بالحفيظة رقم ............ سجل مكة المكرمة . وكنت من الموقوفين في سجن الرويس بجدة في الفترة من 17/8/1416هـ حتى 23/1/1419هـ أثناء حملة القبض والبحث على مفجري العليا بمدينة الرياض . وهي سنتين ونصف تقريباً .
خرجت بعدها وأنا محطم بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معاني محطماً نفسياً وجسدياً ومادياً وحتى عقلياً . ولديّ تقارير بذلك وأثناء وجودي بالسجن عافانا الله وإياك وجميع المسلمين من البلاء عامة .
وبعد خروجي حمدت الله عز وجل أولاً وآخراً على خروجي حيث كنت أتوقع عدم خروجي من هذا المكان الذي لايوصف وإن وصف فلا يصدق .
تفصيل الإفادة:
عندما أخذت من مكتبي بتاريخ 17/6/1416هـ أخبرت بأنني سوف أقضي ساعات قليلة ثم العودة . إلا أنها كانت سنوات . مكثت ثلاثة أيام انفرادي بعدها بدأ التحقيق بالسؤال عن قصة حياتي ثم فترات الجهاد في أفغانستان حتى تاريخ القبض عليّ وأخبرته خلالها أنني خرجت من مستشفى الملك فهد بجدة 2/6/1416هـ بعد إجراء عملية جراحية في الكبد والبنكرياس بعدها سألني عن علاقتي بكل من أسامة بن لادن و ح س وأبو إ. ت وأخبرته بكل معلوماتي عن هؤلاء إلا أن الإجابة لم تكن تعجبه . فقام المحقق نفسه الرائد (م. س) بوضع الكلبشات في يدي ثم قام بتعليقي على الباب وسحب الكرسي من تحتي حتى بقيت معلق على مفصل كف اليد _ فأخذت بالصراخ لامن ألم يدي فقط ولكن لشعوري بتقطيع في بطني من جهة العملية الجراحية فقد أخبرته بذلك وقلت وأنا في شدة الألم أنني سوف أموت . فقال بالحرف الواحد ( أنا عندي أمر من وزيير الداخلية بأن أفعل بك إللي أبغاه وأن أقتلك وأدفنك وأقل لأهلك هذا قبره . فأنا هنا أسير ) ثم بقيت على هذه الحالة قرابة الثلث ساعة أو أكثر بعدها جاء بخيزران وأخذ يضربني وأنا على هذه الحالة ( آثار التعليق موجودة حتى الآن )وكنت أصرخ بأعلى صوتي من الألم ثم نظرت إلى يدي فإذا هي سوداء فقلت وأنا أصرخ سوف تنقطع يدي فقال (أقلك أقتلك تقول يدك عساها تنقطع ) ولم أكن أحتمل فلا أعلم ماذا قلت في ذلك اليوم فكنت في حالة ذهول ورعب وألم لم أكن أحتمله . بعدها أخذ يضغط عليّ نفسياً حتى انتهاء اليوم . ثم طلبني في اليوم الثاني ورأيت في ذلك اليوم ما لم أكن أتوقع أن يكون في أي سجن من سجون في العالم فضلاً على أن يكون في دولة الإسلام الوحيدة على وجه الأرض . فظل الرائد (م. س) يحقق ويضرب من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الحادية والنصف مساءً ومحاضر التحقيق تشهد بذلك . ومما رأيته في ذلك اليوم لا يمكن أن يوصف في عجالة أو كتابة إلا أن يروى . تعليق.ضرب بالسياط . تهديد بإحضار الزوجة .تهديد بالكهرباء . رش الشاهي والقهوة حارة على جسمي مباشرة ووضعي في الفلكة وأخذ يضرب بالسياط هو ومن معه يناوبون على ضربي وهم أكثر من خمسة عشر فرد لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة وهو يعلم مابي من آلام العملية ولكن عندما ينزع الله الرحمة من قلب عبد فلا حول ولاقوة إلا بالله . فالله هو القوي المنتقم الجبار . ثم قام بتعريتي وهددني بفعل الفاحشة فكان دائماً عند وعوده وتهديداته فأصابني رعب فوق رعب فقد كان يريد أي اعتراف بأي شيء حتى أنه وصل بي الحال ( أكرمك الله ) أتبرز في ملابسي وأتبول من شدة الألم والضرب ويشهد العساكر الموجودين في ذلك الوقت . حتى أخذت أقول مالم أفعل ولا أعتقد ولاأفكر به فقط مجرد كلام ليوقف الضرب والتعذيب . هذا فضلاً عن السب والتفل والإهانة وكل أنواع الإذلال ومازادني حسرة وألم أن ذلك كله كان يفعل باسم وزير الداخلية شخصياً ويتكرر ذلك ( أنا عندي أمر من الوزير) فوصل بي الحال مالا يعلم إلا الله حتى أنني قلت على سبيل المثال ولسموكم أن تتخيل ( أنني لدي تنظيم لقلب الحكم وأنا الرجل الأول لأسامة بن لادن ولدي تنظيم لقتل الأمريكان واغتيال كبار الشخصيات وما شابه ذلك حتى يوقف عني العذاب فقد كنت أريد الموت والحكم عليّ بالقتل فالموت إهون مما أنا فيه . وهو مقتنع شخصياً أن ذلك لم يكن في تفكيري فضلاً على أن يكون واقعاً . حتى هو لم يكن يتوقع أن أقول إذا كتب مثل هذا الكلام . والدليل على ذلك أنه طلبني بعدها لتغيير ذلك في مكتب التحقيق بعدها حقق من جديد ويعذب ويضرب ويهدد ويقول أنت تزور العملة وتدعم الحركات الإرهابية في العالم ولدي تقرير بذلك . ثم أعترف بما يريده تماماً مثل سابقه ثم يعاود ويضرب ويعذب من أجل كتابة مايريد بنفس الأسلوب ثم يقول أنت من كبار تجار السلاح بالمملكة وذلك لأنني دللت أحد الأصدقاء على شراء سلاح أثناء حرب الخليج . وكل ذلك بنفس الأسلوب ضرب إهانة تهديد تعليق . ثم يستشهد باعترافات وأكاذيب مسجونين ومعذبين مثلي عليً ويستشهد باعترافاتي وأكاذيبي على غيري وهكذا ويشهد بذلك كل من وقع تحت سطوته وجبروته . ومن ضمن الأسئلة المضحكة المبكية أثناء الضرب والتعذيب أنه قال من معك في تفجير الرياض فقلت كنت لتوي خرجت من المستشفى أي قبل 15 يوماً وجراحي مازالت مفتوحة . فقال أعلم ذلك فأنت لم تفجر ولكن أنت العقل المدبر للتفجير فقلت نعم أنا العقل المدبر للتفجير (كنت أريد الموت وقتها ) فهذا الإعتراف يؤدي بي إلى القصاص وأنا أعلم ذلك . ولكن الموت أرحم من هذا العذاب فظل يضحك هو ومن معه في الغرفة . ومثل ذلك كثير ولكن لا أريد كثرة التكرار وإشغال سموكم بهذا .
وهنا أقول لسموكم الكريم أنني غير معصوم من الخطأ والزلل فقد اعترفت في إقراري دون إكراه أنني استقبلت نشرة من نشرات المسعري . ولم أكن على علم بحقيقته حتى اطلعت على فتوى كبار العلماء وسألت إخواني فأجابوني أنه خارجي ومغرض ومن أخطائي أن أبو إ. ت. عرض عليّ أفكار حول إخراج الأميركان من البلاد لأنهم سوف يحتلون البلاد فلم أوافقه ولم أبلغ عنه . وكتبت ذلك في قراري ( تم إجباري على ذكر أنني وافقته في ملحق إضافي بالإقرار ) وإجباري أيضاً على أنني كنت أفكر في تزوير العملة وتم إجباري على التصديق على ذلك وقد أوضحت للقضاة أن ذلك افتراء وأخذ بالقوة . واعترف لسموكم أن هناك أخطاء وتجاوزات يمكن أن يقع بها أي إنسان ولكن هذه الأخطاء لايمكن أن تقدر كجرائم يحاكم عليها أصلاً . وأنا في نهاية التحقيقات اعترفت بخطأي وخير الخطائين التوابون ولكن التغييب في السجون لهذه المدة والتعذيب والحرمان من النوم لعدة أيام – والتهديد بإحضار الزوجة والتهديد بالكهرباء والسب والإهانة والحبس الإنفرادي لمدة ستة أشهر –والحرمان من الزيارة . والأمراض الجسدية والأمراض النفسية من جراء التعذيب والتسهير – والخسائر المادية والأسرية . والتعذيب النفسي والجسدي – كل هذا لايرضاه الله ولا رسوله ولا سموكم وقد كنت أعلم أن سموكم لايرضى هذا قبل أن أسجن ولكن بعد خروجي كان لديّ اعتقاد جازم أن ما حدث لي بعلم سموكم بل بأمر سموكم شخصياً . لذا لم أكن أستطيع أن أشتكي وأتذمر أو أرفع معاناتي إلا أن الدكتور / محسن العواجي طمأنني على حرص سموكم على معالجة هذه التجاوزات بالطريقة المناسبة بعد معرفة الحقائق وأنني أشكر لسموكم الكريم حرصكم على ألا يتعدى على حرمات المواطنين وأنا هنا أناشد سموكم بوضع حد لهذه التجاوزات التي تسيء إلى سمعة البلاد وتباعد قلوب الأمة عن ولاة الأمر وإعطاء الفرصة للمغرضين لتشويه سمعة البلاد من الداخل والخارج .
وهنا أكتب لسموكم الكريم ملخص للتجاوزات ومالحق من ضرر من جراء إيقافي وسجني لمدة سنتين ونصف .
أولاً : الضرر الجسدي : التعذيب الشديد بالتعليق والضرب بالسياط والحرمان من النوم والحبس الإنفرادي لمدة ستة أشهر والتعرية الكاملة والتهديد بفعل الفاحشة وإحضار الزوجة والتهديد بالكهرباء ولازالت الآثار موجودة في بدني حتى الآن ، وقال لي الرائد (م. س) بالحرف الواحد ( إنني لو أردت أن أجعلك تسجد للشمس لفعلت ) وقد أصبت بعدة أمراض نفسية وجسدية كالإحساس الدائم بالرعب الشديد والإكتئاب النفسي ( يوجد تقرير من مستشفى الصحة النفسية ) ، وإصابتي في الظهر ومفاصل اليدين بسبب التعليق على الباب ( يوجد تقرير من مستشفى الملك فهد بجدة ) ، إصابتي بالقولون العصبي وإرتفاع في ضغط الدم ( يوجد تقرير بذلك ) ، إصابتي في الخصية ( أكرمك الله ) ومراجعة طبيب المسالك البولية ، فتق في الحجاب الحاجز بسبب التعليق ومراجعة عيادة الباطنية والجراحة ( يمكن إحضار تقرير بذلك ) .كل ما حدث لي مذكور في ملف مستشفى الملك فهد للفترة من 29/5/1416هـ حتى تاريخ خروجي 23/1/
1419هـ .
ثانياً: الضرر المادي :
- خسارة مالي كله بسبب تصفية جميع مشاريعي التجارية وهي ما يقرب من مليون ونصف مليون ريال ( يوجد ميزانيات بذلك ) من مكتب محاسبة قانوني .
- تراكم الديون حتى بلغت نصف مليون ريال حتى تاريخ خروجي وازدادت هذه الديون بسبب قلت ذات اليد ( يوجد طلب من المحكمة الكبرى بجدة بمبلغ 625 ألف ريال من أحد الدائنين).
- انتهاء تأشيرات عمالة دون الاستفادة منها خلال فترة التوقيف وهي حوالي 25 تأشيرة وحاولت جاهداً تجديدها دون جدوى.
- حرماني من السفر وتفويت فرص تجارية يمكن أن تعوضني بعض خسائري.
- تفريق الشركاء التجاريين والأصدقاء من حولى بعد علمهم بأنني مسجون بالمباحث العامة وعدم التعامل معي بعد خروجي .
ارسال التعليق