هل تمنع المعارضة الملكية ابن سلمان من تولي العرش
نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالا للكاتبة السعودية والأستاذة في معهد الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، الدكتورة مضاوي الرشيد، أوضحت فيه أن المعارضة من داخل العائلة السعودية الحاكمة قد تطيح بولي العهد محمد بن سلمان وتمنعه من اعتلاء العرش.
وقالت الكاتبة، إنه في الوقت الذي احتفل فيه السعوديين بنهاية عام 2021 بصخب في الصحراء. اختفى الملك سلمان الذي لم يره أحد منذ شهور وسط الشيخوخة وصحته الهشة من الحياة العامة.ووفقا للكاتبة، فإنه مع التأكيد على ان محمد بن سلمان هو الحاكم الفعلي للسعودية. إلا أن الملك سلمان ل يتنازل عن الحكم وسيبقى ملكا حتى وفاته. على الرغم من أنه قد لا يكون لائقًا بدنيًا لتلقي التجديد السنوي لقسم الولاء الذي كان سيحدث عادةً هذا الشهر، بمناسبة مرور سبع سنوات على حكمه.
وأوضحت الكاتبة، أنه على المستوى المحلي من المقرر أن يواصل محمد بن سلمان تنفيذ سلسلة من السياسات السياسية والدينية المثيرة للجدل والتي قد تطارده عندما يتولى منصبه رسميًا في حالة وفاة الملك.
لافتة إلى أن سيناريو الكابوس الأكبر لديه هو المعارضة الداخلية داخل آل سعود، حيث من غير المؤكد أن لديه إجماع من العائلة المالكة لتأكيده كملك في المستقبل.
وأشارت الكاتبة إلى ظهور فضائح مؤخرًا حول اعتقاله وتعذيبه لعدد من الأمراء المنافسين، بمن فيهم ولي العهد المخلوع محمد بن نايف وأبناء الملك عبد الله.
حيث كشفت مزاعم رئيس المخابرات السابق سعد الجبري، الموجود الآن في المنفى في كندا، عن أسرار محرجة حول محادثات مع محمد بن سلمان عندما هدد باستهداف الملك عبد الله بخاتم مسموم .
ونوهت الكاتبة إلى ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز بأن بن نايف تعرض للتعذيب، بما في ذلك تعليقه بالمقلوب من كاحليه. لافتة إلى أنه من الواضح أن الصورة القديمة لمحمد بن سلمان وهو يقبل يد ولي العهد المخلوع قد تم نسيانها.
واعتبرت الكاتبة أن مستقبل ولي العهد السابق محمد بن نايف يبقى في يد أسياده الأوائل في واشنطن. أي وكالة المخابرات المركزية، الذين لم يتدخلوا حتى الآن لتجنيبه هذا الإذلال غير المتوقع.
أفراد العائلة المالكة المهمشة:
وأكدت الكاتبة في مقالها أن محمد بن سلمان يريد موت غريمه محمد بن نايف، لكن هذا لن يحل مشكلته الأكبر. حيث أن هناك أفرادًا من العائلة المالكة الساخطين الذين استاءوا من تهميشهم التام منذ عام 2015.
ولفتت إلى انهم جميعًا يظلون صامتين في الوقت الحال ، خائفين على حياتهم. متسائلة: ولكن كيف سوف يكون هذا هو الحال لفترة طويلة؟.
وأوضحت أنه من غير المرجح أن يشن الأمراء المتنافسون تمردًا ضد ولي العهد؛ لأنهم أصبحوا جميعًا بلا أسنان. إلا أنه ومع ذلك، لا يمكن استبعاد الاضطرابات التي ستطارد محمد بن سلمان لفترة طويلة.
وعددت الكاتبة ما ارتكبه “ابن سلمان” من جرائم تمثلت في قتل الصحفيين واحتجاز المعارضين، أو تركهم مهملين وحرمانهم من الرعاية الطبية في السجن حتى وفاتهم.
وأشارت إلى أن التعذيب في الأنظمة الملكية يعد أمرًا شائعًا ويمكن أن يستمر لفترة طويلة. لكن خلق الانقسامات داخل الأسرة الملكية يعد تحديًا مختلفًا وأكثر خطورة.
كما استبعدت الكاتبة أن يواجه ولي العهد تمردًا مفتوحًا، لكنه سيظل يطارده احتمالية اغتيال في المستقبل.
وقالت: “لا يمكن لأي أمير منافس أن ينظم انقلابًا سريًا، لأنهم حُرموا جميعًا من القوة العسكرية. لكن مؤامرات القصر قد تصبح خيارًا لتخليصهم من أمير شاب متعجرف لا يرحم.”
العامل الوهابي:
اعتبرت الكاتبة أنه إذا كان من المحتمل ان يواجه ابن سلمان تمردا في الأسرة. فإنه يمكن للأمراء المتنافسين بالتأكيد الاعتماد على جيش من الوهابيين المحبطين والغاضبين المتشددين. الذين شاهدوا انهيار إمبراطوريتهم الدينية التي بنيت على مدى قرن من الزمان. حيث كان الوهابيون المخلصون هم العمود الفقري لآل سعود. الذين عهدوا إليهم بتدجين السكان العرب، وتلقينهم عقائدهم في أكثر التقاليد الدينية راديكالية، وضمان طاعتهم للأمراء.
وعلى الجانب الآخر -بحسب الكاتبة- استفاد الوهابيون من معونات الدولة السخية والوظائف والامتيازات والهيبة. مؤكدة انهم “كانوا حقًا حراس العالم الحكماء” الذين يجب طاعتهم من قبل السكان المترددين. وكانت أحكامهم مدعومة بالقوة العسكرية.
وأوضحت ان آل سعود والوهابيون عملوا معًا كجوقة. عزفوا على ألحان بعضهم البعض باسم خدمة الله والملك. إلا أن هذا لم يعد الآن بعد أن أصبحت المملكة مقبرة لرجال الدين .
ووفقا للكاتبة، بدأ محمد بن سلمان في تغيير هذه العلاقة التاريخية عندما شرع في مشروع للقضاء على الوهابيين من الحياة الدينية والعامة ، واستبدل خطبهم وتهديداتهم بمعاقبة المخالفين بحفلات البوب والهتافات.وتساءلت الكاتبة: “إلى متى يمكن للوهابيين المفصولين أن يتحملوا رؤية مملكتهم الإلهية تغرق في الفجور، المعروف تاريخياً بالفساد الغربي؟. مشيرة إلى أنه ربما تكون عودة طالبان إلى كابول الصيف الماضي بعد عقدين من الاحتلال الأمريكي قد أعطت الأمل للوهابيين السعوديين المهينين.
واعتبرت أنه من المؤكد أن الوهابيين سيعودون بالانتقام ، وسيكون هناك دماء، لأن إحياء التعصب يأتي دائمًا كطوفان عنيف.
لكن هذا سيعتمد على كيفية استجابة الشباب السعودي لإحباطاتهم بسبب نقص الوظائف والفرص الاقتصادية، والتضخم المرتفع، والمزيد من الضرائب والمصاعب المالية.
إذا شعروا أنه ليس لديهم حصة في المملكة الجديدة ، فلن يخسروا شيئًا بالتركيز على مرشديهم الوهابيين القدامى.بحسب مضاوي الرشيد
واختتمت الكاتبة قائلة:”قد ينجح محمد بن سلمان قريبًا في أن يصبح ملك المستقبل. لكن هذا لن يأتي دون تحديات جدية. إن الطريقة التي يدير بها مختلف القوى التي استفزها وأذلها ستحدد ما إذا كانت خلافته ستؤدي إلى بزوغ فجر جديد أو مشاكل جديدة. ”
ارسال التعليق