الإعلام المصري يهاجم السعودية ويتّهمها بالخيانة
استمرارًا للمكايدات السياسية والحرب الكلامية بين مصر والسعودية، كتب صحيفة "فيتو" المصرية في أقسى "مانشيت" ينال من السعوديين مقالًا بعنوان"خيانة الأشقاء".
وجاء في المقال المذكور: "السعودية تموّل حرب المياه على مصر بدعم إضافي لسدّ النهضة"، مشيرة الى تصريحات لخبراء قالوا فيها: "الرياض تمارس دبلوماسية المكايدة".
وفي السياق نفسه، كتب الصحفي المصري عبد اللطيف المناوي في صحيفة "المصري اليوم" مقالًا استهلّه بالقول: "الأكيد أن ردود الفعل التي تتّسم "بالمكايدة" ليست هي الأسلوب الأمثل للتعبير عن الغضب، وأنا أبدأ هذا الجزء من توصيف وتفسير العلاقة المصرية السعودية بهذا الوصف، تعليقًا على الزيارة التي قام بها مستشار العاهل السعودي إلى أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، وهي الزيارة الثانية في أسبوع لمسؤول سعودي كبير".
وأضاف: "وهنا لا تعليق على سعي الدول لتحسين علاقاتها، ولكن التعليق هنا على أمرين: الأول هو ذلك الاكتشاف المفاجئ لأهمية إثيوبيا سعودياً، والثاني هو تلك الزيارة التي لم تكن مدرجة على برنامج الزيارة إلى سد النهضة. والأكيد أن من يصنع القرار في السعودية يعلم تمامًا ماذا تعني هذه الزيارة لهذا المشروع تحديدًا. والأكيد أيضًا أن سفارة السعودية في القاهرة قد رفعت من بين الكثير مما ترفع تقريرًا عن مدى حساسية موضوع سد النهضة، وكيف يمكن للمصريين العاديين أن يستقبلوا مثل هذه الزيارة".
وتابع المناوي: "في ظل الظروف الطبيعية كان من المفترض استخدام الرغبة السعودية في الاستثمار في إثيوبيا وتنسيقها مع دول أخرى في هذا الشأن، كان المتوقع أن يتم استخدام هذه العلاقة في إيجاد سبل لإخراج العلاقة المصرية الإثيوبية من المأزق الحالي بسبب سد النهضة، لا أن يستخدم السد الأزمة كوسيلة للمكايدة بزيارة لمسؤول سعودي، هي في الأساس زيارة غير مدرجة في البرنامج، ولكن فريق "الكيد" في إحدى مناطق صناعة القرار السعودي وجدها فرصة لممارسة مهامه "الكيدية". لا أظن، وأعتقد أن كل العقلاء في المملكة يشاركونني، أن هذا الأسلوب فى التعبير عن الغضب هو الأسلوب الأمثل، وأثق بأن العقلاء في المملكة- وأظن أنهم كثر- يتحفظون على هذا الأسلوب في التصعيد مع دولة "شقيقة"، فَلَو كان هذا هو التعامل مع الأشقاء، إن اختلفوا، فكيف التعامل مع الأعداء؟!".
وأردف: "يعلم صانع القرار في المملكة أن هناك أزمة حقيقية مع إثيوبيا في موضوع سد النهضة، ويعلم هؤلاء أن مفاوضات صعبة وضغوطا كبيرة تُمارس على مصر في هذا الموضوع. وأظنهم يعلمون أيضا أن أحد أهم المتعاونين مع أديس أبابا في هذا الملف هو "دولة" ظلت منذ إنشائها العدو رقم واحد لكل الأنظمة العربية، وهي إسرائيل، بل إن إظهار العداء لها وتهديدها بالويل والثبور وعظائم الأمور ظل لعشرات الأعوام لغة خطاب قادة عرب استخدموها، أي اللغة ومحاربة إسرائيل سبب وغطاء لشرعيتهم.
الغريب الآن أن تتوافق مواقف دول "شقيقة" مع موقف "دولة" عدوة – أو كانت عدوة – الوضع الطبيعي والمتوقع كان أن تحاول مصر أن تجد دعماً من أشقاء لهم علاقات مفهومة وطبيعية للضغط لإيجاد حل للأزمة الحالية، وذلك لرفع هذه الأزمة عن كاهل الدولة عمود الخيمة العربية، وهي مصر، والتي لا ينبغى أن يسمح أحد من "أشقائها" بأن تتعرض لهزة تؤثر في استقرارها".
ارسال التعليق