إبادة في غزة ومجون الخليج وبعض الدول العربية
بقلم: مريم بوزيد سبابو / ٭ كاتبة جزائرية...
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في كامل البلاد العربية بسخط كبير مع احتفالات بعض البلدان العربية المتزامنة مع إبادة غزة، بالذات، وكان السخط متمركزا على موسم الرياض واحتفالات «الهالوين» في دول الخليج العربية، والتي وصفها رواد منصات التواصل الاجتماعي بكل الصفات، وهذه السنة، كان صعبا التغاضي عن مثل هذه الاحتفالات في عز أحزاننا المتفاقمة وعجزنا المخجل أمام إبادة المدنيين في غزة.
وقد أنكر البعض فتاوى تحرم احتفالات المولد النبوي، بينما تصمت على «احتفالات الهالوين»!
وعن هذا نقرأ على صفحة «رصيد الاحسان»: «دول عربية تحتفل بعيد القديسين وهو تقليد مسيحي قديم، وأحد شيوخها ينكر علينا كليبيين احتفالنا بمولد رسولنا الكريم، بحجة أنه بدعة، أكل العصيدة فيه حرام وبدعة، ولم نسمع له همسا على هذه البدعة الضالة المضلة، التي يفعلها أبناء بلده في التشبه بأفعال بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي»!
ويضيف صاحب المنشور: «ولا ننسى طبعا غناء وتمايل بالرقص على مسارح دولة التوحيد. يفتون على حسب المزا»!
كما علق، صاحب منشور رمز لصفحته على فيسبوك «كل_شيءx كل شيء»: «هالوين بدول عربية وتضامن مع فلسطين في لندن»!
وبتهكم مر، علقت العديد من الصفحات على فيسبوك على هذا الأمر بالقول: «هالوين في بلد الإسلام، إن شاء الله نلحق نعمل عمرة أو حجة قبل ما يرجعوا يعبدوا الأصنام».
بعد التطبيع العربي مطالبة بالتعويض!
بعد 50 عاما يعود يهودي للمغرب ليطلب أرضه، الخبر الذي شغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المغربية، ينشر «وحيد عزايزية» مقطعا لأحدهم على تطبيق «تيك توك»، جاء فيه: «رجل يهودي عاد بعد 50 سنة للمغرب، وبالضبط إلى شمال المغرب، مدينة «طنجة» ومعه وثيقة تثبت أن أرضا بمساحة 14 هكتارا كانت ملكه، المشكل أن هذه الأرض أصبحت حيا يدعى «حي بن كيران، حومة الشوكة»، هذا الحي تم فيه بناء مئات من المنازل، يعني هو حي مكتظ بالمنازل، وفي هذه الأيام توصلت هذه العائلات باستدعاء من المحكمة أن الأرض، التي تم فيها بناء منازلهم، تعود لملكية شخص آخر، وأردف كلامه المصور في فيديو، بمقطع للنائب التونسي الصافي سعيد، على «قناة التاسعة تي في» التونسية، الذي كان قد صور منذ سنوات جاء فيه: «إسرائيل ماذا تريد منك؟ تريد منك اعترافا وثانيا، تنتقل إلى مرحلة أخرى، تطلب التعويض، تعويض أملاك اليهود، اليهود الذين تقول أو تدعي أنهم طردوا في 48 وفي 67، هي تدعي وعاملة قائمة في تعويضات في الدول العربية، أسمع، هذا أخطر موضوع، باش يجوك لدارك اللي في زغوان يقولولك هذه أملاك يهود، إي نعم وانتظر وسترى، كي نقولك أنا كلمة سكرها حطها في مخك، تونس مطلوبة في تعويضات في حوالي 75 مليار دولار كأملاك اليهود، مزارع، بيوت، كنائس، يعني الكنيس نتاعهم، مطلوبة ليبيا في 120 مليارا، مصر مطلوبة، المغرب مطلوب، الجزائر مطلوبة».
ويضيف «الصافي» بالاعتراف تنتهي الخصومة، ويبدأ مسار المطالبة بالتعويضات وبضغوطات أمريكية غربية، والقائمة موجودة وستقدم لهيئة الأمم المتحدة، كما عوضتها ألمانيا يعوضها العرب».
بدأت تتحقق توقعات النائب التونسي الصافي سعيد بشأن الصهاينة. وكتب محمد أفقير: «في عام 1976 صدر قانون بعدم اسقاط الجنسية عن اليهود المغاربة، الذين غادروا المغرب في اتجاه إسرائيل، بالتالي فإن جميع اليهود الذين غادروا هم مغاربة، هناك من باع أملاكه وهناك من تم الاستيلاء على أراضيه إلى حد الآن من طرف اللوبي العقاري، وأصابع الاتهام توجه إلى موظفي الدولة المشرفين على هذا الجانب، ولكن ما زال في ملكية اليهود.
قبل ثلاثة أيام ظهرت شركة يملكها يهودي من أصول مغربية في مدينة طنجة (على ما يقوله الناس) ويريد استرجاع أملاكه. إذا كانت هذه هي الحقيقة، والشخص صاحب الأرض عنده ما يثبت أن الأرض له فقد نرى في الأعوام المقبلة ثلة من اليهود يريدون استرجاع أملاكهم الخاصة في مدن عدة، منها فاس والصويرة والدار البيضاء ومراكش».
ويضيف أفقير: «هناك من يسيس مثل هذه الأمور، ويقول إن المغرب سيرجع مثل غزة إثر تهجير السكان الذين هم حاليا يستغلون الاملك اليهودية، لذا فعليهم قراءة التاريخ اليهودي في المغرب، وحاليا نعتبر أكبر بلد إسلامي يتواجد فيه اليهود». لا مجال للمقارنة بين غزة المقاومة ومن يريد تسليم أرضه تحت حجج واهية، يمكن لليهود أن يصبحوا، حسب مثل هذا الرأي هم أصل المغرب وشمال افريقيا، وتفتح لهم «السيرة» بعقود الملكية المزورة لتأكيد أحقية الملكية. إذا كان هذا رأي مغربي، فرأي «اليهود المغاربة» مختلف، حسب ما جاء على صفحتهم على فيسبوك: «قضية» حومة الشوك» في طنجة هي قضية بين مغاربة حول قطعة أرض والقضية في المحكمة منذ أكثر من 10 سنوات ما فيها لا يهودي ولا إسرائيلي ولا مريخي ولا عفريتي، المحكمة توجه استدعاء لساكنة الحي لإيجاد حل وسط مع الشركة العقارية المغربية، والتي أصحابها مغاربة مسلمون لديهم وثائق الملكية لتلك الأراضي. على السلطات المغربية التعامل مع كل غبي ينشر الاشاعات الكاذبة حول الموضوع». من نصدق ومن نكذب؟
أما «رمزي عطوي» فكتب منشورا جاء فيه إن شركة عقارات إماراتية هي من تولت إثارة دعوى قضائية ضد سكان الحي، مستندة إلى مالك يهودي هجرها إلى إسرائيل منذ خمسين سنة، ويملك حجة ملكية تفيد أنها أرضه فقام باستغلال عودة العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية – المغربية، حيث قام بإجراء تحديث لشهادة ملكيته، ثم أدخل معه الشركة الإمارتية شريكة معه، وأقاموا دعوى قضائية انتصروا بها في طورها الابتدائي والاستئنافي، وبالتالي صدرت قرارات بالإخلاء الفوري لحي بن كيران كاملا، والذي يقطنه أكثر من ألفي ساكن». إنهم يفصلون كل شيء على هواهم، والطامة الكبرى أن هناك من الدول العربية من يسهل لهم هذا!
ارسال التعليق