الإعلام السعودي يطلق نيران مدفعيته الاعلامية على تركيا
سلّطت وكالة “الأناضول” التركية الضوء على رفع وسائل الإعلام السعودية من وتيرة معاداتها لتركيا في الآونة الأخيرة، مؤكدة أن هذا العداء بات معلوماً لدى كثيرين. وقالت الوكالة في تقرير مطول لها: إن اللغة العدائية زادت لدى هذه الوسائل الإعلامية، كما تسارعت اتهاماتها وافتراءاتها تجاه أنقرة.
وبيّن التقرير أن هذا يأتي خصوصاً بعد وقوف تركيا إلى جانب قطر في مواجهة الدول الخليجية التي فرضت حصاراً على الدوحة، بزعامة السعودية والإمارات، فضلاً عن موقفها من قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وفي هذا الإطار يقول التقرير: “يمكن اعتبار تعدي وسائل الإعلام السعودية بأنه وصل لدرجة تجاوزت تحريف الحقائق التاريخية، من خلال وصفها الإمبراطورية العثمانية بـ"دولة داعش الأولى"، وهو ما شكّل “القطرة التي أفاضت الكأس”.
كما حملت هذه الوسائل لواء استهداف الرئيس التركي أردوغان مؤخراً، بعد موقفه الأخير من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، في مارس الماضي، وأدت زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى نيوزيلندا عقب الهجوم إلى موجة انزعاج أخرى لدى وسائل الإعلام السعودية، وقالت الأناضول: إن الغريب في الأمر أن الإعلام السعودي توجّه لتلفيق بعض “الاحتمالات التي دفعت تركيا للتضامن مع ضحايا المجزرة”.
ويتابع التقرير: “إننا نواجه إعلاماً سعودياً بعيداً كل البعد عن المنطق والتفكير، حيث ربط مؤخراً بين مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ومُعاداة تركيا، فصحيفة عكاظ ركّزت جهودها في استنتاج تحليلات سخيفة حول دوافع تضامن تركيا مع الضحايا، بدلاً من التركيز على صمت المجتمع الدولي وازدواجية معاييره، ومكافحة موجة معاداة الإسلام الآخذة بالصعود في الغرب”.
وفي الوقت الذي كان فيه العالم برمّته يُعلن الحداد على أرواح ضحايا المجزرة، كتب هاني الظاهري، الكاتب في صحيفة عكاظ، مقالة بعنوان “ذيل الطربوش الأحمر في مجزرة نيوزيلندا”، في إشارة إلى الدولة العثمانية أو تركيا. وادعى الظاهري تورّط تركيا في مجزرة المسجدين، ما دفعها إلى التحرّك فوراً عقب الهجوم، وتوصّل إلى استنتاج “خارق” مفاده بأن أردوغان استغل الحادثة ليظهر بمظهر الرئيس المسلم الوحيد الذي يهتم بمشاكل المسلمين. وفي هذا السياق، أشار الظاهري إلى قاعدة “ابحث عن المستفيد” البسيطة، زاعماً أن تركيا خرجت بالفائدة من المجزرة. ولفت إلى أن منفّذ الهجوم الإرهابي أجرى زيارة إلى تركيا سابقاً، وأنه قام بالعملية بعد أقل من 48 ساعة من طلب البرلمان الأوروبي تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد.. وفي نفس الصحيفة، كتب حمود أبو طالب مقالة بعنوان “تركيا على خط حادثة نيوزيلندا.. لماذا؟”، أعرب فيها عن دهشته من موقف تركيا ورئيسها تجاه قضايا العالم الإسلامي. وسرد أبو طالب بعض الاحتمالات “الطريفة” الكامنة وراء زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى نيوزيلندا عقب الهجوم مباشرة، أولها “تعاون تركيا مع القاتل”، ومحاولتها إخفاء هذه العلاقة، والاحتمال الثاني الأكثر طرافة هو انتهاز أردوغان للحادثة كي يعطي تصوّراً أنه الزعيم المُسلم الوحيد الذي يهتم بقضايا المسلمين. مقالة أخرى في الصحيفة حملت عنوان “السياحة في إسطنبول، والقتل في نيوزيلندا”، للكاتب محمد الساعد، حاول فيها تأليف رواية جريمة من خلال طرح عدة تساؤلات مثل “الأسباب التي دفعت منفذ الهجوم لزيارة تركيا”.
ويرى التقرير أن التوجه الجديد في مُعاداة الدولة العثمانية هو قيام وسائل الإعلام السعودية والإماراتية باستضافة “أشباه المؤرّخين”، وجعلهم يعملون على تضليل الشارع العربي من خلال استهداف الدولة العثمانية ورموزها بادعاءات باطلة. ويشير تقرير وكالة الأناضول الرسمية، إلى أن معظم وسائل الإعلام السعودية يملكها أفراد العائلة الملكية بشكل مباشر أو غير مباشر.
ارسال التعليق