أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي غضبا عارما في مصر والعالم العربي، بعد أن أظهر رجل أمن سعودي يعتدي بالضرب على معتمر مصري وزوجته داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة، في مشهد صادم أثار تساؤلات حول سلوك الأجهزة الأمنية داخل أقدس بقاع المسلمين.

ويُظهر الفيديو الذي لا تتجاوز مدته دقيقة مشادة كلامية بين رجل الأمن والمعتمر المصري، قبل أن يقدم الأول على مدّ يده على المعتمر ورفع صوته أمام زوجته، فيما رد المعتمر بهدوء قائلاً: “إيدك ما تتمد، أنا بكلمك بكل ذوق واحترام، المفروض تتعامل كده انت كمان”.

وطلب المعتمر من زوجته توثيق الحادثة قائلاً: “صوّري.. إحنا بنتبهدل في السعودية من فرد الأمن”، ما جعل الفيديو ينتشر بسرعة كبيرة على منصات التواصل، مصحوبا بموجة استنكار واسعة.

وعبّر ناشطون عن استيائهم من تصرفات رجال الأمن داخل الحرم، معتبرين أن ما جرى يعكس نهجا متزايدا من التعسف والتعامل المهين مع الزوار والمعتمرين، خصوصا من الجنسيات العربية.

وطالب ناشطون، وزارة الخارجية المصرية بالتدخل العاجل وفتح تحقيق رسمي مع السلطات السعودية، مؤكدين أن الاعتداء على معتمر داخل بيت الله الحرام هو تجاوز خطير لا يمكن تبريره مهما كانت الأسباب.

ويرى حقوقيون أن الحادثة ليست معزولة، بل تعكس واقع القبضة الأمنية الصارمة في السعودية، حيث يُمنح أفراد الأمن سلطات مفرطة دون رقابة حقيقية، حتى داخل الحرم المكي، الذي يفترض أن يكون رمزا للأمن والسكينة لا للعنف والإهانة.

وفي ظل صمت رسمي سعودي حتى الآن، تتواصل المطالبات الشعبية والإعلامية بمحاسبة المعتدي وضمان احترام كرامة المعتمرين والحجاج، مؤكدين أن حرمة الحرم لا تُصان بالشعارات بل بالأفعال.