في خطوة دبلوماسية لافتة، افتتحت كينيا قنصلية عامة في مدينة جدة في 3 نوفمبر، لتكون ثاني بعثاتها الرسمية في البلاد بعد السفارة في الرياض.

جاء الافتتاح الذي ترأسه وزير الخارجية كورير سينجوي في وقتٍ تتزايد أعداد العمال الكينيين في البلاد، ولا سيما في قطاع الخدمة المنزلية، إذ تشير التقديرات إلى أنها بلغت 200 ألف.

منذ سنوات، غادر آلاف الكينيين أرضهم الخضراء نحو الخليج، يحملون الأمل في حياةٍ أفضل، لكن كثيرين وجدوا أنفسهم عالقين بين جدران صامتة من الانتهاكات والعزلة.

تقارير حقوقية حديثة، من بينها تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2025، رسمت صورة قاتمة لمعاناة العاملات المنزليات الكينيات في السعودية، من مصادرة الجوازات إلى العمل دون أجر، والتوظيف الخادع، والاحتجاز.

فيما سبق ووثّقت وزارة العمل الكينية أنه بين عامي 2020 و2022 جرى تسجيل أكثر من 175 حالة وفاة لمواطنيها في السعودية.

ورغم أن كينيا تمتلك سفارة في الرياض، فإن البعد الجغرافي عن جدة والذي بلغ أكثر من ألف كيلومتر جعل من الصعب على الكثيرين الوصول إلى الدعم القنصلي.

لذلك، لم يكن افتتاح القنصلية مجرد خطوة دبلوماسية، بل نداء إنساني يمدّ يده إلى العمال الكينيين المنتشرين في السعودية، لعلهم يجدون فيها نافذة أمان وسط الغربة.