خاشقجي قبل اغتياله: التخلي عن هويتنا الإسلامية سيفكك السعودية
تنبأ الصحفي الراحل "جمال خاشقجي"، بـ"تفكك" السعودية، بسبب تخليها عن موروثها الثقافي الإسلامي والانصياع نحو أفكار محمد بن سلمان قبل التغلب على الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وهو التنبؤ الذي كان السبب في اغتياله.
هذا التنبؤ جاء في كتاب "رؤية مواطن 2030" للإعلامي "جمال خاشقجي"، والذي سلط برنامج "خارج النص" الذي بثته قناة "الجزيرة" القطرية، الضوء عليه.
والكتاب هو عبارة عن سلسلة مقالات كتبها "خاشقجي" في صحيفة "الحياة"، قدم فيها رؤيته لاحتياجات المواطن الأساسية (اقتصاديا واجتماعيا)، معتبرا أنها بمثابة أولوية للمواطن العادي تسبق ما تضمنته رؤية "بن سلمان" من أفكار.
وتضمنت تلك المطالب توفير السكن والوظيفة وتعليم منافس وأمان صحي وأرصفة ومواقف للسيارات وملاعب لكرة القدم وحدائق عامة، بالإضافة إلى حق الحصول على المعلومة والمشاركة في القرار المحلي.
وتضمن الكتاب أيضا انتقادا مبطّنا لرؤية "بن سلمان"، حيث كتب: "لقد قلبت نص رؤية 2030 أبحث فيه عن المشاركة الشعبية ولكن لم أجدها وتمنيت لو جرى تضمينها بشكل أو بآخر فهي السبيل في تحقيق الرغبة المشتركة في وطن طموح، مواطن مسؤول".
وتنبّأ "خاشقجي" في كتابه الأخير بـ"تفك" السعودية، بعد فقدانها لموروثها الثقافي والديني، والذي بات مهددا بسبب سياسات ولي العهد الجديدة.
وفي هذا الصدد، قال "خاشقجي": "هذه الهجمة، لو حققت مقاصدها، ستفقد السعودية موروثها الذي صنعها، ذلك الإسلامَ الإيجابيَّ الإصلاحيَّ الذي يحيي النفوس ويحركها للبذل والعمل، والجهاد أيضاً، لا إسلاماً ميتاً مهمشاً ضعيف التأثير… ولو فقدنا الموروث فالوحدة مهددة، فهذه الوحدة صنعها ذلك الموروث، ولن تبقى الأمة، إذ ستعود من بعدها إلى هوياتها الصغيرة الضئيلة".
يشار إلى أن "جمال خاشقجي" قتل يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وباتت قضية اغتياله إحدى أبرز القضايا الحقوقية والسياسية تداولا على الصعيد الدولي منذ ذلك الحين.
وعقب 18 يوما من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل "خاشقجي" إثر "شجار مع مسؤولين" وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أصدرت محكمة ال سعود حكما وهمياً بإعدام 5 وسجن 3 في جريمة القتل، لكن ممثل الدعاء قال إنه لا توجد أي أدلة تربط بين "القحطاني" و"عسيري" وجريمة القتل.
وكانت النيابة العامة التركية وجهت في 25 مارس/آذار الماضي، تهمة القتل العمد "بشكل وحشي" وعن سبق إصرار وترصد لـ20 متهما في قضية "خاشقجي"، متهمة كلا من "سعود القحطاني" مستشار ابن سلمان، و"أحمد عسيري" النائب السابق لمدير المخابرات، بالتخطيط والوقوف وراء جريمة الاغتيال، وقبل القضاء التركي لائحة الاتهام.
ارسال التعليق