ولي العهد السعودي لكوشنر: أنا ذراعكم اليمين
كشف كتاب " نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" للمؤلف الأمريكي مايكل وولف، تفاصيل جديدة عن اول لقاء جمع محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي- وقتها- والرئيس الامريكي دونالد ترامب، في مارس 2017، وكيف عرض على جاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي ، ان يكون "الذراع الايمن"، ووسيطا يختصر على الولايات المتحدة الطريق في ملفات المنطقة، ويتناول الكتاب صعود بن سلمان الى منصب ولي العهد ما جعل الرئيس الامريكي يعتبره نصرا له ويتباهى بالقول «لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة». كما يتناول الكتاب بشئ من التفصيل "صفقة القرن" لتسوية "الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي" ،فضلا عن التنمر على دولة قطر.
لقاء ترامب
أثارت العلاقة بين محمد بن سلمان وكوشنر قلقا متصاعدا لدى فريق ترامب للسياسة الخارجية، خاصة ان الاخير يتعرض لـ"خداع" من شخص عديم الخبرة، وان خطة الاثنين تقوم على مبدأ «إذا أعطيتنا ما نريد سنعطيك ما تريده». وقد شعرت وزارتا الأمن القومي و الخارجية بانزعاج من المناقشات بينهما ويمكن ان ترسل رسالة سلبية إلى محمد بن نايف – ولي العهد وقتها – وان احتجازه سيجبره على التخلي عن لقب ولي العهد، لصالح محمد بن سلمان -وهو ما تحقق لاحقا- وقال صديق لكوشنر إن بن سلمان حينما قدم نفسه كرجل كوشنر في المملكة :
« كان الأمر يشبه أن تلتقي شخصاً لطيفاً في أول أيام المدرسة الداخلية». وبعد ان قدم بن سلمان ضمانات للأميركيين، بأنه سوف يُحقِّق أخباراً جيدة للغاية، تم توجيه دعوة رسمية له للقاء ترامب بالبيت الأبيض في مارس 2017.
يصف الكتاب العلاقة بين وليّ العهد السعودي ، وترامب وأسرته، بأنه تعزز الصفة الجامعة بينهما وهي أنهما لا يعرفان الكثير مما يقومان به، كما أن بن سلمان يستخدم احتضان ترامب له جزءاً من لعبة السلطة التي يلعبها في المملكة.
زيارة الرياض
تشتهر زيارة ترامب إلى الرياض ، بصورة البلورة التي جمعته بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حيث رافقه زوجته ميلانيا وابنته ايفانكا وزوجها كوشنر، وأقام السعوديون حفلة بقيمة 75 مليون دولار على شرف ترامب الذي جلس على كرسي يشبه العرش .
اخبر ترامب اصدقاءه كيف كان الأمر طبيعياً وسهلاً، وكيف أفسد أوباما كل شيء، بشكل غير مُبرَّرٍ ومثيرٍ للشك". وخلال زيارة الرياض، مر الموكب الرئاسي على لوحات تحمل صور ترامب وعبارة" العزم يجمعنا" ويبدو أن حماسة ترامب ولدت مبالغة كبيرة في ما تم الاتفاق عليه بالفعل خلال المفاوضات قبل الرحلة. في الأيام التي سبقت رحلته الى الرياض ، كان يخبر الناس بأن السعوديين سيمولون وجودا عسكريا جديدا كليا في المملكة، مما يحل محل قيادة القيادة الأمريكية في قطر حيث قال: "مئات المليارات من الدولارات من الاستثمارات في الولايات المتحدة وفرص العمل والوظائف".
وسيشتري السعوديون على الفور بمبلغ 110 مليارات دولار من الأسلحة الأمريكية، وما مجموعه 350 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
وفي الرياض أيضا، تجاهل ترامب نصيحة فريقه للسياسة الخارجية، إن لم يكن متحدياً إياها ، عندما منح لولي عهد السعودية ضوء اخضر على ممارسة التنمر على دولة قطر وبدء حملته ضد بعض الامراء ورجال الاعمال والمسؤولين . فقط كتب وولف:أومأ الرئيس للسعوديين بالتخطيط للتنمر على قطر، متجاهلاً بذلك نصيحة وزارة الخارجية ، وبعد أسابيع من زيارته الرياض، كشف أنه وكوشنر دبَّرا صعود محمد بن سلمان إلى السلطة ليصبح ولي العهد والوريث الواضح للعرش السعودي.
تحالف ضد إيران
وفي معرض الحديث عن تفاصيل الخطة الأمريكية لحل "الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي» والمعروفة اختصارا بـ "صفقة القرن" تحدث ستيف بانون مستشار الرئيس الامريكي للشؤون الاستراتيجية عن تفاصيلها بأن ترامب يعمل لوضع خطة للحل وهي خطته فعلا وتتضمن نقل السفارة الامريكية الى القدس وان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو يؤيد ذلك من اعماقه ويؤيد ذلك بحرارة رجل الاعمال والمليادير شيلدون اديلسون – يهودي امريكي مؤيد لاسرائيل بقوة- يصف ذلك الكتاب بأنه سيحدث أكبر اختراق في التاريخ على صعيد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وستغير اللعبة بشكل كبير وغير مسبوق.
وأصبح تفكير ترامب الجديد في الشرق الأوسط كما يلي: هناك في الأساس أربعة لاعبين : إسرائيل، مصر، السعودية، وإيران ويمكن الدول الثلاث الأولى أن تتحد ضد الرابعة، وأن مصر والسعودية ستضغطان على الفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق سلام. وبدا ترامب شبه واثق من إمكانية صنع سلام في الشرق الأوسط. وينقل وولف عن بانون قوله: "دع الأردن يأخذ الضفة الغربية. ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتعاملون مع الأمر، أو يغرقون وهم يحاولون. السعوديون على الحافة.
المصريون على الحافة.. جميعهم يخافون حتى الموت من إيران ... اليمن، سيناء، ليبيا.. هذا الشيء سيئ. ولهذا، فإن الروس هم المفتاح... هل روسيا بهذا السوء؟". لكن لا يرى بانون أي حرج من التعامل مع روسيا رغم اعتقاده بأنها سيئة؛ "فالعالم مليء بالأشرار".
الجدير بالذكر أن الكتاب صدر الجمعة 5 يناير 2018 عن دار النشر هنري هولت وشركائه ويتناول تفاصيل السنة الأولى من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصدر الكتاب المبيعات بعد صدور أول ملخصات ومحاولة محامي ترامب منع نشره .
ارسال التعليق