تعذيب وحشي لمعتقلين في سجون التحالف السعودي باليمن
تحت عنوان: “أين المخفيين بسجون الإمارات”، دشّن يمنيون، حملة إلكترونية للمطالبة بمحاسبة الإمارات على جرائمها في اليمن، والتي تضمنت إنشاء العديد من السجون والزجّ بأعداد كبيرة من المعتقلين داخلها وتعذيبهم بطريقة فتاكة.
ودعا المغردون إلى تحرك سياسي ودبلوماسي وحقوقي وإعلامي ووضع دولة الإمارات في القوائم السوداء دولياً بجرم وجرائم الإخفاء القسري، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في اليمن، ودعوة الأمم المتحدة والمبعوث الأممي تشكيل لجان دولية للتقصي.
وشملت قائمة السجون الإماراتية في اليمن، سجن قوات العاصفة ويقع في التواهي فتح في مقر قوات العاصفة ويديره المدعو أوسان العنشلي، وسجن قاعة وضاح ويقع في التواهي جولد مور بجانب مبنى المجلس الانتقالي ويديره سامر الجندب بتكليف من يسران المقطري، وسجن بيت شلال ويقع أيضاً في التواهي، وسجن معسكر طارق يقع في خور مكسر بجانب إدارة البحث والمرور، وسجن معسكر جبل حديد ويقع في الطريق الواصل بين المعلا وخور مكسر، وسجن جزيرة العمال ويقع في خور مكسر بجانب نادي ضباط الشرطة ويديره المدعو صامد سناح، وسجن المنشآت ويقع في المنصورة بجانب سوق القات ويديره المدعو كمال الحالمي.
وتضمنت كذلك سجن معسكر بئر أحمد ويضم حوالي ٢٥٠ إلى ٤٠٠ سجين وهو من أكبر السجون ويديره المدعو غسان العقربي، وسجن التحالف ويقع في البريقة في مبنى التحالف ويشرف عليه إماراتيون، وسجن معسكر الجلاء ويقع في البريقة بجانب معسكر التحالف ويديره المدعو معين المقرحي، وسجن معسكر رأس عباس ويقع بعد البريقة، وسجن المنصورة ويديره المدعو نقيب اليهري، وسجن سري خلف إدارة البحث ويديره المدعو أبو مهتم الضالعي، وسجن معسكر اللواء الخامس ويقع في الرباط ويديره صالح السيد، وسجن معسكر النصر ويقع في منطقة العريش ويديره جلال الربيعي.
ونشر الصحفي اليمني البارز أنيس منصور عبر حسابه في “تويتر“، صوراً لضباط إماراتيين مسؤولين عن جرائم تعذيب في هذه السجون، ومنهم علي حجر الشحي “أبو عدي”، أحد أفراد حراسة سجن التحالف الواقع في البريقا، ويُصنّف الأشد إجرامًا بشهادة معتقلين سابقين نجوا من الموت في هذا السجن.
وهذا الضابط متهم باستخدام أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي لجميع المعتقلين، حيث يقوم بتعليق المعتقلين بسقف الزنزانة وينهال بالضرب بالسلاسل الحديدية والأسلاك الكهربائية حتى تتقطع أجسادهم.
وهناك ضابط آخر يدعى سعيد بن عبيد الكعبي، أحد أفراد حراسة سجن التحالف، وقد ارتكب العديد من الجرائم الوحشية بحق المعتقلين، وأبرزها تكبيلهم بأيديهم وأرجلهم، ووضعهم داخل شبك حديدي ظهرًا تحت أشعة الشمس، وضربهم بالأسلاك الكهربائية حتى تتقطع أجساد المعتقلين ويضع الملح والشطة على جروحهم.
وهناك ضابط يُدعى عيسى البلوشي أحد أفراد حراسة سجن التحالف الواقع في البريقا، حيث يقوم بتعذيب المعتقلين بأساليب وحشية، كالتعليق بشباك السجن ووضع كابل الكهرباء على الشابك لصعق كامل جسم المعتقل حد الموت.
كما نشر أنيس منصور، مقطع فيديو يوثق المعاناة اليومية تحترق فيها أكباد أمهات المختطفين في السجون السرية الإماراتية داخل عدن يقفن ساعات أمام المحاكم والنيابات وترتمي إحداهن ويغمى عليها بحثاً لمعلومة واطمئنان عن أولادهن وذويهن المخفيين.
كما تفترش أمهات المخفيين والمعتقلين، أمام قصر معاشيق ومقر التحالف السعودي الإماراتي ووزارة حقوق الإنسان، يرفعن مناشدات واحتجاجات للمطالبة بمعرفة مصير أولادهن المغيبين في السجون السرية الإماراتية.
وشارك كثير من اليمنيين في الحملة تحت وسم “أين المخفيين بسجون الإمارات“، فقال عادل الحسني رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن: “حتى لا ينسى الناس.. سجون الإمارات السرية في عدن وغيرها، تحوي مئات المعتقلين الذين يواجهون الموت في كل لحظة.. تحدثنا عنها كثيرِا ولن نقف، ونريد من الكل أن يشارك في حملات إعلامية لإنصاف المعتقلين الذين لا يعلم أهاليهم مصيرهم”.
وكتبت الإعلامية والناشطة أحلام: “مئات من المعتقلين في اليمن يتعرضون للتعذيب الجسدي والجنسي والاعتداء الجماعي في سجون مليشيا الإمارات في جنوب اليمن،مع صمت من المنظمات الدولية لهذه الانتهاكات”.
وغرد الناشط سالم المهري: “نطالب بسرعه اطلاق المخفيين في سجون الإمارات والكشف عن مصيرهم وتعويض الضحايا ومحاكمة المتورطين وتحويل السجون السرية إلى متاحف لتحكي للأجيال القادمة ما حدث لأحرار اليمن من انتهاكات صارخة تحت مرأى ومسمع وصمت وتغاضي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
وكتب الناشط عبدالله السالمي: “اكثر من 18 سجن سري في المحافظات المحتلة آلاف المختطفين والمخفيين قسراً.. إعدامات بالجملة خارج نطاق القانون تعذيب بابشع الطرق انتهاكات جنسية وغيرها من الجرائم والممارسات اللا اخلاقية التي تقوم بها الإمارات وادواتها في تلك السجون”.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قد عبّرت -في وقت سابق- عن قلقها إزاء تقارير عن التعذيب من قبل قوات إماراتية ومجموعات تابعة لها في اليمن.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنها قلقة إزاء ورود تقارير عن التعذيب وسوء المعاملة من قبل القوات المسلحة الإماراتية، وأجهزتها الأمنية، ومجموعات مسلحة غير نظامية تابعة لها في اليمن.
وأضافت أن دولة الإمارات مسؤولة عن جرائم التعذيب وسوء المعاملة في هذه الحالات ومتابعة مرتكبيها، داعية إلى إحداث مسار قابل للتطبيق للضحايا من أجل التماس العدالة والإنصاف وإعادة التأهيل.
وفي مقابل العديد من الأدلة الموثقة والاتهامات العديدة بإنشاء سجون فتاكة في اليمن، كانت دولة الإمارات قد نفت وجود سجون سرية تابعة لها في اليمن، وتحديداً في مناطق الجنوب، حيث تدعم المجلس الانتقالي (الانفصالي).
وكثيراً ما قالت دولة الإمارات، إنّ الاتهامات التي توجّه لها في هذا الصدد، عارية من الصحة ولا تعدو كونها مزايدات سياسية تستهدف تشويه صورتها، على حد ادعاء أبو ظبي.
ارسال التعليق