النفط السعودي في مرمى نيران الحوثيين
قال المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبدالسلام إن ما وصفها بالعملية العسكرية الكبرى التي قامت بها الجماعة أمس ضد منشآت نفطية سعودية، تعتبر انتقالاً لمرحلة جديدة من التصعيد ضد السعودية. وأوضح أن المرحلة الجديدة في التصعيد ضد من يصفه بالعدو الغاشم سيكون عنوانها الأبرز هو الاستهداف الاقتصادي المفتوح حتى تكف السعودية عن استهداف اليمن وتتوقف عن الاعتداء على اليمنيين. وأشار إلى أن لدى جماعته قائمة بأهداف حساسة واستثنائية وأكثر مما يتوقع السعوديون وسيتم استهدافها لاحقاً إذا لم يتوقف ما يصفه بالعدوان ضد بلاده. وكان متحدث عسكري للحوثيين أعلن أن سبع طائرات مسيرة استهدفت محطة ضخ البترول قرب ينبع وأدت لتوقف ضخ النفط بشكل كامل، وأثرت بشكل مباشر في ما وصفه باقتصاد العدو. وقال عن العملية إنها جاءت بعد رصد دقيق وتعاون من بعض أبناء المنطقة، وأكد أن جماعته ستستفيد من كل الخبرات والإمكانات لردع ما يصفه بالعدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني، وقال محللون عسكريون العملية العسكرية النوعية للحوثيين تكشف بكل وضوح عجز السعودية عن حماية أراضيها وفشل دفاعاتها الجوية في إسقاط تلك الطائرات المسيرة.
الموقف السعودي
وأقرت السعودية بوقوع هجوم بطائرات مسيرة مفخخة على منشآت نفطية سعودية، بعدما أعلن الحوثيون في اليمن ضرب منشآت حيوية سعودية في «عملية عسكرية كبرى». وصرّح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح - وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية - بأن محطتي ضخ لخط الأنابيب «شرق غرب» الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، تعرضتا لهجوم من طائرات مسيرة مفخخة بين السادسة والسادسة والنصف (بالتوقيت المحلي) من صباح أمس. ورأى الوزير السعودي أن هذا العمل الذي وصفه بـ»الإرهابي والتخريبي»، بالإضافة إلى «تلك التي وقعت مؤخراً» في الخليج ضد منشآت حيوية، لا تستهدف السعودية فقط، «وإنما تستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك ميليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران». ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فقد أوقفت شركة النفط الوطنية أرامكو ضخ النفط في خط الأنابيب، «حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي». وقال الفالح إن الهجوم أدى لاندلاع حريق في المحطة رقم 8، وتمت السيطرة عليه بعد أن خلف أضراراً محدودة.
خط الأنابيب المستهدف
وتقع المحطتان المستهدفتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كم و380 كم غرب العاصمة السعودية. ويعتبر خط الأنابيب «أبقيق ينبع» خطاً موازياً لنقل النفط السعودي، ويربط بين مصانع معالجة الغاز في الشرق وبين منشآت تصدير سوائل الغاز الطبيعي في ينبع. ويبلغ طول هذا الخط نحو 1200 كم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يومياً على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر. ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر، بعيداً عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز، حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
عملية عسكرية كبرى
وكانت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي قالت إن الحوثيين نفذوا «عملية عسكرية كبرى» بطائرات مسيرة ضد أهداف سعودية، دون أن تحدد هذه الأهداف. وذكرت القناة نقلاً عن مصدر عسكري أن سبع طائرات مسيرة هاجمت منشآت حيوية سعودية. وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي، إن هذا الهجوم هو الأول من نوعه للحوثيين بمثل هذا العدد من الطائرات المسيرة، وإنه يأتي في سياق «التوسع في مهاجمة الأهداف السعودية والإماراتية»، لدفع كلتا الدولتين لمراجعة سياساتهما في المنطقة، على حد تعبيره. وذكر البخيتي أن الهجوم وقع خلال الساعات الأولى من صباح أمس، وتوقع أن تكون الأهداف منشآت نفطية، لكنه أوضح أنه ليست لديه معلومات محددة بشأن تفاصيل الهجوم. وعند سؤاله عن توقيت ذلك الهجوم الذي جاء في ظل توتر شديد بين الولايات المتحدة وإيران، وتهديدات عسكرية متبادلة بين الجانبين، وعن المخاوف من اندلاع حرب في المنطقة، رأى البخيتي أن السعودية والإمارات تتحملان مسؤولية الدفع باتجاه الحرب. وتأتي هذه التطورات بعدما أعلنت الإمارات يوم الأحد أن أربع سفن تجارية من جنسيات مختلفة تعرضت «لعمليات تخريبية» قرب إمارة الفجيرة في المياه الاقتصادية الإماراتية، وفي وقت لاحق كشفت السعودية أن اثنتين من ناقلاتها النفطية كانتا من أهداف ذلك التخريب.
ارسال التعليق