من الإعلام
كاتبة : الأطفال والمتهورون يقودون السيارات والمرأة محظورة!
انتقدت احدى المواطنات جدلية السماح للمرأة في البلاد بقيادة السيارة، مستنكرة وجود العديد من الظواهر والعادات السلبية في المجتمع التي لا تلاقي نفس حجم الاستهجان والرفض الحكومي الذي تحظى به دعوات السماح للنساء بالقيادة، مثل قيادة القُصّر والأطفال للسيارات والقيام بالحركات البهلوانية الخطرة فيما يُعرف بـ«التفحيط». معتبرة أن القيادة للمرأة حق مشروع ولا يمكن مواصلة حظره في يومنا هذا.
وقالت الكاتبة «سارة الرشيدان» إن قيادة المرأة للسيارة «لازالت تشكل إشكالًا بالنسبة للكثيرين، رغم ممارسة الأطفال والقاصرين والمتهورين لها»، مؤكدة أنه «لا يوجد قانون مكتوب، وإنما تحول قانونًا مع تأزم الموضوع».
وفي مقالتها بصحيفة «الوطن» ، أضافت أن «القانون لا يمنح رخصة سواقة للمرأة، ولا يمنح أيضًا رخصة لمن هم دون العمر القانوني من المراهقين فضلًا عن الأطفال، لكننا اعتدنا أن نرى طالب المرحلة المتوسطة وربما الابتدائية يقود السيارة، أذكر أنني اعتدت في أحد الأحياء التي سكنت بها في مكة على رؤية الأطفال يضعون الوسائد تحتهم ليروا الطريق».
وتابعت: «فالمجتمع تصالح مع منظر الطفل حتى ضجت شوارعنا بالتفحيط والاستهتار، قبل أيام بعد منتصف الليل اقتلع شاب شجرتين وعمود إضاءة مقابلًا لمنزلنا ولم أتوقع أن يتم الإبلاغ عنه، لأن هذا من باب الستر الذي اعتاده المجتمع».
وأوضحت: «وتنتشر الكثير من الرسائل السلبية ضدنا؛ فنجد التهكم الشديد على أسلوب قيادة النساء للسيارات وعجزهن وفشلهن وكأن الرجل أو المراهق يقود بشكل لا غبار عليه! وكأننا لسنا في حالة حرب مع حوادث السيارات وكثرة الإصابات والوفيات منها، وعجز بنوك الدم عن توفير دماء للمصابين بها!».
وشددت بقولها «شوارعنا تصالحت مع الموت وتهشم السيارات وسقوط أجزاء منها، وتصالحت مع القيادة التي تشبه قيادة الراليات سرعة وحرصًا على الانتصار إلا أنه انتصار لا يؤدي لما تحمد عقباه».
وأضافت: «تصالحت مع عبارات سائق جديد التي تعلق على سيارات يقودها سائق وفد من بلده وربما لم يتعامل مع السيارة قبلها، فالتدريب المستمر لكل السائقين جعل شوارعنا لا تخلو من هذه العبارة وجعل القيادة محاكاة الجديد لما يراه بلا مهارة»، مؤكدة أن الأم التي ستقود سيارتها بدل طفلها التي تضطر لجعله يقود السيارة، لن تكون متهورة مثله، وستضع للعواقب حسابًا.
واختتمت بقولها: «لن أتحدث عن آثار أخرى اقتصادية وغيرها معروفة، لكن لنقل إن المرأة تعاني الأمرين حتى بوجود وسائل نقل أخرى، لأن مجرد ركوبها مع سائق يُعد أزمة بحد ذاته لاعتبارات كثيرة».
ارسال التعليق