WSJ: كيف حول آل الشيخ نادي ألميريا إلى هواية شخصية له؟
التغيير
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا، تحدثت فيه عن جوائز السيارات التي كان يقدمها المستشار بالديوان الملكي السعودي، ورئيس هيئة الترفيه، تركي آل الشيخ، عند توقع نتيجة مباراة لفريقه ألميريا الإسباني، أو عند شراء تذكرة لحضور إحدى المباريات.
وقالت الصحيفة في تقرير إنه "إذا اشتريت تذكرة فصلية لنادي كرة القدم المغمور قد يمنحك مالكه السعودي غريب الأطوار سيارة Audi A1"، وهو سر حتى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي تساءل عنه عند قدومه إلى المملكة مع منتخب بلاده العام الماضي.
وعلق محمد العاصي، المدير التنفيذي لنادي ألميريا الذي رتب المكافآت بحوالي 12 سيارة: "إن حسبة ذلك [الاهتمام المفاجئ بالنادي] فإن قيمته أكبر من ثمن 12 سيارة A1".
وتساءلت الصحيفة: "لماذا يهتم شخص في البلاط الملكي السعودي بنادي صغير فقير على الساحل الجنوبي لإسبانيا أصلا؟".
وجواب العاصي القصير هو: "الوزير رجل كرة قدم". وهذا ما يظهره وجود الشيخ على الإنترنت، حيث يتم الإيحاء إلى ملايين متابعيه بأنه أحد أفضل الأشخاص علاقة بهذه الرياضة.
ولكن الشيخ، البالغ من العمر 38 عاما، هو أيضا رجل ينتمي للزمرة الأقوى في مملكة آل سعود: الدائرة الداخلية لمحمد بن سلمان. ومع أنه ليس من أقارب الأمير، إلا أن الشيخ أحد أقدم أصدقائه ومستشاريه الموثوق بهم، وأحد المنفذين السياسيين الرئيسيين – رجل كان موجودا في تلك الليلة التي نحى بها محمد بن سلمان ولي العهد السابق بحبسه في غرفة وإقناعه بالاستقالة، بحسب الصحيفة.
ويشكل الشيخ، الذي يرأس الهيئة العامة للترفيه، القوة الدافعة خلف محاولة الرياض أن تصبح مقصدا سياحيا. وقام الشتاء الماضي بجلب عدد من الحفلات المهمة، واستعراضات السيارات الفاخرة، ومباراة ملاكمة للوزن الثقيل، إلى وسط الصحراء. وساعدت شعبية تلك النشاطات وضعه في البلاط الملكي، حيث أثبت أن بإمكانه الوفاء بوعود محمد بن سلمان بفتح المجتمع السعودي المتزمت أمام العالم.
وقالت الصحيفة إنه خلافا لشراء قطر لباريس سان جيرمان، والإمارات لمانشستر سيتي، ومحاولة شراء آل سعود لنيوكاسل، فإن ألميريا هو هواية شخصية لآل الشيخ، فبعد أن اشتراه بعشرين مليون يورو قام باستثمار 30 مليون يورو في النادي، ما يجعله أكثر المشاريع استثمارا في تاريخ دوري الدرجة الثانية في إسبانيا.
وقال رئيس النادي السابق، الفونسو غراسيا غابارون في وقتها: "فعلت كل ما أستطيع، وكان هذا هو العرض الذي كنت أنتظره".
وليس لدى نادي ألميريا رؤية لإحداث ثورة في سلم كرة القدم الأوروبية. فالنادي ليس بإمكانه إنفاق مليار دولار على اللاعبين للوصول إلى دوري أبطال أوروبا. ولكن الحلم حاليا، بحسب العاصي، هو أن يصبح النادي ضمن أفضل عشرين أو ثلاثين نادي. وأوامره [الشيخ] عادة هي أيضا لجعل نادي المرية الأفضل على الإعلام الاجتماعي.
وقام الشيخ باستضافة مدراء على مستوى عالمي، بمن فيهم كويك سيتين، مدير نادي برشلونة، وجوزيه مورينهو، مدير نادي توتنهام، للحصول على تدريب خاص في إدارة نوادي الكرة، وتفاخر لميسي قائلا إن مدير فريق الأرجنتين الذي فاز بالكأس عام 1978، سيزار لويس مينوتي، كان من بين معلميه أيضا.
كما قام باستعراض هذه الشبكة من المشاهير عندما تحدى رئيس نادي النصر السعودي لمباراة كرة قدم افتراضية على PlayStation دعما للعمل الخيري، وانهمر عليه التأييد من أكثر من ثلاثين نجما من نجوم الرياضة الدوليين.
وقال ديونتي وايلدر، الملاكم الأمريكي من الوزن الثقيل في تسجيل فيديو موجه للشيخ: "مرحبا تركي.. كيف حالك يا عزيزي؟ أردت فقط أن أتمنى لك حظا وافرا في لعبتك غدا".
كما جاءه التأييد بأشكال شبيهة -"مرحبا تركي"، بدلا من صاحب السعادة- من كل من: ميسي، ومورينهو، والملاكم انثوني جوشوا، والفائز بكأس العالم سيسك فيبريغاس، وبطل كرة السلة الوطنية الأمريكية خمس مرات دنيس رومان، وديوغو مارادونا.
ولكن مخالطة الرياضيين أمر وإنفاق عشرات ملايين الدولارات على حصة مادية من ذلك العالم أمر آخر، خاصة عندما تكون تلك الحصة مغمورة.
ارسال التعليق