“بلومبيرج”: السعودية ستخسر الكثير في معركتها مع قطر.. إليكم التفاصيل
نشر موقع “بلومبيرج” البريطاني تقريرا تحدث فيه عن الازمة الخالية الراهنة, مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول محاصرة قطر، ولكن هناك الكثير من الطرق التي تتبعها الرياض يمكن أن تثير ضجة بين جيران الخليج في نهاية المطاف.
وأضاف الموقع البريطاني في تقرير ترجمته "وطن" أن السعودية دفعت حلفاؤها طوال الأسبوع الماضي للضغط على قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية وفرض الحصار برا وبحرا وجوا. وكان الهدف المعلن هو إجبار قطر على وقف منافستها السعودية وتغذية إرهاب الجماعات الإسلامية في المنطقة، لكن قطر تؤكد أنها تعاقب على أمور لم تفعلها.
تكرار لخطأ اليمن
ولفت الموقع إلى أن الخلاف حول قطر طويل، ولكن حجم الأزمة الحالية جديد، خاصة وأنه قد سعت المملكة العربية السعودية لفرض إرادتها في سوريا واليمن. ولكن انتشر الخلاف الآن في الدائرة الداخلية للمملكة الخليجية، في الوقت الذي يسعى فيه السعوديون بقيادة الأمير محمد بن سلمان إلى جذب الاستثمار الأجنبي لتحديث اقتصاد المملكة الذي يعتمد على النفط.
وقال يزيد صايغ، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي في بيروت: إن أكثر ما يثير القلق هو أن السعودية والإمارات قد تكرران الأخطاء التي ارتكبت عندما قررت القيادة السعودية شن حرب في اليمن. وأضاف: لم يكن لديهم استراتيجية سياسية واضحة، واستندوا إلى افتراضات خاطئة، وتكبدوا تكاليف مالية باهظة وتسببوا في خسائر بشرية متفاقمة، وربما تكون أسوأ حالا من حيث أمنهم.
وكما هو الحال في الاشتباكات الإقليمية الأخرى، فإن القوى الخارجية تنجذب إلى الخلاف الخليجي، وليس كلها على الجانب السعودي.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة إنه يدعم حركة تقودها السعودية لعزل قطر عن تمويلها للمجموعات المتطرفة لكن وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الخارجية اتخذتا موقفا أكثر حيادا. وقبل أكثر من ساعة بقليل من تحدث ترامب في البيت الأبيض، دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى تخفيف القيود، قائلا إنها تسبب نقص الأغذية وتعوق الحرب ضد الدولة الإسلامية.
وقد عجلت تركيا بخطط سابقة لنشر بعض القوات إلى قطر، وعرضت إيران طرق نقل بديلة وإمدادات من السلع الأساسية التي لم يعد من الممكن استيرادها من المملكة العربية السعودية، ودعمهم يقلل من فرص انتصار التحالف السعودي.
وقال بول سوليفان، المتخصص في الشرق الأوسط بجامعة جورج تاون في واشنطن: تركيا لديها جيش قوي وإيران ترسل المياه والغذاء، وحتى الآن هناك قوة كبيرة تدعم قطر.
خطيئة سعودية
من وجهة النظر السعودية، كانت قطر تثير الأزمات في كل مكان، ويشمل ذلك تشجيع جماعة الإخوان المسلمين التي لا يحبذها بعض الملوك الخليجيين والعلاقات الودية مع إيران، وشبكة الجزيرة الفضائية التي انتقدت حلفاء السعودية.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الأربعاء الماضي إن قطر اتخذت منذ سنوات عدة خطوات لدعم بعض المنظمات وتدخلت في مواقف كثيرة، وأضاف: إننا نعتبر قطر دولة شقيقة، لكن عليك أن تكون قادرا على إخبار صديقك أو أخيك بما هو خطأ.
وقد ألمحت السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى أنهم سيتخذون المزيد من الخطوات لمحاصرة قطر، بما في ذلك فرض القيود على الإقراض المصرفي في قطر والمعاملات بعملة الدوحة. وقد بدأ النزاع في التأثير على أسواق الطاقة الأوروبية، حيث ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي.
لكن قطر لديها موارد مالية خاصة بها، ويملك صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته 335 مليار دولار أمريكي حصصا في الشركات العالمية بدءا من فولكس واجن وصولا إلى باركليز.
وقال سانام فاكيل، زميل في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شاثام هاوس في لندن: إن قطر ستكون متحمسة للمقاومة من خلال التصور بأن ما يتخذه السعوديون هدفه تغيير النظام، فالإصرار على استسلام قطر لهذه المطالب يشكل تحديا لسيادتها، وبالتالي يقوض شرعية الأسرة الحاكمة.
قطر باقية إلى الأبد
حتى الآن لم تنجح السعودية في إخضاع قطر، رغم أنه انتهى أسبوع من المواجهة معها. وقال وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني للصحافيين في الدوحة إن واردات المواد الغذائية التي تأتي عادة عبر الحدود السعودية قد تم الحصول عليها من مصادر أخرى. وأضاف: يمكننا أن نعيش إلى الأبد، لكننا لسنا مستعدين لمناقشة التدخل في سيادتنا.
وأكد الموقع أن أي نزاع من هذا النوع من المرجح أن يفسد مناخ الاستثمار في جميع بلدان الخليج ( الفارسي )، خاصة وأنه سيتم تذكير المستثمرين بأن هذه منطقة يمكن أن تنهار فيها القضايا السياسية بشكل غير متوقع.
وشدد بلومبيرج على أن المملكة العربية السعودية لا تستطيع تحمل عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما في الوقت الذي تسعى فيه إلى جمع مليارات الدولارات من المستثمرين الأجانب من خلال بيع أسهم عملاقها النفطي، شركة أرامكو السعودية.
واعترف وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش في مقابلة يوم الأربعاء الماضي بأن سمعة الخليج ( الفارسي ) كوجهة مستقرة لرأس المال يمكن أن ترتفع، مضيفا: لا أستطيع أن أنكر أن هذا الخلاف له خسائره.
اضطراب مرتقب
وقال ثيودور كاراسيك، وهو مستشار كبير في شركة غولف ستات أناليتيكش، إنه إذا أرادت قطر أن تقاتل، فإنها قد تهدد بالانسحاب من دول مجلس التعاون الخليجي وهذا من شأنه أن يضرب الجهود السعودية نحو توثيق الاتحاد.
وأضاف كاراسيك: يمكن أن تبدأ قطر عملية الخروج من الاتحاد الخليجي، وهذه رسالة قوية لجميع الأطراف المعنية، ومن المرجح أن تحصل على دعم خلف الكواليس من تركيا وإيران وحتى روسيا.
وهناك عضو آخر في مجلس التعاون الخليجي، الكويت، يقود الجهود المبذولة لضمان عدم وصول الأمور إلى تلك النقطة. وسافر حاكمها إلى السعودية وقطر الأسبوع الماضي لإجراء مناقشات لم يتم الإعلان عنها بعد.
ارسال التعليق