موقع أمريكي يكشف قصة بندر بن سلطان في دعم منفذي هجمات 11 سبتمبر
كشف موقع "فلوريدا بولدوغ" تفاصيل خطيرة عن لقاء أخفته لجنة التحقيق الخاصة بهجمات 11 سبتمبر 2001 في أمريكا مع السفير السعودي السابق لدى واشنطن بندر بن سلطان ومدير المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل، تضمنت معلومات خطيرة تفيد بتورط السلطات السعودية في دعم عدد من الإرهابيين المشاركين في تنفيذ الهجمات المدمرة التي طالت عدد من المنشآت الأمريكية في ذلك التاريخ.
وأفاد التقرير بتقديم السفير السعودي بندر بن سلطان وزوجته الأميرة هيفاء دعما ماليا ولوجستيا لعدد من الإرهابيين المتورطين في تنفيذ الهجمات، كما كشف عن أن لأمير تركي الفيصل "رئيس المخابرات الأسبق" أقر بأن المخابرات السعودية كانت على علم كامل بكافة تحركات إرهابيي 11 سبتمبر حيث أنهم كانوا قيد المراقبة المفروضة على كل الأنشطة المتعلقة بتنظيم القاعدة الإرهابي.
"في المملكة العربية السعودية اخترنا غض الطرف عن الأصوليين المتطرفين.. نحن سمحنا لهم بالازدهار، ولم نكن نعتقد بأن طريقة حياتهم ستؤذي أي شخص".. بهذا التصريح الذي جاء على لسان السفير السعودي السابق لدى واشنطن بندر بن سلطان خلال المقابلة المخفية، بدأ التقرير المطول الذي أعده كل من من أنتوني سومرز وروبي سوان مؤلفا كتاب "اليوم الحادي عشر".
يشير التقرير إلى أن أسامة بن لادن ولد في السعودية وجاء منها 15 من أصل 19 شاركوا في تنفيذ الهجمات، وعلى ما يبدو لم يقم المحققون في اللجنة المفوضة بمساءلة بندر بن سلطان حول معنى تصريحاته بأن الأصوليين لن يقوموا بإيذا أي شخص.
ويشير الكاتبان إلى أن تفاصيل المقابلة التي أجريت في 7 أكتوبر 2003، ظلت سرية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، لكن الأرشيف الوطني أفرج عنها قبل نحو شهر فقط، مع أنهما يحاولان الحصول على المقابلات منذ أكثر من عقد.
ويوضح التقرير إلى أن المقابلة أجريت في منزل بندر بن سلطان في ماكلين، بولاية فرجينيا، بواسطة مدير اللجنة المفوضة بالتحقيق فيليب زيليكو وثلاثة من موظفيه، ولم تسجل اللجنة المقابلة بشكل روتيني، حسب زيليكو. فلا وجود لنص مكتوب عن تفاصيلها.ويضيف الكاتبان أن المقابلة جاءت في وقت كانت اللجنة تحضر فيها لزيارة السعودية وإجراء مقابلات مع شهود عيان ومسؤولين سعوديين.
ويورد التقرير تعليق تيري إسترادا، التي توفي زوجها توم في الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي، وتشغل اليوم منصب رئيس اتحاد عائلات الضحايا والناجين من أجل العدالة ضد الإرهاب، والتي أقامت دعاوى ضد السعودية حيث ردت سترادا بغضب قائلة: "لقد اختاروا غض الطرف عن المتطرفين الذي يعيشون وسطهم، وهذا اعتراف يفيد بعلمهم بأن هؤلاء المتطرفين كانوا هناك ولم يفعلوا شيئاً لمنعهم.
وأضافت إسترادا: "بالطبع كانوا يعرفون عن المشكلة" و "كانوا في مركزها" و "خلقوا فرنكشتاين وأطلقوه علينا".
ويضيف التقرير أن ملخص مقابلة بندر لا يغطي سوى صفحتين ونصف فقط مكتوبة بخط واحد. معظمها محاولات من المسؤول السعودي السابق لإلقاء اللوم الولايات المتحدة بشان العلاقات الصعبة بين البلدين، كما انتقد واشنطن بحجة أنها أوجدت أرضًا خصبة للمتطرفين في أفغانستان، فضلاً عن فشلها في مساعدة هذا البلد على التعافي من حروب الثمانينات، متهماً أمريكا بأنها لم تتبادل المعلومات الاستخباراتية بشكل كافٍ، مشيراً إلى ضعف التنسيق بين وكالات الاستخبارات الأمريكية؛ وكذلك بسبب العداء الموجه للملكلة العربية السعودية في الكونغرس ؛ وفرض قيود على سفر السعوديين إلى الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر.
كما عبر بن سلطان، وفق التقرير، عن استيائه من المعاملة التي تلقتها الحكومة السعودية من قبل لجنة التحقيق المشتركة في الكونغرس في الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر.
وانتقد تقرير لجنة التحقيق في ديسمبر 2002 النظام السعودي مرارًا وتكرارًا لعدم تعاونه في قضايا الإرهاب. ووصف بندر السعوديين بأنهم "يكافحون لإزالة ظل 11 سبتمبر عن علاقتهم بالولايات المتحدة."
"الأمير بندر متورط".. ويكمل التقرير مسلطاً الضوء على هذه العبارة، مشيراً إلى أنه كان لبندر بن سلطان العديد من الأسباب التي تجعله حساساً تجاه عمل لجنة التحقيق، فالنسخة السرية من التقرير والتسريبات الصحفية أشارت إلى تورط بندر بنفسه، وزوجته في تقديم دعم مادي لشخص يدعى أسامة بسنان وهو سعودي مقيم في الولايات المتحدة يشتبه في أنه كان من ضمن فريق دعم الخاطفين.
ويردف التقرير: كان باسنان مقرباً من سعودي آخر هو عمر البيومي ، الذي صادق المختطفين خالد المحضار ونواف الحازمي عندما وصلا إلى الولايات المتحدة في أوائل عام 2000، والذين شاركا في هجمات 11 سبتمبر.
ووفقًا لملفات مكتب التحقيقات الفيدرالي، قدم بيومي لهما مساعدات كبيرة – منها المساعدة في انتقالهم إلى سان دييغو، والسماح لهم بالبقاء في منزله، والمشاركة في توقيع عقد الإيجار الخاص بالشقة. حتى إنه أقام لهم حفلة استقبال.
ويكشف التقرير أنه كان لبيومي اتصالات مكثفة مع مؤسسات حكومية سعودية في الولايات المتحدة بما في ذلك ثلاثة أفراد على الأقل في سفارة المملكة في واشنطن. وحصل بيومي على راتب كموظف في هيئة الطيران المدني السعودية، على لارغم من عدم عمله فيها. وبحسب ما ورد زاد دخله بشكل كبير عندما وصل الخاطفون بعد ذلك إلى كاليفورنيا – وانخفض دخله مرة أخرى بعد مغادرتهم.
وكان بيومي على علاقة قوية مع مؤسسات حكومية في الولايات المتحدة بما فيها ثلاثة تعمل من داخل السفارة السعودية في واشنطن. وتلقى راتبا كموظف في سلطة الملاحة المدنية السعودية ولكنه لم يكن يعمل معها. وزاد دخله بشكل كبير عندما وصل خاطفو المستقبل إلى كاليفورنيا ولكنه انخفض بعد مغادرتهما. وأثار بسنان انتباه المحققين عندما تباهى أمام مصدر لأف بي آي أنه قدم للمهاجمين أكثر مما قدمه البيومي لهم.
ويتابع التقرير: التحقيقات عن مسار النقود قادت إلى باسنان، الذي لفت انتباه المحققين بعد التفاخر لمصدر في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه "فعل من أجل الخاطفين أكثر مما فعل بيومي ذاته". وبالبحث في محل إقامة باسنان عثر المحققون على 31 شيكاً ملغياً بلغ مجموع قيمتها أكثر من 70.000 دولار، وحررت لزوجة باسنان من حساب زوجة بندر بن سلطان، هيفاء الفيصل.
كما كشف التقرير أن باسنان وزوجته تلقيا شيكاً واحدا على الأقل من بندر بن سلطان نفسه، كما ان العديد من الشيكات التي حُررت من حساب الأميرة هيفاء إلى زوجة باسنان وجدت طريقها إلى زوجة بيومي، التي حاولت إيداعها في حسابها الخاص.ويردف التقربر: " رغم أن لجنة التحقيق عرفت كل هذه المعلومات عندما قابلت بندر بن سلطان، إلا أنها لم تسأله عنها.
كما يشير التقرير إلى إعلان النائب العام الأمريكي ويليام بار عما إذا كان سيحتج على إخفاء هوية الشخص الذي قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه "كلف" بيومي والدبلوماسي السعودي فهد الثميري بمساعدة الحازمي والمحضار.
ويرد اسم هذا الشخص، الذي يُعتقد أنه مسؤول سعودي، في تقرير موجز صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي في أكتوبر 2012. ويشرح ذلك بالتفصيل كيفية قيام المدعين الفيدراليين ووكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) باستكشاف التهم ورفع دعاوى ضد مشتبه به لتقديمه الدعم المادي للخاطفين المتورطين في هجمات 11 سبتمبر. ويشير الكاتبان إلى أن التقرير، الذي حصل عليه موقع فلوريدا بولدوغ في عام 2016 هو الآن في قلب الدعوى المدنية التي أقامتها عائلات 11 سبتمبر.
ويؤكد التقرير أن بندر بن سلطان كان على علاقة قوية بالرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش وعائلته، لدرجة أنه صار يعرف بـ "بندر بوش".. مستطرداً: بعد يومين من هجمات 11 سبتمبر ظهر بندر في صورة التقطت له وهو يجلس بطريقة مريحة على شرفة في البيت الأبيض في حضور الرئيس الأسبق بوش ونائبه ديك تشيني، ومستشارة الأمن القومي حينها كونداليزا رايس.ويضيف الكاتبان: مما يعدو للقلق أن اسم بندر وأسماء من يعملون معه قد ظهرت في مراحل عمل المحققين في هجمات 11 سبتمبر. لكن لم يتم طرح أي أسئلة تتعلق بأي من هذه المعلومات الاستخباراتية خلال مقابلة بندر بن سلطان عام 2003.
وعلى سبيل المثال ففي يوم 13 سبتمبر وهي الليلة التي زار فيها بندر البيت الأبيض، اتصل نائبه بمكتب التحقيقات الفيدرالي لطلب المساعدة في إخراج أفراد أسرة بن لادن وسعوديين أخرين من الولايات المتحدة الأمريكية.
وكان الخروج الجماعي للسعوديين الولايات المتحدة، والذي حدث في اللحظة التي أعادت فيه السلطات الأمريكية فتح المجال الجوي، محل تحقيق واسع النطاق اجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي، وفي رسائل الكترونية متبادلة مؤخرا ، وتعليقا على ذلك قال زيليكو إن موظفي الإف بي آي "FBI" قد أجروا تحقيقا حول رحلات الطيران التي سيرت بعد هجمات 11 سبتمبر، ولكنه لم يكن لديه دور مباشر في هذا التحقيق.
ثم بدأت الخيوط تتكشف، حيث كان هناك أبوزبيدة، وهو مواطن سعودي آخر يعتقد المحققون الأمريكيون أنه شخصية قيادية في تنظيم القاعدة الإرهابي، ومساعد لبن لادن نفسه، ووفقا لـ إف بي آي فإن دفتر العناوين وأرقام التلفونات الذي حصلت عليه عند القبض على أبوزبيدة كان من بين الأرقام المدرجة فيه رقم الشركة التي كانت تدير شؤون منزل السفير السعودي بندر في كلورادو، كما عثر أيضا على رقم هاتف شخص عمل في ذلك الوقت كحارس شخصي في السفارة السعودية في واشنطن.
قضايا معلقة:وفي السياق ذاته، قالت تيري إسترادا، من "اتحاد عائلات الضحايا والناجين من هجمات 11 سبتمبر "، إنه وبلا أدنى شك أن المعلومات حول كل هذه القضايا قد توصلت إليها اللجنة. ولكن رغم ذلك لم يتم ذكر أي شيء على الاطلاق حول هذه القضايا في المقابلة التي تم الكشف عنها مؤخرا، وأضافت إسترادا أنه عندما علم بأنه سيطلع للمرة الأولى على المقابلة التي أجريت مع بندر آل سعود "اعتقدت على الفور أنه سيكون أمامي صحفات كثيرة وأنه ستتضمن إستجوابا للسفير السعودي"، ولكن كانت المفاجأة حيث قالت "انها مقابلة قصيرة جدا .. انها غير منطقية".
ومن جانبه قال زيليكو رئيس اللجنة عندما سئل عن مقابلة الأمير بندر :" تحقيقنا الذي أجريناه لم يؤكد عدد من الإدعاءات، لذلك ليس من الضرورة أن تكون المقابلة التي أجريت معه وقائعية وتصلح لإستخدامها في الأسئلة التي طرحت على المسؤولين السعوديين حينها".
ويمضي تقرير موقع "فلوريدا بولدوغ" إلى القول، وعلى الرغم من ذلك تظهر السجلات أن زيليكو ناقش الشيكات التي أرسلها السفير السعودي بندر بن سلطان وزوجته إلى "باسنان" مع مسؤول سعودي، وفي يوم 15 اكتوبر 2003 أجريت مقابلة مع نائب وزير الخارجية السعودي نزار مدني، أعرب عن عدم رضاه عن الإدعاءات المتعلقة بالأميرة هيفاء زوجة سفير السعودية في واشنطن، وأشاء إلى أنه كان قبيل المغالاة الإيحاء بأن الأميرة متورطة في العمل الإرهابي. واكد زيليكو لمدني أن اللجنة كانت تسعى جاهدة إلى معرفة دور "باسنان" في الوقت الذي كان فيه الإرهابيون الخاطفون "فيما بعد" في كاليفورنيا.
وفي تقريرها عن الهجمات الإرهابية خلصت لجنة 9/11 في استنتاجاتها إلى عدم وجود أي دليل على زوجة الأمير بندر يثبت تقديمها أموالا للإرهابيين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر سواء أن كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والمصدر الوحيد لهذا الاستنتاج ، مقابلة أجريت في مايو 2004 مع آدم دراكر عميل في الإف بي آي ولم يتم نشرها بالكامل، ولا تحتوي النسخ التي تم إخفاؤه من المقابلة على ذلك الأمير بندر وزوجته الأميرة هيفاء.
ولفتت "فلوريدا بولدوغ" إلى أنه ومع اقتراب مقابلة اللجنة مع الأمير بندر لوحظ أن زيليكو "شدد على اهمية" ذكر الوقائع كاملة"، ثم أشار إلى أنه يجب إجراء مقابلة أخرى مع السفير السعودي بندر بن سلطان وذلك لسؤاله حول مسألة معينة، وقال الموقع إنه أرسل رسالة بريد الكتروني لـ زيليكو هذا الاسبوع ليحدثهم عن "المسألة المعينة" التي كان يود طرحها على الأمير بندر، مضيفة أن زيليكو لم يتسطيع تذكرها. بل وقال إنه لم يتذكر اجراء مقابلة ثانية مع بندر أو غيرها من الرسائل المكتوبة المتبادلة في تلك الفترة.
محادثة أخرى:وفي سياق البحث عن تفاصيل التفاصيل المتعلقة بهجمات 11 سبتمبر، كشفت السجلات عن محادثة جديدة مع الأمير بندر كانت في يوم 5 مايو 2004، وعلى الرقم من ذكرها في المسودة الختامية لتقرير لجنة 9/11 إلا أنها اختفت من قائمة الأرشيف الوطني الخاص بالمقابلات التي اجرتها اللجنة. وتم تزويد الناشرين والمؤلفين هذا الأسبوع برسالة بريد الكتروني تضمنت تفاصيل لمكالمة هاتفية أجراها زيليكو مع الأمير بندر حول خروج الرحلات الجوية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر.
وأضاف فلوريدا بولدوغ في تقريرها أن المقابلة مع الأمير بندر والتي اجريت عام 2003 تتضمن اعترافا أخرا، حيث قال السفير السعودي: "في الحالتين، ربما تكون الحكومة الأمريكية قد أسقطت الكرة من يدها بصورة أو بأخرى، وكذلك فإن الحكومة السعودية قد أسقطت الكرة من يدها، سواء أن كان في مجال تطبيق القانون أو في عمل الإستخبارات".
وكشف الموقع الأمريكي أنه وخلال التحقيقات الأمريكية حول هجمات 11 سبتمبر تلقى مكتب التحقيقات الفيدرالي تقارير تزعم أن "باسنان" و"بيومي" هما في الواقع عملاء للمخابرات السعودية، مشيرة إلى أن الإدعاءات لم تثبت ذلك قط، وبدورها، فيما بعد، قالت محامية اللجنة ديتريش سنيل، عن باسنان "أن الشاهد يفتقر إلى المصداقية في كل ما قاله تقريبا". فيما كان بيومي أفضل منه قليلا، ويعتقد زيليكو الذي حضر جلسة الاستجواب أن بيومي لم يكن عميلا للمخابرات السعودية.
وعلى النقيض تماما ، عبر السيناتور الأمريكي السابق بوب غراهام، ترأس لجنة التحقيق المشتركة، عن قناعته مرارا وتكرار بأن كلا من "باسنان" و"بيومي" كانا ضباطا بالمخابرات السعودية.
وفي نفس السياق، قد ألمح الأمير بندر نفسه إلى أن المخابرات السعودية كانت تعرف الكثير، بل اكثر مما اعترفوا به علنا، عن الإرهابيين الذي اختطفوا الطائرات الأمريكية لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.وفي عام 2007 قال الأمير بندر أن الأمن السعودي كان يتابع بنشاط ودقة معظم تحركات الإرهابيين، مضيفا أنه في رأيه "إذا كانت السلطات الأمنية الأمريكية قد تعاونت مع نظيرتها في السعودية بطريقة جادة وبمصداقية لكان يمكن تجنب كل ما حدث في 11 سبتمبر.
ووصل تقرير فلوريدا بلوغ إلى الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية من 1977 إلى 2001، وقالت إنه ربما حل كل المشاكل والأسئلة المتعلقة بـ "بيومي" و"باسنان". وفي عام 2002 قال تركي الفيصل أنه منذ عام 1996 وبناءا على تعليمات القيادة العليا السعودية تمت مشاركة كل المعلومات الإستخباراتية التي جمعتها المملكة عن بن لادن وتنظيم القاعدة الإرهابي مع وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية.
وبعد عام على هذه التعليقات، تحدث تركي الفيصل الذي أصبح سفيرا للسعودية في المملكة المتحدة وقتذاك، عن اثنين من الإرهابيين الذي شاركوا في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر وهما "خالد المحضار ونواف الحازمي"، وفي اواخر 1999 ومطلع عام 2000 توجه المحضار والحازمي إلى ماليزيا لحضور إجتماع إرهابي مهم ، وقال الفيصل إنه أخبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن كلا الرجلين إرهابيين، مضيفا" ما قلناه للأمريكان أن المحضار والحازمي مدرجين في قائمة مراقبة الأشخاص السعوديين المتصلين بأنشطة تنظيم القاعدة الإرهابي".
واكد الموقع الأمريكي أنه لا يوجد إي مرجع أو إشارة عن مقابلة تركي الفيصل في قوائم الإرشيف الخاصة بوثائق لجنة 11 سبتمبر، وفي عام 2011 أثناء البحث في كتاب "اليوم الحادي عشر" استفسر المؤلفون عن إغفال الإرشيف لمقابلة تركي الفيص. " وكتب أحد المؤرشفين "لايمكنني تأكيد أو إنكار وجود مذكرات أومقابلة الأمير فيصل في السجلات"، كما قال المؤرشف لمراسل موقع فلوريد بولدوغ:" لايمكنني أن أخبرك أو أكشف لك أكثر مما يسمح لي.. واذا كان لدينا مذكرات متعلقة بالأمير تركي أيضا سيتم حجبها بالكامل".
وقال الموقع الأمريكي إن هناك مظلة شاملة متعلقة بحجب مثل هذه السجلات ، وبموجبها لا يسمح للجمهور بالإطلاع على أي وثيقة بشأن موضوع ما ، ولا يتم الإحتجاج على هذا الحجب إلا في الحالات المتعلقة بالأمن القومي فقط.
مقابلة تركي الفيصل السرية:وأضاف موقع فلوريدا بولدوغ أن مطالبته الأرشيف الوطني بالافصاح عن بعض المذكرت، قد وجدت استجابة قبل أسابيع فقط ، ما أدى إلى إكتشاف رسالة تؤكد وجود سجل أرشيفي لمقابلة الأمير تركي الفيصل، ومع ذلك قيل لنا أن وزارة الخارجية الأمريكية قررت عدم الكشف عنها "لأن من المتوقع أن يتسبب الكشف عن المقابلة في ضرر معين للأمن القومي الأمريكي"،لافتا إلى أنه بالإضافة إلى "المصادر السرية" فإن مقابلة الأمير تركي لا يمكن الكشف عنها، واكد الموقع أنه يعتزم تقديم طلب نهائي إلى مكتب أمن المعلومات بالأرشيف الوطني للكشف عن السجل الكامل للمقابلة.
وأشار موقع فلوريدا بولدوغ عن أسرار وخفايا هجمات 11 سبتمبر، أشار إلى إن زيليكو مدير اللجنة يعتقد بأنه أجرى بنفسه المقابلة مع رئيس المخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل، مشيرا إلى انه في حال أجرى هذه المقابلة فستكون حول أمر يتعلق بشكل كبير بعمل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية" وخلص إلى أنه لا يعرف الإجرابات المتعبة فيما يتعلق بعملية رفع السرية عن السجلات، مؤكدا أنهم قد قاموا بدورهم في مساعدة الناس من أجل الوصول إلى سجلات لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر.
وختم الموقع الأمريكي تقريره بالقول: " قد تكون المعلومات المتعلقة بالاتصالات التي أجراها المسؤولون السعوديون مع وكالة الاستخبارات المركزية قبل أحداث 11 سبتمبر هي معلومات حساسة للغاية."
ارسال التعليق