حدث وتحليل
أوهام الطائرات المسيرة: “السعودية، المرتبة الأولى عالمياً في الهياط العسكري”
[ادارة الموقع]
«استقصاء شديد الدقة بالاعتماد على الأدلة المفتوحة (OSINT)»
مقدمة
هذا التقرير يُوثّق، بالدليل المفتوح والروابط المعتبرة، الفجوة الصارخة بين الخطاب الإعلامي الرسمي في المملكة حول «صناعة الطائرات المسيّرة» وبين الواقع التقني واللوجستي.
نعمل بمنهج OSINT صارم، ونركّز على ثلاثة محاور أساسية: الاعتماد الخارجي الهائل على الشراء المباشر والتجميع (SKD/CKD)، فشل دعم السلاسل الحيوية الأساسية (المحركات، الحساسات، الذخائر، السوفتوير الأمني)، وتحليل وفضح أمثلة دعائية فضائحية مثل ادعاء «الدهان العازل».
الهدف الإجرائي من هذا التقرير هو إثبات كذب الادعاء بـ«الصناعة الوطنية للطيران المسير » عبر توثيق التبعية المفرطة للاستيراد (من الصين، تركيا، والغرب)، وربط هذا العجز بفشل التصدي العملي لهجمات الحوثيين الأخيرة، مع تحليل تقنية «صقر/KACST» وإخضاعها للاختبار الواقعي بناءً على البيانات المتاحة للعامة.
أولاً: الاعتماد الممنهج على الاستيراد (2014–2025)
تشير الوثائق المفتوحة والتقارير الإعلامية المتخصصة إلى أن عقود الاستحواذ على منصات جاهزة أو تجميعها كانت هي الأساس الاستراتيجي للقوة الجوية المسيّرة السعودية، مما يقوض أي ادعاء بتحقيق اكتفاء ذاتي في التصنيع.
1) الصين: منصات CH-4 و Wing Loong II
الاعتماد على الصين بدأ مبكراً وتم توثيقه بوضوح كحل سريع لتلبية الحاجة العملياتية.
شراء منصات CH-4 الصينية منذ 2014:كانت المملكة من أوائل مستخدمي طائرات CH-4 (القادرة على حمل ذخائر موجهة)، وهو ما وثقته تقارير متخصصة.هذا الشراء الأولي كان نقطة تحول أثبتت تفضيل الاستيراد الموثوق على التأخر في التطوير المحلي.
المرجع: Defense News (2021):https://www.defensenews.com/opinion/2021/04/23/chinas-surprising-drone-sales-in-the-middle-east/
صفقة Wing Loong II (2017) والحديث عن أكبر صفقة: تبع ذلك توقيع شراكة لإنتاج طائرات Wing Loong II داخل المملكة، وهو ما كان يروج له كـ«توطين».إلا أن نمط هذه الشراكات يميل بشكل كبير إلى التجميع (CKD) وليس تصنيع المكونات الحرجة.
المرجع: Defense News (2022)استمرار تحديث المنصات حتى 2024:الاعتماد على التحديثات والترقيات الأجنبية يؤكد أن القاعدة التصنيعية المحلية لم تصل إلى مستوى تطوير أنظمة متقدمة بشكل مستقل.
2) تركيا: صفقة Akıncı وتوطين «تجميع» لا تصنيع كامل
التحول إلى الشريك التركي (Baykar) يمثل أحدث مراحل الاستراتيجية القائمة على الشراء المباشر للمنصات عالية الأداء بدلاً من الاعتماد على منصات التطوير الوطنية.
صفقة قياسية معلنة في يوليو 2025:الإعلان عن تشغيل طائرات Akıncı لدى القوات الجوية والبحرية السعودية، مع ترويج إعلامي عن «التعاون الصناعي» .تحليل العجز: هذا التعاون يركز على نقل الخبرة التجميعية أو التشغيلية، بينما تظل المكونات الحرجة مثل محركات TV3-TD170 (المعتمدة على تقنية توربينات أوكرانية/روسية معدلة) وأنظمة الرادار المتقدمة (مثل رادارات AESA) خارج نطاق التصنيع المحلي الفعلي.المرجع: Janes (2025):مؤشرات Baykar/SAMI على نمط SKD/CKD: الأدلة تشير إلى أن أي «تصنيع» سعودي محتمل للطائرات التركية يقع ضمن نمط التجميع المخفض للمجموعات (Semi Knocked Down / Completely Knocked Down)، وهو ليس تصنيعاً أصيلاً يغطي المحركات، أنظمة الملاحة، أو الذخائر المدمجة.
3) الغرب: مفاوضات MQ-9B SeaGuardian (2025)
التوجه نحو الاستحواذ على منصات أمريكية عالية الأداء، مثل MQ-9B، يمثل قمة التبعية عندما تكون الحاجة ملحة، ويثبت أن البدائل الوطنية غير جاهزة عملياتياً.
Defense News: «صفقة ضخمة» MQ-9B للسعودية (فبراير 2025):المرجع: https://www.defensenews.com/global/mideast-africa/2025/02/19/general-atomics-eyes-huge-mq-9-sale-to-saudi-arabia/Breaking Defense: محادثات حتى 200 طائرة (مايو 2025):حجم الطلب يدل على الحاجة الماسة لملء الفراغ في قدرات المراقبة والاستطلاع بعيدة المدى (ISR)، وهو ما فشلت فيه المنصات المحلية المزعومة.المرجع: https://breakingdefense.com/2025/05/saudi-arabia-in-talks-to-buy-as-many-as-200-mq-9-drones-general-atomics-says/Reuters (أبريل 2025): الإشارة إلى حزمة طائرات تشمل SeaGuardian ضمن مقترحات أسلحة أكبر.المرجع: https://www.reuters.com/world/trump-poised-offer-saudi-arabia-over-100-bln-arms-package-sources-2025-04-24/الخلاصة لهذا القسم: الطلب السعودي المستمر والمكثف لمنصات أجنبية (صينية، تركية، أمريكية) يثبت عجز القاعدة الصناعية المحلية عن تأمين منصات قتالية كاملة وموثوقة، خاصة في المكوّنات عالية القيمة (المحركات التوربو، أنظمة الساتكوم، الكهروبصريات المتقدمة، الوصلة البياناتية المؤمنة، والذخائر الذكية).
ثانياً: تحليل ادّعاءات الصناعة الوطنية (KACST/Taqnia/SAMI)
التركيز على منصات مثل «صقر» التي تم الترويج لها كأمثلة على التصنيع الوطني، يكشف أنها تقع في نطاق "تكامل النظام" (System Integration) أكثر من كونها "تصنيع كامل".
الإعلان الرسمي عن اكتمال المرحلة الأولى لمصنع الطائرات المسيرة (يونيو 2017):المرجع : Arab News: https://www.arabnews.com/node/1116351/ampالمواصفات المنسوبة لـ«صقر 1» 2017مدى يصل إلى 2500 كم.مدة طيران تتراوح بين 24–48 ساعة (Endurance).اعتماد مزعوم على اتصالات ساتكوم.هيكل من ألياف الكربون/الزجاج.تصريحات «صُمِّمت وصُنِّعت بأيادٍ سعودية» (2017):المرجع: Arab News: https://www.arabnews.com/node/1098376/saudi-arabiaالإشارة إلى صقر 2، 3، 4 وبناء 38 وحدة حتى أغسطس 2014: (المرجع نفسه أعلاه).
التحليل الفني النقدي: تفكيك الادعاءات
إن مواصفات مثل طيران 24–48 ساعة (Endurance) لمنصة استطلاع كبيرة الحجم تفرض متطلبات تقنية صارمة لا يمكن تحقيقها بتركيب محركات مستوردة بسيطة.
المحركات (Engines): أي منصة endurance بهذا العيار تتطلب محركات احتراق داخلي عالية الاعتمادية (مثل محركات Rotax الألمانية/النمساوية، أو مكافئات توربينية/ديزل مُحسَّنة،) لا وجود لأي سلسلة توريد سعودية موثقة أو إعلان عن إنتاج هذه المحركات محلياً، استيراد المحرك يمثل 30-50% من قيمة الطائرة بدون طيار.اتصالات ساتكوم (SATCOM): لا توجد أي منشورات تقنية أو براءات اختراع سعودية موثقة حول صنع منظومات اتصالات فضائية آمنة (COMSAT) أو تصميم موجات راديو (waveform) مقاومة للتشويش، أي استخدام للساتكوم يعتمد حتماً على أجهزة استقبال وإرسال مُصنعة غربياً أو آسيوياً، وعلى أقمار صناعية مملوكة لجهات أجنبية.كهروبصريات/ISR (Electro-Optics/InfraRed): غياب منشورات تقنية محكَّمة أو كتالوجات لحساسات سعودية (مثل كرات الـEO/IR Gimbal، أو رادارات SAR/GMTI) ذات قدرات تنافسية ومُختبرة ميدانياً، الشركات الكبرى تدرج مواصفات الأداء (مثل MTF, NETD, SWaP-C) في كتالوجاتها؛ هذه البيانات غائبة تماماً للمنتجات «السعودية»، الاعتماد يكون غالباً على حساسات مستوردة يتم دمجها.الذخائر (Munitions): لا توجد أدلة على تصنيع ذخائر جو-أرض موجهة صغيرة الحجم (على غرار تركية MAM-L أو الأمريكية Griffin) محلياً، الصفقات العسكرية الأخيرة تؤكد استمرار الاستيراد لسد الحاجة من الذخائر الذكية.الاستنتاج: عبارة «صُنِّعت بأيادٍ سعودية» تُفهم في السياق التقني كـ«تجميع وتكامل نظامي محدود» (System Integration) لمكونات مستوردة، لا تصنيع شامل أو تطوير للمكونات الأساسية.
ثالثاً: فضيحة «الدهان العازل» المزعوم
أحد أكثر الأمثلة وضوحاً على الدعاية الإعلامية التي تتجاوز الحدود العلمية هي قصة الطلاء المُروَّج له على أنه يحمي المباني من صواريخ كروز والرصاص.
أدلة الفيديو على الترويج الإعلامي:تم تداول مقاطع تظهر إعلانات عن هذا المنتج كـ«إنجاز عسكري سعودي»قناة العربية (يوتيوب – يونيو 2020):https://www.youtube.com/shorts/l6vvS9Qnd2E (كمثال على الترويج الرسمي).فيديوهات متداولة: ترويج لوجود «مصنع عسكري سعودي ينتج دهانات مضادة للرصاص وصواريخ كروز» (مقارنة ساخرة أو مباشرة). https://www.youtube.com/watch?v=ccBHYdBsCx4نقد ساخر واسع النطاق: سخرية واسعة من هذا الادعاء عبر المنصات المختلفة، مثل: https://www.youtube.com/watch?v=QXdV6Br-kFU
التحليل العلمي الصارم
الفيزياء الهندسية وعلم المواد لا يدعمان هذا الادعاء بأي شكل عملي:
صواريخ كروز (Cruise Missiles): صاروخ كروز يمتلك طاقة حركية هائلة (كتلة وسرعة تحت-صوتية عالية)، بالإضافة إلى رأس حربي مصمم للاختراق أو الانفجار الشديد، لا يمكن لـ«طلاء سطحي» (حتى لو كان بوليمرياً متطوراً) أن يعمل كحاجز فعال ضد هذه القوى المركزة.مقاومة الرصاص: يمكن للطلاءات المتخصصة أن تساهم في تشتيت الشظايا أو زيادة مقاومة المواد الهيكلية ضد اختراق الرصاص عالي السرعة (مثل طلاءات Kevlar الممزوجة)، ولكن هذا لا ينطبق على طلاء يوضع على سطح خرساني أو معدني عادي ليمنع اختراقه بالكامل.المعايير المفقودة: الادعاء بـ«طلاء مضاد للصواريخ» هو دعاية محضة ما لم يتم دعمه بمواصفات اختبار معيارية عالمية (مثل STANAG, MIL-STD, أو ASTM impact/penetration standards)، والتي تحدد سرعة الاختبار، وطاقة التأثير، وسمك الاختراق المسموح به، هذه المعايير غائبة تماماً عن الترويج للمنتج.االنتيجة: فضيحة «الدهان العازل» هي مثال دعائي فاضح يستغل جهل الجمهور بقوانين الفيزياء والهندسة لتمرير إنجاز وهمي لا قيمة له على أرض الواقع القتالي.
رابعاً: دراسة حالة قصف أرامكو (أبقيق وخريص، 14 سبتمبر 2019)
نتائج هجمات سبتمبر 2019 على منشآت أرامكو تمثل الاختبار الميداني الحقيقي لفعالية الدفاعات الجوية والقدرات التكنولوجية المزعومة.
تقارير مرجعية حول الهجوم والفجوات الدفاعية:CSIS (يونيو 2020):تحليل يركز على أن الضربة استخدمت مزيجاً من الصواريخ الكروز والطائرات المسيرة التي استغلت نقاط ضعف أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.المرجع: https://missilethreat.csis.org/wp-content/uploads/2020/06/The-Missile-War-in-Yemen_June-2020.pdfIISS (ورقة سياسات 2022):إشارة إلى أن الهجوم كشف عن أنظمة الدفاع الجوي كانت مهيأة لتهديدات تقليدية أعلى ارتفاعاً، وليست للتهديدات منخفضة الارتفاع وبصمات الرادار الصغيرة.المرجع: https://www.iiss.org/globalassets/media-library---content--migration/files/research-papers/2022/05/the-defence-policy-and-economics-of-the-middle-east-and-north-africa1.pdf
الخلاصة التشغيلية من أبقيق–خريص
الضربة كشفت فجوات قاتلة في تغطية الدفاعات الجوية متعددة الطبقات (Layered Air Defense) ضد طائرات مسيّرة بصمات رادار منخفضة (مثل المسير الانتحاري) وصواريخ كروز تتسلل على ارتفاع منخفض.
النتيجة: أي ادّعاءات «ابتكار دفاعي» أو قدرات تصنيعية محلية لم تظهر فعاليتها في صد الهجوم الموثق.
إن انتقال الحوثيين/إيران إلى نموذج «مكونات عالية القيمة تُنقل وتُركّب محلياً» يعني أن التصدي الفعال مرهون بقدرات ISR فعلية (رادارات كشف منخفضة المقطع، شبكة C2 مؤمنة، حساسات EO/IR طويلة المدى)، وهي القدرات التي أثبت القسم الأول والثاني غيابها أو اعتمادها الكلي على الاستيراد.
خامساً: الفجوات التقنية —
كل الادعاءات حول “تصنيع كامل” للطائرات المسيّرة السعودية تنهار حين تفتح الغطاء وتفحص المكوّنات الأساسية.
المحركات:
يُقال إن السعودية تصنع محركات للطيران الطويل تصل إلى 48 ساعة.
الحقيقة أبسط وأقسى: لا يوجد في المملكة مصنع ينتج هذه النوعية من المحركات، أغلب ما يُستخدم هو محركات Rotax النمساوية أو بدائل صينية مشابهة تُركّب داخل الخط التجميعي، سواء في مصانع SAMI أو عبر شراكات Baykar التركية.
أي توقف في المصدر الخارجي يعني توقف الطائرات نفسها.
الحساسات (معدات التصوير والرصد):
تظهر في الإعلانات عبارة “أنظمة استطلاع سعودية”، لكن كل المنظومات البصرية والحرارية من نوع EO/IR مركّبة من شركات أجنبية، بعض النماذج مأخوذة حرفياً من طائرات CH‑4 الصينية و Wing Loong II، ولا يوجد أي كاميرا أو رادار SAR من تصنيع سعودي فعلي، كل ما يحدث مجرد دمج تقني لمكونات مستوردة.
الاتصالات:
الحديث الإعلامي عن “شبكات اتصال عسكرية مشفرة سعودية” مجرد تكرار دعائي، لا توجد أي وصلة بيانات محلية الصنع أو مقاومة للتشويش (Anti‑Jamming) يعتد بها.
ما يُستخدم هو أنظمة أجنبية تعتمد على بروتوكولات تُشبه تلك المستخدمة في طائرات MQ‑9 Reaper الأمريكية، مما يجعل السيطرة النهائية دائمة في يد المورد الأجنبي.
الذخائر الموجّهة:
أما “الذخائر الذكية”، فقصتها أوضح من أن تُخفى.
لا يوجد مصنع سعودي ينتج ذخائر موجهة مثل MAM‑L التابعة لشركة Baykar أو أنظمة مماثلة، كل الذخائر الموجودة تُستورد وتُركّب على المنصات بعد وصولها من الخارج، دون وجود برنامج تصنيع فعلي موثّق.
الخلاصة:
الطائرات المسيرة السعودية ما زالت برّاقة الشكل، فقيرة الجوهر، كل أجنحتها ومحرّكاتها وعيونها وذخائرها تأتي من الخارج.
ما يُسمّى “تصنيعاً وطنياً كاملاً” لا يتعدّى كونه دهاناً إعلامياً على جسد مصنوع في مصانع الآخرين.
سادساً: الخطاب الرسمي مقابل الواقع
هناك تباين جوهري بين التصريحات الموجهة داخلياً وخارجياً والبيانات المتاحة حول عقود التوريد الحقيقية:
{الخطاب الإعلامي} مقابل { الواقع التقني والتشغيلي}:
التصنيع:
الإدعاء: {«صناعة وطنية»، «أيادٍ سعودية»، «تحقيق الاكتفاء»}.
الواقع: {سلاسل توريد أجنبية، تجميع مجموعات (SKD/CKD)، مفاوضات شِراء لمنصات جاهزة (Akıncı, MQ-9B)}.
القدرة الدفاعية:
الإدعاء:{ إظهار تفوق تكنولوجي مبتكر}
الواقع: {فشل ميداني موثّق ضد تهديدات منخفضة الكلفة نسبياً (هجمات أبقيق وخريص)}
الابتكار:
الإدعاء: {الإعلان عن إنجازات تقنية (مثل الدهان المضاد للصواريخ)}
الواقع: {ترويج لإنجازات دعائية تخالف أساسيات علم المواد والهندسة العسكرية}.
سابعاً: النتيجة
الوهم الصناعي: إن ادّعاء «صناعة الطيران المسير السعودي» في صيغته الإعلامية الحالية هو بناء وهمي يقوم على تجميع مكونات مستوردة وتلميع دعائي فج.الفجوات البنيوية التي لا يمكن تجاوزها بسهولة (المحركات، الحساسات المتقدمة، شبكات الاتصالات المؤمنة، إنتاج الذخائر الدقيقة) تجعل أي حديث عن «تصنيع كامل» ضرباً من التضليل الذي يهدف لخدمة الرؤية الترويجية.
الدعاية أولاً: فضيحة «الدهان العازل» تُلخّص عقلية العلاقات العامة التي تُفضّل اللقطة الدعائية والميكروفون المفتوح على المعايير العلمية الصارمة أو الاختبارات الميدانية الموثقة.اختبار الميدان: ضربات أبقيق–خريص تكشف أن «الابتكار الدفاعي المزعوم» لم يوجد حيث يجب أن يُرى: على خطوط النار ضد التهديدات الحالية والمستقبلية.
ثامناً: توصيات عملية للمتابعة (OSINT)
لإبقاء هذا التقرير حياً ومُحدّثاً، يجب التركيز على المسارات التالية:
أرشفة البيانات: توسيع العينة عبر أرشفة جميع البيانات المتاحة من SAMI/Taqnia/KACST بين 2016–2025، واستخراج ادعاءات الأداء وربطها بشكل مباشر بالمنتجات الأجنبية المستوردة أو التي تم الإبلاغ عن شراؤها.تتبّع المورّدين (Supply Chain Tracing): حصر مورّدي المحركات والحساسات والذخائر عبر تحليل الإعلانات الجمركية المتاحة (إن أمكن) أو تقارير تحليل الصناعات الدفاعية التي ترصد مكونات الطائرات الصينية والتركية المُجمَّعة محلياً.اختبار ادّعاءات «Saqr 1»: البحث المكثف عن صور الأقمار الصناعية (High-Resolution Imagery) أو مشاهد فيديو تُظهر وجوداً فعلياً وموثقاً لطلعات تدريبية ذات مدة طيران (Endurance) تصل إلى المواصفات المعلنة (24-48 ساعة)، أو تظهر منصات قتال حقيقية محمّلة بأسلحة محلية.الرصد الميداني المقارن: تجميع قاعدة بيانات شاملة للهجمات الحوثية الأخيرة (2023-2025)، والبحث عن إشارات واضحة تُثبت مشاركة منصات «محلية» في صد الهجمات الجوية، مقابل الأدلة الكثيرة على استخدام صواريخ اعتراض غربية أو مراجعات لآلية الاعتراض.
الخلاصة:
الشيء الوحيد الموثّق فعلاً في الصناعة العسكرية السعودية، وخاصة في مشروع الطائرات المسيّرة، ليس المحركات ولا الحساسات ولا الذخائر الذكية — بل الكذب الإعلامي المنظّم الذي يُسمّى محلياً “الهياط السعودي”.
لقد نجح آل سعود في تحويل العجز التقني إلى إنجاز بلاغي، وصار تجميع البراغي بطولة، ودهان الهياكل ملحمة.
فإن كان للعالم الصناعي كتاب غينيس للتميّز، فللعالم العربي باب خاص يُفتح لهم وحدهم تحت عنوان:
“السعودية، المرتبة الأولى عالمياً في الهياط العسكري”.
لا طائرات تُحلّق، ولا مصانع تُنتج، لكن الدعاية تطير وتنفجر في السماء كالألعاب النارية حول قصر الملك، تلمعُ قليلاً… ثم تخمد، تاركةً وراءها دخاناً من الوهم.
ملاحق (روابط رئيسية)
الموضوعالمصدرالرابطCH-4 (2014)DefenseNews (المبيعات الصينية )https://www.defensenews.com/opinion/2021/04/23/chinas-surprising-drone-sales-in-the-middle-east/Wing Loong II (2017)DefenseNews (الشراكة الصناعية)https://www.defensenews.com/unmanned/2022/03/09/chinese-and-saudi-firms-create-joint-venture-to-make-military-drones-in-the-kingdom/Akıncı (يوليو 2025)Janes (الصفقة القياسية التركية)https://www.janes.com/osint-insights/defence-news/air/saudi-signs-for-akinci-uavs-in-record-deal-with-turkeyMQ-9B (فبراير 2025)DefenseNews (صفقة جنرال أتوميكس)https://www.defensenews.com/global/mideast-africa/2025/02/19/general-atomics-eyes-huge-mq-9-sale-to-saudi-arabia/MQ-9B (مايو 2025)BreakingDefense (محادثات 200 طائرة)https://breakingdefense.com/2025/05/saudi-arabia-in-talks-to-buy-as-many-as-200-mq-9-drones-general-atomics-says/Reuters (أبريل 2025)حزمة الأسلحة الشاملةhttps://www.reuters.com/world/trump-poised-offer-saudi-arabia-over-100-bln-arms-package-sources-2025-04-24/KACST/Saqr (2017)Arab News (إطلاق المصنع)https://www.arabnews.com/node/1116351/ampKACST/Saqr (2017)Arab News (تصريحات التصنيع)https://www.arabnews.com/node/1098376/saudi-arabia«دهان مضاد للصواريخ»العربية/يوتيوب (الترويج)https://www.youtube.com/shorts/l6vvS9Qnd2Eأرامكو/أبقيق–خريصCSIS (تحليل الهجوم)https://missilethreat.csis.org/wp-content/uploads/2020/06/The-Missile-War-in-Yemen_June-2020.pdfأرامكو/أبقيق–خريصIISS (ورقة سياسات الدفاع)https://www.iiss.org/globalassets/media-library---content--migration/files/research-papers/2022/05/the-defence-policy-and-economics-of-the-middle-east-and-north-africa1.pdf
خاتمة تنفيذية
بهذا، تكتمل حزمة الدليل المبني على الأدلة المفتوحة (OSINT) لإثبات الكذب المؤسسي في ادّعاء «صناعة الطيران المسير » بشكلها الكامل والمستقل.
يعتمد النظام الدفاعي المسيَّر السعودي بشكل أساسي على الاستيراد، بينما يتم ترويج مشاريع التجميع المحلي كإنجازات تصنيعية كاملة.
سيُتبَع التقرير بتحديثات دورية عند إضافة أي روابط أرشيفية جديدة، صور أقمار صناعية داعمة، أو عند رصد أي مؤشرات جديدة تؤكد أو تنفي مسار الاعتماد الخارجي في مواجهة الهجمات الحديثة.
الكاتب: حركة الحرية والتغيير
ارسال التعليق