جرائم وانتهاكات
منظمة حقوقية تسلط الضوء على قضية المعتقل يوسف المناسف
في وقت يستعد فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة العاصمة الأميركية واشنطن ولقاء الرئيس دونالد ترامب في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، كشفت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي – DAWN عن تقرير يؤكد تصاعد حملة الإعدامات في السعودية إلى مستويات غير مسبوقة، في ظل غياب تام للمساءلة الدولية وتواطؤ واضح من حلفاء الرياض، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
ووفق التقرير الذي حمل عنوان “صرخات في الظلام: حملة الإعدامات في السعودية تتواصل بالزامن مع زيارة رسمية إلى واشنطن”، فقد نفذت السلطات السعودية أكثر من 322 حكم إعدام منذ مطلع عام 2025، بينهم 183 من العمال الأجانب، في انتهاك صارخ للمعايير الدولية. وأشار التقرير إلى أن النظام السعودي يستخدم عقوبة الإعدام كسلاح سياسي لإسكات المعارضين، بمن فيهم القُصّر، والحقوقيون، والعلماء، وكل من يعبر عن رأي مخالف.
وسلّطت المنظمة الضوء على قضية يوسف المناسف، الذي اعتُقل وهو في الخامسة عشرة من عمره، واتُّهم بالمشاركة في احتجاجات سلمية، قبل أن يُدان استنادا إلى اعترافات انتُزعت تحت التعذيب. وبعدما ألغت المحكمة العليا حكم الإعدام الصادر بحقه العام الماضي، أُعيدت محاكمته مجددا ليصدر الحكم نفسه بناء على الأدلة ذاتها.
كما أشار التقرير إلى إعدام الشاب جلال اللباد في وقت سابق، بعد محاكمة تفتقر لأبسط معايير العدالة، بتهمة مماثلة، وهي المشاركة في مظاهرات خلال طفولته، في وقت يُنتظر فيه تنفيذ الحكم بحق المعتقل عبدالله الحويطي الذي اعتُقل وعمره 14 عاما.
وأكدت “داون” أن السعودية نفذت 345 إعداما العام الماضي، محطمة رقمها القياسي السابق، ومتجهة إلى كسر هذا الرقم مجددا في العام الجاري، رغم الانتقادات الحقوقية الدولية. وأوضح التقرير أن وتيرة الإعدامات ازدادت منذ صعود محمد بن سلمان إلى السلطة، حيث تضاعف معدل تنفيذها خمس مرات مقارنة بما قبل عام 2015.
وأشار التقرير إلى أن الرياض باتت تتبع سياسة الإعدامات المتقطعة تنفيذ عمليات إعدام متكررة بأعداد صغيرة — لتجنّب العناوين الإعلامية الكبرى، بعد أن كانت تنفذ إعدامات جماعية كما حدث في مارس/ آذار 2022 حين أعدمت 81 شخصا في يومٍ واحد.
وانتقدت “داون” ازدواجية المعايير الأميركية، إذ تستمر واشنطن في استقبال ابن سلمان كحليف وشريك استراتيجي رغم مسؤوليته عن اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في إسطنبول عام 2018، ورغم تزايد الانتهاكات الممنهجة بحق النشطاء والمفكرين.
وختم التقرير بالقول إن كل رقم في قائمة الإعدامات هو إنسان كانت له حياة وأحلام، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف التواطؤ مع النظام السعودي وفرض مساءلة حقيقية على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد.
ارسال التعليق