ابن سلمان يحقق نبوءة عبدالله النفيسي
استعاد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تضمّنَ لقاءً قديماً مع الأكاديمي والمفكر الكويتي البارز الدكتور عبد الله النفيسي، قبل 23 عاماً يتحدث فيه عن مستقبل المنطقة، وكأنه كان يتنبأ بما سيحدث في الخليج وخاصة بالسعودية.
وفي المقابلة التي أجرتْها معه قناة الجزيرة في يونيو عام 1999، كان “النفيسي” يصف ما يجري بالمنطقة آنذاك بأنه “مشروع أمريكي مخطط له مسبقًا لإبعاد الجزيرة العربية عن هويتها الإسلامية كمقدمة للسيطرة على المنطقة وبداية لقدوم الإسرائيليين”.
وقال الأكاديمي الكويتي لمحاوره الإعلامي أحمد منصور، إن الأمريكان حريصون على شيئين في الخليج اليوم “وهما تفكيك الحالة الإسلامية في الجزيرة العربية.. والشيء الثاني إعادة صياغة للمجتمعات الخليجية والجزيرة العربية”.
وأرجع عبدالله النفيسي ذلك، “لأن الأمريكيين –كما قال – يهدفون للمجيء إلى الخليج والمكوث فيه، ومكوثهم هذا كما قال مقدمة لمجيء الإسرائيليين وغيرهم إلى المنطقة”.
وأضاف أن “الحالة الإسلامية وخاصة في السعودية هي المعيق الأساسي للأمريكان وغيرهم”.
ومضى بالإشارة إلى أن ثمة إستراتيجية أمريكية تهدف لضرورة تفكيك هذه الحالة الإسلامية، سواء تمثلت بالحركة الدستورية أو السلفية.
كما عبّر المفكر الكويتي عن اعتقاده آنذاك -الحوار كان عام 1999- بأنه في بحر السنوات القادمة سوف تضيق الدائرة على كافة الإسلاميين بشتى راياتهم ومسمياتهم في دول الخليج والجزيرة العربية، حسب وصفه.
وتفاعلَ مستخدمو “تويتر” مع الفيديو المستعاد وتنبؤ النفسي بما ستؤول إليه الأحوال في المملكة، التي بات محمد بن سلمان حاكمها الفعلي، وهو مَن حقق بالفعل نبوءة المفكر الكويتي تلك بنزع الهوية الإسلامية وتفكيكها في السعودية.
كما وصل الفساد في المملكة المحافظة إلى مستوى غير مسبوق، تحت مظلة رسمية وبرعاية مباشرة من الديوان الملكي.
وظهر ذلك جلياً في حفلات الغناء والرقص التي ينظمها مستشار ولي العهد تركي آل الشيخ، عبر هيئة الترفيه التي يرأسها والممولة بميزانية ضخمة جداً، يغرف منها (آل الشيخ) دون حسيب أو رقيب، وفي المقابل ألغيت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي ظلت سمة أساسية للمملكة طيلة عقود.
وفي تفاعل مع حديث الدكتور النفيسي القديم ونبوءته التي تحققت بالفعل، علق “إبراهيم حسين الويس”: “الجزيرة آخر قلاع المسلمين وأقواها تحصينا استعان الأعداء بالدب الداشر على هدمها فانهدمت عليه لعائن الله تترى”.
وعلّقَ آخر: “قبل عقدين من الزمان الدكتور عبد الله النفيسي يتحدث عما يجري اليوم من حرب على “الصحوة الإسلامية” وفرض “الترفيه التغريبي” و”العلمانية” على الأمة واعتقال العلماء والمصلحين”.
وعقب حساب باسم “البكباشي”: “نظره واستقراء من حديث للدكتور عبد الله النفيسي عام ١٩٩٩ لما سيحصل في الخليج العربي من تضييق الخناق على الإسلاميين ومحاولة محو كافة المظاهر الإسلامية”.
وتساءلت صاحبة حساب “بنت السلاطين”: “لماذا لم يستفد الإسلاميون من كتابات النفيسي النقدية.. خاصة كتاب “عندما يحكم الإسلام” نشر سنة 1980″.
وكان الدكتور عبدالله النفيسي، قد فجّر مفاجأة من العيار الثقيل في يوليو 2021، حين كشف بأن موجة إلحاد تستهدف شباب الخليج العربي، وتقف وراءها جهات عالمية خاصة.
وقال عبد الله النفيسي في سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمي على موقع التدوين “تويتر”، بأن الحرب على الإسلام تتزامن مع موجة التطبيع مع العدو الصهيوني.
فذكّر بالقرآن : ( فلا تعجل عليهم إنَّما نعدّ لهم عدّا ) 84 مريم . يقول عزّ ذكره : إنَّما نؤخّر إهلاكهم ( أي الْكُفَّار) ليزدادوا إثماً ونحن نعدّ أعمالهم كلّها ونحصيها حتى أنفاسهم التي يتنفّسون في الدنيا فهي معدودةً . تفسير الطّبري .
واستهلّ عبد الله النفيسي تحذيره بالآية القرآنية: “(فلا تعجل عليهم إنَّما نعدّ لهم عدّا) 84 مريم، وشرح قائلاً: يقول عزّ ذكره: إنَّما نؤخّر إهلاكهم (أي الْكُفَّار) ليزدادوا إثمًا ونحن نعدّ أعمالهم كلّها ونحصيها حتى أنفاسهم التي يتنفّسون في الدنيا فهي معدودةً (تفسير الطّبري)”.
ويشار إلى أن المفكر الكويتي البارز كان له العديد من الدراسات والتصريحات قديماً فضلاً عن كتاباته، تنبأ فيها بأحداث وتغيرات بالمنطقة، وتحقق منها الكثير بالفعل الآن وخلال السنوات الماضية.
وهو ما أكسبه شعبية كبيرة في الكويت والوطن العربي، وجعل تحليلاته محلّ ثقة ومتابعة من قبل العديد من الساسة والنشطاء وكذلك العوام.
ارسال التعليق