“اندبندنت عربية”.. بوق غير مهني في خدمة تحريض آل سعود
التغيير
تواجه صحيفة “اندبندنت عربية” حملات انتقادات واستياء متزايدة على خلفية تحولها إلى بوق غير مهني فاقد للمصداقة في خدمة نظام آل سعود وحملاته التحريضية.
الصحيفة الاليكترونية الناطقة بالعربية -حديثة النشأة- ورغم امتياز الاسم العريق تعاني ومنذ انطلاقتها المتعثرة قصورا مهنيا وسياسيا في تغطيتها الصحفية بعيدا عن المعايير المهنية والحد الأدنى من المصداقية.
ومنذ إعلان صحيفة الإندبنتدنت البريطانية الشهرية منتصف عام 2018 عن صفقة مع نظام آل سعود لإطلاق أربعة مواقع لها باللغات العربية، والتركية، والفارسية، والأوردو ومصداقيتها لدى الجمهور في تراجع وانحسار شديدين.
ولا يصعب على القارئ أن يلحظ الخفة والاستسهال في إعداد وصياغة وعرض المواد الصحفية الموجهة لـ ”اندبندنت عربية” وافتقاد المهنية والحيادية في أبسط الحدود واعتماد طريقة التلقين والتدجين مع القراء والمتابعين الأمر الذي يضع مزيدا من علامات التعجب والاستفهام أمام سياسة تحرير صحيفة عربية باسم واحدة من أعرق الصحف في بريطانيا والغرب وما هي أخبار المهنية.
وكان تم إطلاق “اندبندنت عربية” عقب تعاقد الصحيفة البريطانية مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق “SRMG” التابعة لنظام آل سعود.
وفي حينه تم الادعاء أن المواقع الأربعة تهدف إلى نشر أخبار وتحليلات عن الأحداث والعلاقات الدولية، بالإضافة إلى مقالات وتقارير مترجمة من النسخة الإنكليزية الأم.
وفي 12 نيسان/أبريل 2019 تم الإعلان في حفل أقيم في دبي عن انطلاق “اندبندنت عربية”، غير أن المراقب لأدائها يلحظ عدم انحدار معاييرها المهنية وانسياقها بشكل سافر في خدمة رواية آل سعود.
فقد تم تسخير “اندبندنت عربية” لأهداف التحريض والتشويه الإعلامي وتلفيق التهم جزافا ونشر فضائح مختلقة ومفبركة لخصوم نظام آل سعود والإمارات دون أدنى معايير للمصداقية أو المهنية.
وبينما ظلت “اندبندنت عربية” محدودة الانتشار والتأثير في الإعلام العربي فإن مضامينها الإعلامية عبرت عن سوء مقاصدها وتسخير أداة إعلامية للتغطية على انتهاكات نظام آل سعود وفضائحه التي لا تنتهي.
وبرز في أداء “اندبندنت عربية” بشكل فضح التحريض على حركات الإسلام السياسي التي يعتبرها نظام آل سعود عدوا له لاسيما في عهد محمد بن سلمان الساعي دائما لنشر التشويه والتحريض.
وقد طال هذا التحريض حتى رموز المقاومة الفلسطينية وشهداء اغتالتهم إسرائيل لتربطهم “اندبندنت عربية” مباشرة بصراعات إقليمية في تشويه متعمد يفصح عن نوايا خبيثة لا تقوم على أي مهنية في التغطية الإعلامية.
من ذلك تبني “اندبندنت عربية” رواية الجيش الإسرائيلي كاملة عندما اغتال القيادي في المقاومة الفلسطينية حامد الخضري ووصفه بأنه “الشريان الرئيسي لأموال إيران إلى غزة”.
كما تركز “اندبندنت عربية” على تشويه حركات الإسلام السياسي في اليمن ومحاولة ربطها بجماعة أنصار الله في تحريض مشين يفتقد لأي مصداقية أو دلائل.
من ذلك نشر الصحيفة في شباط/فبراير الماضي تقريرا بعنوان “الإخوان وأنصار الله… تحالف حقيقي أم مناورة سياسية في اليمن؟” وكما يبدو يتبنى الموضوع بداية من العنوان التسويق لتخريج سياسي لا ينفي شواهد ومعطيات التحالف بين الطرفين بل يذهب إلى التماس التأويلات وإعادة التسمية للمدلولات باعتبارها “مناورة سياسية”.
ويبرز هنا أن تغيير التسمية والوصف ليس إلا مناورة بدلا عن تحالف يغير في قيمة ومضمون الدلالات وطبيعة الوقائع طالما لا ينفيها.
ويلاحظ أن مضمون التقرير المذكور ينطوي على تجديف ويتبنى إدانة حكومة هادي بالتواطؤ والتخلي عن المعركة مع أنصار الله ضمنيا.
وبالإجمال فإن التقرير المذكور شكل مناسبة تضاف إلى سوابق وهفوات كثيرة كرست تصورا سلبيا قوبل بتحفظات وشكوك تطال سياسة تحرير وتوجه الصحيفة فيما يتعلق بالملفات الإقليمية وافتقادها للمهنية والمصداقية.
ارسال التعليق