من الإعلام
ترامب يجبر السعودية عن صفقة الأسلحة الأكبر في التاريخ
اعتبرت صحيفة "فورين أفيرز" إن "ترامب ربما يسعى إلى إبرام صفقات أسلحة واستثمارات في الولايات المتحدة، وقد يأمل في إثراء نفسه شخصيا من خلال استثمارات خليجية في عقارات ترامب وصناديقه الاستثمارية وعملاته الرقمية".
وأضافت أن "الكثيرين يعتقدون أن ترامب لديه طموحات كبيرة، ومن المحتمل أن تكون زيارته متعلقة بشكل رئيسي بإيران، تزامنا مع المفاوضات التي تجريها إدارته بشأن برنامج طهران النووي"، موضحة أنه "نظرا للطبيعة المتقلبة لإدارة ترامب والخلافات الداخلية بين مستشاري الرئيس، فإن زيارته قد تمهد الطريق بسهولة لحرب مع إيران، كما قد تمهد الطريق لتوقيع اتفاق نووي".
ولفتت إلى أن قادة "دول الخليج" كانوا يأملون إعادة انتخاب ترامب، لأنهم حققوا نجاحا خلال فترة ولايته الأولى، ولم يكن لديهم الكثير من الود تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن بعد 100 يوم من إدارة ترامب الثانية، يشعر هؤلاء القادة بالحيرة والقلق.
وتابعت: "تبدو سياسات ترامب في الشرق الأوسط مشابهة لسياسات بايدن"، موضحة أن "سياسات ترامب تجاه غزة واليمن الممزقتين بالحرب، هي في جوهرها نسخ أكثر وحشية وأقل تحفظا من تلك التي انتهجها بايدن".
وذكرت المجلة أن "الرئيسين يختلفان في الأسلوب والقدرة على التنبؤ، فقد كان بايدن وفريقه موثوقين ومألوفين، بينما يعلم قادة المنطقة أن ترامب يمكن أن يغير رأيه دون سابق إنذار، وإنهم يخشون أن تؤدي رسومه الجمركية إلى ركود عالمي".
وأشارت إلى أن هناك خشية من أن يؤدي إنهاء ترامب للمساعدات الخارجية، لزعزعة استقرار الدول المتلقية لها مثل الأردن، منوهة إلى أن قرار زيارة جميع القوى الخليجية الثلاثة وليس فقط "السعودية"، يهدف إلى منع الانقسام الذي حدث بعد زيارته عام 2017.
ولفتت إلى أن الفترة التي سبقت زيارة ترامب، وهي أول رحلة خارجية له في ولايته الثانية، ركزت بشكل كبير على الاقتصاد، ويأمل ترامب في توقيع صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار مع "السعودية"، وتشجيع الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي.
وتابعت: "في الواقع، سيكون أي التزام سعودي في الغالب شكليا، حيث تعاني المملكة من انخفاض أسعار النفط والمتطلبات الاقتصادية المحلية، ونادرا ما تفي بمثل هذه الوعود. قد يكون ترامب أيضا مهتما بمصالحه الشخصية".
وفي هذا السياق تساءلت أنيل شيلين، الباحثة في برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي لمجلة Responsible Statecraft" ":على الرغم من أن السعوديين وافقوا، كما يُزعم، على أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ، على غرار الكميات الهائلة من الأسلحة التي وافق محمد بن سلمان آل سعود على شرائها خلال ولاية ترامب الأولى، فإنّ العديد من هذه الالتزامات الأولية قد لا تُترجم فعلياً إلى مشتريات أسلحة".
وعلى منصة "إكس"، علّق فؤاد ابراهيم على المشاهد المنقولة من الرياض بالقول "يتسابق عبيد الخليج في تقديم القرابين للآلهة الاميركية، احدهم يقدم طائرة فاخرة، والاخرة يفتح خزينة بلاده لها وثالث يزايد عليه بتقديم ما هو أغلى..من يحكمون في الخليج هم عبيد عند الاميركي..أهل غزة يموتون جوعًا وسفهاء الخليج يبعثرون ثروات شعوبهم على من يمنع الطعام والشراب عن أشقائهم في فلسطين..أمة من سراب
وتحت وسم "لا نعطي ثرواتنا لترامب" نشر فؤاد ابراهيم أبرز الصفقات الموقعة مع "السعودية" ضمن حزمة استثمارات بقيمة 600 مليار دولار:
* صفقة دفاعية قياسية بقيمة 142 مليار دولار تشمل معدات أميركية متطورة وتدريب شامل للقوات السعودية. الاتفاقية تتضمن تزويد السعودية بمعدات وخدمات حربية متطورة من أكثر من 12 شركة دفاعية أمريكية
* استثمار سعودي بـ20 مليار دولار من شركة DataVolt في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وبنية الطاقة داخل الولايات المتحدة.
* استثمارات تكنولوجية مشتركة بـ80 مليار دولار من شركات كبرى مثل Google وOracle وUber وAMD في البلدين.
* مشاريع بنية تحتية سعودية كبرى تنفذها شركات أميركية مثل AECOM وParsons بقيمة 2 مليار دولار.
* صادرات أميركية تشمل توربينات غاز من GE Vernova بقيمة 14.2 مليار دولار وطائرات بوينغ 737-8 بقيمة 4.8 مليار دولار.
* استثمار صحي بـ5.8 مليار دولار من Shamekh IV Solutions، يتضمن إنشاء مصنع في ولاية ميشيغان.
* إطلاق 3 صناديق استثمارية بقيمة إجمالية 14 مليار دولار تركز على الطاقة، الدفاع، والرياضة داخل الولايات المتحدة."
وأردف معلقا على مضمون كلمة ترامب بالقول أن الأخير أثبت في خطابه أنه ليس فقط تاجر بل وفاشي الى درجة انه تجاهل عن قصد قضايا حقوق الانسان والديمقراطية ولم يتحدث سوى عن المشاريع التجارية وكأنه جاء الى بلد بلا شعب يسأل عنه أو يعنيه.."
في سياق متصل، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إنّ "الولايات المتحدة تتراجع، تاركةً إسرائيل تُدير تهديداتها بنفسها.. هي لم تعد القبة الحديدية لإسرائيل، وهذا هو الواقع الحالي، مهما ادّعى أي أحد".
وتابعت الصحيفة بأنّ "التطبيع مع إسرائيل لم يعد يُمنح بالمجان، ولا يكفي أن يُغطى بشعارات عامة أو مبادرات رمزية"، مبديةً خشيتها من أنّ الدور الإسرائيلي "سيتقلّص إلى حدّ كبير، في حال لم يعد التطبيع شرطاً مسبقاً لأيّ تقارب أميركي سعودي".
يُذكر أنّ ترامب سبق أن وصف هذه الزيارة بأنّها "ستكون تاريخيةً"، مؤكّداً "حفاظه على سلامة "السعودية" والإمارات وقطر، وغيرها من الدول".
ارسال التعليق