“كانَ مُتشدِّدًا وهو آخِر كبار الوهابيّين في السعودية”.. هذا ما نشرَته صحيفة “تلغراف” حول مفتي المملكة السابق، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، في تقريرٍ نُشر في السابع مِن أكتوبر الجاري. وتضمّن التقرير قراءة نقدية حادّة للوهابية التي سيطرَت لعقود طويلة، بل فُرضت على المجتمع السعودي.

الصحيفة الإماراتية-البريطانية اعتبرَت أنّ وفاة المفتي تمثل نهاية مرحلة منَ التشدد الديني الذي وسم الحياة العامّة في البلاد منذ تأسيسها، مشيرةً إلى أنّ الشيخ المُنحدِر مِن نسل محمد بن عبد الوهاب، كان مِن أكثر الشخصيات تأثيرًا في ترسيخ الفكر المُتطرِّف.

وأضافت أنّ مواقف المفتي، مثل دعوته إلى هدم الكنائس، شكّلت رمزًا للوهابية وعزّزَت الإرهاب. كما ذكّرَت بتصريحاته العدائية تجاه المذاهب الإسلامية الأخرى، لا سيّما الشيعة، معتبرة أنها ساهمت في تغذية الانقسام الطائفي في المنطقة.

وفي السياق السياسي، ربطَت “تلغراف” بين رحيل المفتي وتراجع نفوذ التيار الديني المتشدّد لدى محمد بن سلمان ورؤيَته التي تسعى إلى تقليص سُلطة رجال الدين وانفتاح المجتمع السعودي، على حساب مبادئ الدّين والمَوروث الاجتماعي المحافِظ. وفي وقت تُسدَل فيه الستار على قرنٍ منَ الوهابية، يُثير الانفراج مخاوف حقيقية نظرًا لسُوء إدارته.