
قف لا تكتب لأمة لاتسمع ولا ترى، خانعة راضخة لحكام عملاء بلا شرف!!
[جمال حسن]
* جمال حسن
قالوا لي لا تكتب لأن الذين تكتب لهم أمة نائمة مخدرة بالسكر والترف والعهر والدعارة عمياء؛ أمة صم بكم عمي تتبع حكاماً بلا وطنية وغيرة وشرف وخيانة وعمالة وانبطاح يلتزمون الصمت على ما يدور من حولهم من قتل وتشريد وذبح كل من يتفوه مطالباً بلقمة عيش بشرف؛ كيف لك أن تكتب للأعمى فأنه لا يرى؟؟.
وقالوا لي لا تكتب لأمة تدعي انها "أمة محمد" لكنها "أمةً ضحكتْ من جهلها الأممُ" لانها تتجاهل عامدة ما يجري من حولها من قتل وتشريد وتجويع ودمار بأسم "الدين" الذي هو منهم براء؛ أمة تكفير ونفاق وفرقة تدعم العدو الصهيوني لتقتل أبناء جلدتها ودينها وقوميتها، تبعاً لسياسة حكامها الجبابرة { إِنَّ فِرۡعَوۡنَ عَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَجَعَلَ أَهۡلَهَا شِيَعࣰا يَسۡتَضۡعِفُ طَآئِفَةࣰ مِّنۡهُمۡ يُذَبِّحُ أَبۡنَآءَهُمۡ وَيَسۡتَحۡيِۦ نِسَآءَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُفۡسِدِينَ}- سورة القصص، الاية 4.
ثم قالو لي لا تكتب لفاقد الاحساس فلن يشعر بك، فأنه لا يستحق كتابتك، ولايقدر قيمة قلمك، ولا يعرف معنى لكلمة الحرية والتعبير عن الرأي وقيمتها كي تكتب لهم؛ أمة أصمت أذنيها كي لا تسمع صراخ اليتامى وعويل الأرامل وضجيج الشيوخ وقعقعة بطون الجياع والعطاشى في غزة طيلة أكثر من عامين ومن قبلها، وستواصل ذلك مستقبلاً، أنها أمة سخرت من حمقها حتى الببغاء.
وقد نصحني أحدهم بأن هكذا أمة ميتة وأنه "تعددت الأسباب والموت واحد"، كما قالها الشاعر العربي ابن نباتة السعدي؛ فرددت عليه أن جميع طرق الحياة مهما تنوعت أو اختلفت، فإن النهاية الحتمية لكل إنسان هي الموت، لكن أساليب الحياة التي يعيشها الانسان لتنتهي به الى الموت متفاوتة عن بعضها البعض كثيراً؛ هناك من يموت في ساحة معركة العز والشرف والصمود واقفاً شامخاً مقاوماً للعدو ليرقى سعيداً {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون} - سورة آل عمران، الآية 169.
فيما هناك من ينتخب موت المذلة والمهانة والعمالة والانبطاحية للسيد راعي البقر ليمنحه وقتً حتى يجف ضرعه ثم يدفع به الى مسلخ الذبح وهو مطأطأ الرأس ذليل خنوع أحمق؛ والحكماء يؤكدون أن من لم يذق مرارة التضحية من أجل وطنه وشعبه وعرضه ودينه وأبناء جلدته، سيُجبَر يوما على تذوق مرارة العيش بدون كل ذلك ويمت موتة جيفة يفرّ منها القريب قبل البعيد في حسرة الوطن والأخوة ورضا الباري تعالى.
لقد فضحت "غزة هاشم" هذه الأمة التي تتشدق بأنها "أمة محمد"، بكل شيء، بنفاقها الديني والسياسي والقومي؛ وفضحت حاكم التوريث وبقرات ترامب الخليجية وزيهم العربي وما تحته وتحت غطاء رؤوس مشايخهم ووعاظ سلاطينهم ، وبعثرت كل أوراقهم وزيف فتاويهم ودعواتهم السابقة لنصرة فلسطين القضية الأم.
لقد فضحت "غزة العزة" حكام التطبيع والعمالة والنذالة المساومين على ذبحها مع ألد أعداء "أمة محمد" وبعثرت أوراق أرشيفهم بالكامل، ذلك الأرث الزائف الكاذب الذي صدعونا به فاضحة حقيقة تنفيذهم وعد كبير خونتهم عبدالعزيز آل سعود للضابط البريطاني “بيرسي كوكس” سنة 1915 "أنا السلطان عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود أقر وأعترف ألف مرة، للسير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى، لا مانع عندي من أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا التي لا أخرج عن رأيها, حتى تصيح الساعة".
وأنتم يا أبناء الحجاز تبعتم هبلكم كما تتبع الخراف الراعي، إذا ذكر أسمكم يعرق له جبين الخجل والشرف وأنتم تسارعون الخطى نحو إرضاء آل سعود الذين جثموا على صدوركم طيلة القرون الأخيرة مريقين دمائكم، ومستبيحين أعراضكم، وناهبين ثرواتكم ليقدموها طوعاً وليس كراهية لأعداء الإسلام وأمته؛ بعد أن كنتم قدوة الأمة الاسلامية والعربية في دعم القضية الفلسطينية!!.
وسارعتم ترفعون ترند #فلسطين# ليست# قضيتي# تبعاً وتناغماً مع تصريح محمد بن سلمان لمجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية في 30-09-2024 بقوله: "لا تعنني القضية الفلسطينية ولا أهتم بها شخصيا، إنما طيف من شعبي مهتم بذلك، وأن 70% من شعبي أصغر مني، ولم يتعرفوا على القضية الفلسطينية جيداً، إلا من خلال هذا الصراع (الحرب على غزة)"؛ والعدوان الصهيوني متواصل بكل إجرام سفك دماء الأبرياء العزل هناك.
بعد أن تعلمتم وزاولتم مسيرة التكفير بدلاً من التفكير الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، تكفير أخوانكم في العقيدة والدين والقومية داخل البلاد وخارجها، وشاركتم في تفجيرهم وقتل العباد وتدمير البلاد على نطاق منطقة الشرق الأوسط أو ربما حتى خارجها ترويجاً لسياسية اللوبي الصهيوني "الإسلاموفوبيا"، فيما بعض شعوب الغرب "المنحط اخلاقياً" وقف داعماً لقضية غزة من منظار انساني وليس ديني.
لقد انشغلتم في حفلات "بن سلمان" وكلبه آل الشيخ ومهرجاناته الداعرة الماجنة على طول بلاد الحرمين الشريفين بمشاركتكم من كلا الجنسين في أحضان بعضكم البعض، متجاهلين مآسي غزة وشعبها وحتى أبناء جلدتكم من قبيلة الحويطات وغيرها في جيزان ونجران وكذا المنطقة الشرقية التي تراق فيها الدماء بسياسة تمييز طائفي دون مبرر، لا يريد أهلها سوى العدالة والمساواة والعيش الآمن ولقمة عيش بعز وكرامة.
ثم رضختم لأميال قادتكم الذين تسلطوا على رقابكم وهرولتم يا"عرب الردة" لتنتقلوا مع العدو الصهيوني من الجهاد لتحرير أرض فلسطين المقدسة الى مبدأ الأرض مقابل السلام الذي لم يدم كثيراً، حتى رضختم الى سياسة التطبيع مقابل السلام مهرولين على ركابكم بطأطأة رأس ومذلة وهوان، بعد أن رفض العدو الصهيوني حتى مقترح عبدالله بن عبدالعزيز بحل الدولتين.
لكن الأمر لم ولن ينتهي الى هنا وسارعتم تساندون وتدعمون كبار قيادتكم الطائشة المخرفة، غير المنتخبة والمفروضة على رؤوسكم بقوة سلاح المحتل البريطاني وحد "سيف الحرابة" المدعوم بفتاوى "هيئة كبار علماء السعودية" من بن باز وحتى آل الشيخ؛ فأنتقلتم الى مرحلة المساومة مع العدو الاسرائيلي المحتل من مبداً السلام مقابل السلام لكن دون جدوى.
واليوم تهرلون خلف قيادتكم الذليلة لبلوغ السلام مع العدو المتوحش المكشر عن أنيابه مقابل الاستسلام، لكن هذا لن يجدي مع من يحب رائحة الدماء وإراقتها والفتك بالقريب والمتحد والمستسلم والمطبع والعميل قبل العدو والصامد والمقاوم، حتى يبلغ مبتغاه في "اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات" حيث بلاد الحجاز ليست بمنأى منها بتاتاً، واليهود يطالبون بها من خيبر الى المدينة المنورة ومكة المكرمة وحتى وسط الجزيرة العربية..
بتم مصداقاً لقول الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي " قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم * شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ" لعظم إستياء أعمالكم القبيحة يا "أمة العرب" ووضعيتكم؛ وأنتم يا أبناء الحجاز بالخصوص أصبحتم في حالة يرثى لها من عظم الذل والخضوع والهوان لدرجة أن أقل الأشياء (النعال) تُعاملكم بإهانة واضحة، حتى أنه نفسه يتساءل عن سبب صفع وجوهكم بسببه؟؟!!.
ارسال التعليق